موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى ترك المجاهدة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 148 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

درجات منه وما جعلها درجة واحدة كما قال في المجاهدين في سبيل الله حيث جعل لهم درجة واحدة ثم زادهم ما ذكر في تمام الآية

[المجاهدون في الله حق جهاده‏]

فهذان صنفان قد ذكرنا وأما الصنف الثالث وهم الذين جاهدوا في الله حَقَّ جِهادِهِ فالهاء من جهاده تعود على الله أي يتصفون بالجهاد أي في حال جهاده صفة الحق كما ذكرنا في التردد الإلهي أي لا يرون مجاهدا إلا الله وذلك لأن الجهاد وقع فيه ولا يعلم أحد كيف الجهاد في الله إلا الله فإذا ردوا ذلك إلى الله وهو قوله حَقَّ جِهادِهِ فنسب الجهاد إليه بإضافة الضمير فكان المجاهد لا هم وإن كانوا محل ظهور الآثار فهم المجاهدون لا مجاهدون‏

قال الله لموسى يا موسى اشكرني حق الشكر قال يا رب ومن يقدر على ذلك قال إذا رأيت النعمة مني فقد شكرتني حق الشكر وهذا الحديث خرجه ابن ماجة في سننه‏

[العمل المضاف إلى الله عن ذوق وكشف ومشاهدة]

فكل عمل أضفته إلى الله عن ذوق وكشف ومشاهدة لا عن اعتقاد وحال بل عن مقام وعلم صحيح فقد أعطيت ذلك العمل حقه حيث رأيته ممن هو له فحيث ما وقع لك مثل هذا فشرحه ما شرحه به الله على لسان رسوله فبلغه إلينا وهي طريقة موصلة إلى الله سهلة لينة قريبة المأخذ مستوية لا تَرى‏ فِيها عِوَجاً ولا أَمْتاً

[و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا]

والصنف الرابع هم الذين قال الله فيهم والَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا الذين قلنا لهم فيها ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ يعني السبيل التي لكم فيها السعادة وإلا فالسبل كلها إليه لأن الله منتهى كل سبيل ف إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ولكن ما كل من رجع إليه سعد فسبيل السعادة هي المشروعة لا غير وإنما جميع السبل فغايتها كلها إلى الله أولا ثم يتولاها الرحمن آخر أو يبقى حكم الرحمن فيها إلى الأبد الذي لا نهاية لبقائه وهذه مسألة عجيبة المكاشف لها قليل والمؤمن بها أقل ولما كان سبب الجهاد أفعالا تصدر من الذين أمرنا بقتالهم وجهادهم وتلك الأفعال أفعال الله فما جاهدنا إلا فيه لا في العدو وإذ لم يكن عدوا إلا بها فإذا جاهدنا فيه وتبين لنا بقوله إذا جاهدنا فيه إن يهدينا سبله أي يبين لنا سبلها فندخلها فلا نرى إذا جاهدنا غيرا فاستغفرنا الله مما وقع منا وكان من السبل مشاهدة ما وقع منا إنه الموقع لا نحن فاستغفرنا الله أي طلبنا منه أن لا نكون محلا لظهور عمل قد وصف نفسه بالكراهة فيه فقد ثبت أنه ما في الوجود إلا الله فما جاهد فيه سواه ولو لا ما هدانا سبله ما عرفنا ذلك ولذلك تمم الآية بقوله وإِنَّ الله لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه‏

فإذا رأيته علمت إن الجهاد إنما كان منه وفيه‏

[الكتاب الإلهي والكتابة الإلهية]

فهذا قد أعربت لك عن أحوال أهل المجاهدات وهم المجاهدون والكلام يطول في تفاصيل هذا الباب والكتاب كبير فإن استقصينا إيراد ما يطلبه منا كل باب لا يفي العمر بكتابته فإذا ولا بد من الاقتصار فلنقتصر على ما يجري من كل باب مجرى الأمهات لا غير وكل أم مثل حواء مع بنى آدم فإنهم بنوها كلهم فلو أعطانا الله الكتابة الإلهية أبرزنا جميع ما يحويه هذا الكتاب على الاستيفاء في ورقة صغيرة واحدة كما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتابين في يده بالكتاب الإلهي الذي ليس لمخلوق فيه تعمل وأخبر أن في الكتاب الذي في يمينه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم وعشائرهم من أول خلقهم إلى يوم القيامة والكتاب الآخر مثله في أسماء أهل الشقاء ولو كان ذلك بالكتاب المعهود ما وسع ورقه المدينة فمثل ذلك لو وقع لنا أظهرناه في اللحظة وقد رأينا تلك الكتابة وهي كالجنة في عرض الحائط والنار وكصورة السماء في المرآة

[درجات أهل الله في المجاهدة]

فلنذكر ما لهذه الصفة التي هي المجاهدة من المقامات التي هي مراتبها ومنازلها الذين ينزلها أهلها وهم الملامية وهم قسمان أهل أدب بوقوف عند حد وأهل أنس ووصال وكذلك ما للعارفين من هذا الباب وهم قسمان أهل أدب ووقوف عند حد وأهل أنس ووصال وهذا سار في كل مقام فالذي للملامية منه من الصنف الذي له أدب الوقوف عند الحدود فثلاث وخمسون درجة وإنما عدلنا إلى ذكر الدرجات لما سمعنا الله يقول بالدرجات في فضلهم فاتبعنا ما قال الله فهو أولى بنا والتي للملامية أهل الأنس والوصال من الدرجات في هذا الباب أربعمائة درجة وثلاث وخمسون وأما درجات العارفين أهل الأنس والوصال فلهم أربعمائة درجة وأربع وثمانون درجة وأما الذي لأهل الأدب والوقوف عند الحدود من العارفين فتسع وثمانون درجة تسعون إلا واحدة بينه وبين درجات الأسماء الإلهية عشرة

(الباب السابع والسبعون في ترك المجاهدة)

لا تجاهد فإن عين المنازع *** هو عين الذي تجاهد فيه‏


مخطوطة قونية
3891
3892
3893
3894
3895
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 148 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!