موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه)
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 171 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

حتى تحقق بالأدب الإلهي‏

فقال إن الله أدبني فأحسن أدبي‏

فإن الله له نسبة إلى الأغنياء كما له نسبة إلى الفقراء فالعارف ينبغي له أن لا يفوته من الحق شي‏ء في كل شي‏ء فما أحسن تعليم الله عباده فنحن إذا فتح الله أعين بصائرنا وأفهامنا علمنا أن تعليم الله نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الآداب مع المراتب إنا أيضا مرادون بذلك التعليم وننظره في النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كالمثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة وإن كان هو صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم المقصود لله بالأدب فنحن أيضا المقصودون لله بالتأسي به والاقتداء لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فكل خطاب خاطب به نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مؤدبا له فلنا في ذلك الخطاب اشتراك لا بد من ذلك فانظر يا ولي في هذا الذكر ما ذا نتج من الخير الكثير والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله»

إن القبيح لأقسام مقسمة *** عرفية والتي التشريع بينها

فمن عفا عن مسي‏ء نفسه أنفت *** عن الجزاء لأن السوء عينها

فلا تكن بمحل للقبيح لأن *** الله بالصفة العليا زينها

[لا فقر إلا إلى الله تعالى‏]

قال الله تعالى ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ وإن كان له جميع الأسماء التي يفتقر كل فقير إلى مسماها ولا فقر إلا إلى الله فإنه يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله ومع هذا فلا يطلق عليه من الأسماء إلا ما يعطي الحسن عرفا وشرعا ولذلك نعت أسماءه بالحسنى وقال لنا فَادْعُوهُ بِها ثم قال وصية لنا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمائِهِ أي يميلون في أسمائه إلى ما ليس بحسن وإن كان في المعنى من أسمائه لكن منع أن يطلق عليه لما ناط به عرفا أو شرعا بأنه ليس بحسن وهنا قال سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالسيئة الأولى سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند الله والسيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا وإنما هي سيئة من حيث إنها تسوء المجازي بها كالقصاص فيما لك أن تعفو عنه بهذا الشرط فلما رأى أهل الله أنه تعالى أطلق على ذلك اسم سيئة وقال مِثْلُها ومن اتصف بشي‏ء من ذلك فيقال فيه إنه مسي‏ء على حد ما سمي تلك سيئة سواء فأنف أهل الله أن يكونوا محلا للسوء فاختاروا العفو على الجزاء بالمثل نفاسة وتقديس نفس عن اسم لم يطلقه الله على نفسه كما أطلق الحسن ونبه على الزهد والترك للاخذ عليها بقوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ولم يقل وجزاء المسي‏ء فإن المسي‏ء هو الذي يجازى بما أساء لا السيئة فإن السيئة قد ذهب عينها وهي لا تقبل الجزاء ولو كانت موجودة فإنها لو قبلت الجزاء لزال عينها مثال ذلك إن الجرح الحاصل في الذي تعدى عليه فجرح إذا اقتص من الذي جرحه مثل ما تعدى عليه صار الآخر المجازي مجروحا وما بري‏ء الأول من جرحه فلو قبلت السيئة جزاء لزال عينها منه ولا يزول فلم يبق الجزاء إلا عين المكلف فإن كانت السيئة فعل المكلف لا مفعوله فقد ذهب عين الفعل بذهاب زمانه فلا يقبل الجزاء لأنه قد انعدم فلم يبق إلا المحل المسي‏ء فأنزل المسي‏ء منزلة السيئة وسمي بها وأضيف الجزاء لي السيئة فللمسي‏ء حكم لسيئة فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ هذا من أقوم القيل وإن كان القيل الإلهي كله قويما ولكن فيه قويم وأقوم بالنسبة إلينا لأنا قد قدمنا ما من شي‏ء يكون فيه كثرة أمثال إلا ولا بد فيه من التفاضل حتما لأنه لا شي‏ء فوق أسماء الله الحسنى ومع هذا تتفاضل بالإحاطة وعدم الإحاطة وينزل اسم إلهي عن اسم إلهي ويعلو اسم إلهي على اسم إلهي فالجزاء بالأمثال أبدا وما خرج عن الوزن والمقدار بالرجحان لا بالنقص فذلك خارج عن الجزاء ولهذا يرجع الحق عليه بعد ما كان له بخلافه في الخير والحسن فإن الرجحان فيه فضيلة يثنى عليه بها وما أحسن‏

قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في صاحب التسعة فاسمع الولي وقد حكم له بالقصاص أما إنه إن قتله كان مثله‏

يعني قوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فسمي قاتلا بلا شك فتركه وعفا وهذا من السياسة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ»

إن الوفاق لمن طيب الأصول لما *** أتابه الله مما شاءه وشرع‏


مخطوطة قونية
9222
9223
9224
9225
9226
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 171 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!