موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى العزلة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 152 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

القوة المصورة من الأشكال الغريبة التي استفادت جزئياتها من الحس لا بد من ذلك ليس لها تصرف إلا به‏

[الذكر الخيالى والذكر المعنوي الذي هو ذكر القلب‏]

فمن شرط الخلوة في هذا الطريق الذكر النفسي لا الذكر اللفظي فأول خلوته الذكر الخيالي وهو تصور لفظة الذكر من كونه مركبا من حروف رقمية ولفظية يمسكها الخيال سمعا أو رؤية فيذكر بها من غير أن يرتقي إلى الذكر المعنوي الذي لا صورة له وهو ذكر القلب ومن الذكر القلبي ينقدح له المطلوب والزيادة من العلوم وبذلك العلم الذي انقدح له يعرف ما المراد بصور المثل إذا أقيمت له وأنشأها الحس في خياله في نوم ويقظة وغيبة وفناء فيعلم ما رأى وهو علم التعبير للرؤيا

[مقاصد الخلوة عند أهل الخلوة]

ومنهم من يأخذ الخلوة لصفاء الفكر ليكون صحيح النظر فيما يطلبه من العلم وهذا لا يكون إلا للذين يأخذون العلم من أفكارهم فهم يتخذون الخلوات لتصحيح ما يطلبونه إذا ظهر لهم بالموازين المنطقية وهو ميزان لطيف أدنى هواء يحركه فيخرجه عن الاستقامة فيتخذون الخلوات ويسدون مجاري الأهواء لئلا تؤثر في الميزان حركة تفسد عليهم صحة المطلوب ومثل هذه الخلوة لا يدخلها أهل الله وإنما لهم الخلوة بالذكر ليس للفكر عليهم سلطان ولا له فيهم أثر وأي صاحب خلوة استنكحه الفكر في خلوته فليخرج ويعلم أنه لا يراد لها وأنه ليس من أهل العلم الإلهي الصحيح إذ لو أراده الله لعلم الفيض الإلهي لحال بينه وبين الفكر ومنهم من يأخذ الخلوة لما غلب عليه من وحشة الأنس بالخلق فيجد انقباضا في نفسه برؤية الخلق حتى أهل بيته حتى أنه ليجد وحشة الحركة فيطلب السكون فيؤديه ذلك إلى اتخاذ الخلوة ومنهم من يتخذ الخلوة لاستحلاء ما يجد فيها من الالتذاذ وهذه كلها أمور معلولة لا تعطي مقاما ولا رتبة وصاحب الخلوة لا ينتظر واردا ولا صورة ولا شهودا وإنما يطلب علما بربه فوقتا يعطيه ذلك في غير مادة ووقتا يعطيه ذلك في مادة ويعطيه العلم بمدلول تلك المادة

[الخلوة التي هي نسبة والخلوة التي هي المقام‏]

الخلوة لها الدعوى وصاحبها مسئول لها الحجاب الأقرب هي نسبة ما هي مقام أعني الخلوة المعهودة عند القوم لا الخلوة التي هي مقام التي ذكرناها في أول الباب وهذه وإن لم تكن مقاما فإنها تحصل لصاحبها بالذكر مقامات لها إحاطة بالملك والملكوت والجبروت عند العارفين والملامية من الأدباء أرباب المواقف وأما أهل الوصال والأنس من العارفين والملامية فلا يرون لها في الملكوت دخولا وأنها مخصوصة بعالم الجبروت والملك لا غير إلا أنها لها قرب من الملكوت ما بينها وبينه إلا درجتان فالأدباء الواقفون من الملامية يرون لها ستمائة درجة وإحدى وأربعون درجة والعارفون من أهل الأنس يرون لها ألف درجة وسبعا وستين درجة والأدباء من العارفين الواقفين يرون لها ستمائة درجة وسبعا وستين درجة والملامية من أهل الأنس والوصال يرون لها ألف درجة وستة وثلاثين درجة

(الباب التاسع والسبعون في ترك الخلوة وهو المعبر عنه بالجلوة)

إذا لم ير الإنسان غير إلهه *** لدى كل عين فالخلاء محال‏

فإن كنت هذا كنت صاحب خلوة *** ولله فيه فيصل ومقال‏

[الكشف يمنع الخلوة]

اعلم أيدنا الله وإياكم أن الكشف يمنع من الخلوة وإن كان فيها فإن الحجاب لها فإذا كوشف علم أنه لم يكن في خلوة فاتخاذ الخلوة المعهودة دليل على جهل متخذها فإنه عند الكشف يعرف جهله فكل من جهل إنه جهل فهو صاحب جهلين ومن عرف أنه جهل فهو ذو جهل واحد

[الظاهر في أعيان العالم هو الحق وما ثم سواه‏]

والذين علموا إن الظاهر من كونه ظاهرا في أعيان العالم وما ثم سواه فهو في خلوة في نفسه إذا لم ينظر إلى من ظهر فيه فأورثه الملأ والجلوة فلا تصح له الخلوة من هذا الوجه فمن الناس من يرجح صاحب الخلوة ومن الناس من يرجح نقيضه وهو صاحب الجلوة

[الأسماء الإلهية التي تطلب الخلوة أو الجلوة]

فالاسم الأول والباطن يطلبان الخلوة والاسم الآخر والظاهر يطلبان تركها وهي الجلوة وأنت لأي اسم غلب عليك ولا مفاضلة في الأسماء من وجه ومال الخلق إلى المقلوب من المال وهو الملأ فالخلوة دنيوية والجلوة أخروية والآخرة خير

(الباب الموفي ثمانين في العزلة)

إذا اعتزلت فلا تركن إلى أحد *** ولا تعرج على أهل ولا ولد

ولا توالي إذا واليت منزلة *** وغب عن الشرك والتوحيد بالأحد

وأنزع إلى طلب العليا منفردا *** بغير فكر ولا نفس ولا جسد


مخطوطة قونية
3909
3910
3911
3912
3913
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 152 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!