موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا)
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 184 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ولا تنازع وكن بالله معتصما *** ولا تحارب فخيل الله في الطلب‏

[معية الله مع العبد]

قال الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه إِنَّ الله مَعَ الصَّابِرِينَ والمدار كله على شهود هذه المعية فإنه مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا والَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ فهو مع الصابرين والمتقين والمحسنين فهذا الذكر ينتج شهود المعية التي له مع الصابرين خاصة هذا وما هو إلا صبر على الرسول حتى يخرج إليهم فكيف الصبر على الله لما كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يذكر الله على كل أحيانه والله جليس من يذكره فلم يزل رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جليس الحق دائما فمن جاء إليه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإنما يخرج إليه من عند ربه إما مبشرا وإما موصيا ناصحا ولهذا قال لَكانَ خَيْراً لَهُمْ فلو كان خروجه إليهم مما يسوءهم في آخرتهم ما كان خيرا لهم وقد شهد الله بالخيرية فلا بد منها وهي على ما ذكرناه من بشارة بخير أو وصية ونصيحة وإبانة عن أمر مقرب إلى سعادتهم غير ذلك لا يكون ومن صبر نفسه على ما شرع الله له على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن الله لا بد أن يخرج إليه رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في مبشرة يراها أو في كشف بما يكون له عند الله من الخير وإنما يخرج الله إليه رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لأن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا يتصور على صورته غيره فمن رآه رآه لا شك فيه بخلاف رؤية الحق فإن الحق له التجلي في صور الأشياء كلها فإن الأشياء ما ظهرت إلا به سبحانه وتعالى فالعارف يعلم أن كل شي‏ء يراه ليس إلا الحق وهو معطي السعادة والشقاء والرسول ليس كذلك فيعتمد على رؤية الرسول ولا يغتر برؤية الحق ولهذا الذي أشرنا إليه ادعى من ادعى من البشر والجن الألوهة وقبل منهم وعبدوا من دون الله وما قدر أحد يدعى بأنه محمد بن عبد الله رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأن تنبى فما يقول إنه محمد وإنما يقول إنه رسول الله فيطالب بالدليل على دعواه فتنبه إلى عصمة هذا الاسم العلم أن يتصور عليه أحد من خلق الله في كشف ولا نوم كصورته في اليقظة سواء فمن رآه رآه فما تغير من صورته تغير حسن فذلك راجع إلى حال الرائي أو صورة الشرع في المكان الذي رآه فيه عند ولاة أمور الناس وكذلك لو كان تغير قبح كذلك فاعلم ذلك فيكون تغيره بالحسن والقبح عين إعلامه وخطابه إياه بما هو الأمر عليه في حقه أو في حق ولاة العصر بالموضع الذي يراه فيه ورؤية الحق ليست كذلك لأنه ما ثم شي‏ء خارج عنه فكل شي‏ء فيه حسن لا قبح فيه وما قبح من الأمور إلا بالشرع وفي أصحاب الأغراض بالعرض وفي أصحاب المزاج بالملاءمة للطبع وفي أصحاب النظر الفكري من الحكماء بالكمال والنقص وصاحب هذا الهجير كثير الصلاة على محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وعلى هذا الذكر يحبس نفسه ويصبر حتى يخرج إليه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وما لقيت أحدا على هذا القدم غير رجل كبير حداد بإشبيلية كان يعرف بأللهم صل على محمد ما كان يعرف بغير هذا الاسم رأيته ودعا لي وانتفعت به لم يزل مستهترا بالصلاة على محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لا يتفرغ لكلام أحد إلا قدر الحاجة إذا جاء أحد يطلبه أن يعمل له شيئا من الحديد فيشارطه على ذلك ولا يزيد وما وقف عليه أحد من رجل ولا صبي ولا امرأة إلا ولا بد أن يصلي على محمد ذلك الواقف إلى أن ينصرف من عنده وهو مشهور بالبلد بذلك وكان من أهل الله فكل ما ينتج لصاحب هذا الذكر فإنه علم حق معصوم فإنه لا يأتيه شي‏ء من ذلك إلا بواسطة الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم هو المتجلي له والمخبر لقي رجل بعض الناس في زمان أبي يزيد البسطامي فقال له هل رأيت أبا يزيد فقال رأيت الله فأغناني عن أبي يزيد فقال له الرجل لو رأيت أبا يزيد مرة كان خيرا لك من أن ترى الله ألف مرة فلما سمع ذلك منه رحل إليه فقعد مع الرجل على طريقه فعبر أبو يزيد وفروته على كتفه فقال له الرجل هذا أبو يزيد فنظر إليه فمات من ساعته فأخبر الرجل أبا يزيد بشأن الرجل فقال أبو يزيد كان يرى الله على قدره فلما أبصرنا تجلى له الحق على قدرنا فلم يطق فمات ولما كان الأمر هكذا علمنا إن رؤيتنا الله في الصورة المحمدية بالرؤية المحمدية هي أتم رؤية تكون فما زلنا نحرض الناس عليها مشافهة وفي كتابنا هذا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الأحد والأربعون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله ومن يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً»

نصرة الله لنفس الظالم *** نصرة ليس لها من خاذل‏


مخطوطة قونية
9276
9277
9278
9279
9280
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 184 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!