موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى حال قطب كان منزله (وما يؤمن أكثرهم باللّه إلا وهم مشركون)
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 133 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

خصوص وصف ليس للحق أصلا كالذلة والافتقار والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الباب السادس والتسعون وأربعمائة بانتهاء السفر الثلاثين والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

بسم الله الرحمن الرحيم‏

«الباب السابع والتسعون وأربعمائة في معرفة حال قطب كان منزله وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ»

الشرع يقبله عقل وإيمان *** وللعقول موازين وأوزان‏

عند الإله علوم ليس يعرفها *** إلا لبيب له في الوزن رجحان‏

فالأمر عقل وإيمان إذ اشتركا *** في حكم تنزيهه ما فيه خسران‏

وثم ينفرد الايمان في طبق *** بما تماثله بالشرع أكوان‏

شو العقل من حيث حكم الفكر يدفعه *** بما يؤيده في ذاك برهان‏

لو أن غير رسول الله جاء به *** في الحين كفره زور وبهتان‏

إذا تأوله من غير وجهته *** وقال ما لي على ما قال سلطان‏

لله في ذاك سر ليس يعلمه *** إلا فريد وذاك الفرد إنسان‏

قد كمل الله في الإنشاء صورته *** بصورة الحق فالقرآن فرقان‏

العين واحدة والحكم مختلف *** للجانبين فما في النش‏ء نقصان‏

[ما المراد بالموحدين‏]

قال الله تعالى إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وقَلِيلٌ ما هُمْ على أن تكون ما زائدة وليس القليل إلا من آمن بالله فإن الموحدين بالله هم الذين وحدوا الله بالله وأما الموحدون الذين وحدوا الله لا بالله بل بأنفسهم فهم الذين أشركوا في توحيده غير إن هذا الهجير لا يعطي الايمان بتوحيد الله وإنما يعطي مشاهدة ميثاق الذرية إذ أخذ الله من بَنِي آدَمَ من ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأَشْهَدَهُمْ عَلى‏ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى‏ وما كان إلا التصديق بالوجود والملك لا بالتوحيد وإن كان فيه توحيد فغايته توحيد الملك فجاء قوله تعالى وما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ لما خرجوا إلى الدنيا لأن الفطرة إنما كانت إيمانهم بوجود الحق والملك لا بالتوحيد فلما عدم التوحيد من الفطرة ظهر الشرك في الأكثر ممن يزعم أنه موحد وما أدى من أداه إلى ذلك إلا التكليف فإنه لما كلفهم تحقق أكثرهم إن الله ما كلفهم إلا وقد علم إن لهم اقتدارا نفسيا على إيجاد ما كلفهم به من الأفعال فلم يخلص لهم توحيد فلو علموا من ذلك أن الله ما كلفهم إلا لما فيهم من الدعوى في نسبة الأفعال إليهم التي نسبوها إلى أنفسهم ليتجردوا عنها بالله لا بنفوسهم كما فعل أهل الشهود فإذا ألزم الذاكر نفسه هذا الذكر نتج له إقامة العذر عند الله لعباد الله فيما أشركوا فيه عند إيمانهم فإن الله أثبت لهم الايمان بالله وهو خير كثير وعناية عظيمة إذا نظروا إلى من قال فيهم تبارك وتعالى والَّذِينَ آمَنُوا بِالْباطِلِ وكَفَرُوا بِاللَّهِ فأظهروا ما ليس بوجود وجودا وأزالوا في عقدهم وجود ما هو وجود وهو الله فسماه الله سترا فكان مستورا عنهم وجود الحق بما ستروه إذ لم يستروه حتى تصوروه وبعد التصور ستروه فكانوا كافرين ومن شأن الحق أنه حيث ما تصور كان له وجود في ذلك التصور ولا يزول برجوع ذلك المتصور عما تصور بخلاف المخلوق فإن المخلوق إذا تصورته كان له وجود في تصورك فإذا تبين لك أنه ليس كذلك زال من الوجود بزوال تصورك ما تصورته فهذا فرقان بين الله وبين المخلوق وهو علم دقيق لا يعلمه كثير من الناس فلهذا ثبت الشرك في العالم لأنه قابل صورة كل معتقد ولو لم يكن كذلك ما كان إلها فإذا سمع السامع الخبر النبوي بوجود الله آمن به على ما يتصوره فما آمن إلا بما تصوره والله موجود عند كل تصور كما هو موجود في خلاف ذلك التصور بعينه فما آمن أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ لما يطرأ عليهم في نفوسهم من مزيد العلم بالله ولو في كل مزيد تصور فيه ليس عين الأول وليس إلا الله في ذلك كله فما جاء الله بهذه الآية إلا لإقامة عذرهم ولم يتعرض سبحانه للتوحيد ولو تعرض للتوحيد لم يصح قوله إِلَّا وهُمْ مُشْرِكُونَ‏


مخطوطة قونية
9057
9058
9059
9060
9061
9062
9063
9064
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 133 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!