موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الاثنى عشر قطبا الذين يدور عليهم عالم زمانهم
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 77 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فكذلك المحمدي وهو قوله تعالى إِنَّ في ذلِكَ لَذِكْرى‏ لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ولم يقل عقل فيقيده ولقلب ما سمي إلا بتقلبه في الأحوال والأمور دائما مع الأنفاس فمن عباد الله من يعلم ما يتقلب فيه في كل نفس ومنهم من يغفل عن ذلك‏

[القطب المحمدي هو الذي يتقلب مع الأنفاس علما]

فالقطب المحمدي أو المفرد هو الذي يتقلب مع الأنفاس علما كما يتقلب معها حالا كل واحد من خلق الله فما زاد هذا الرجل إلا بالعلم بما يتقلب فيه وعليه لا بالتقليب فإن التقلب أمر يسرى في العالم كله وفيه ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ذلك على التفصيل والتعيين وإن علموه على الإجمال فمنازلهم على قدر علمهم فيما يتقلبون فيه وعليه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ وشرح هذا الباب وبسطة يطول فرأينا الاقتصار على ما ذكرناه وأومانا إليه وتوخيناه وفي ذكرنا هجيرهم بتبين مقامهم والله يتولى التوفيق‏

«الباب الثالث والستون وأربعمائة في معرفة الاثني عشر قطبا الذين يدور عليهم عالم زمانهم»

منتهى الأسماء في العدد *** لاثنتي عشر مع العقد

فبهم حفظ الوجود وما *** في وجود الحق من عدد

وهو المنعوت بالعدد *** وهو المنعوت بالأحد

ظهرت أحكام نشأتهم *** في التي قامت بلا عمد

تم في الأركان حكمهمو *** في أب منها وفي ولد

[أقطاب هذه الأمة اثنا عشر قطبا]

قال الله تعالى لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ وعرفه فقال ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ فَادْعُوهُ بِها وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمائِهِ يقول يميلون عن أسمائه لا بل يقول يميلون في أسمائه إلى غير الوجه الذي قصد بها سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ من ذلك فكل يجزى بما مال إليه فيما أوحينا يقول اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ من رَبِّكَ ولا تمل بميلهم فإني خلقتك متبعا لا متبعا اسم مفعول لا اسم فاعل ولذلك قال له عند ذكر الأنبياء فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ لا بهم وهداهم ليس سوى شرع الله فقال شَرَعَ لَكُمْ من الدِّينِ ما وَصَّى به نُوحاً وذكر من ذكر فكان الشارع لنا الله الذي شرع لهم فلو أخذ عنهم لكان تابعا فافهم فأقطاب هذه الأمة اثنا عشر قطبا عليهم مدار هذه الأمة كما إن مدار العالم الجسمي والجسماني في الدنيا والآخرة على اثني عشر برجا قد وكلهم الله بظهور ما يكون في الدارين من الكون والفساد المعتاد وغير المعتاد وأما المفردون فكثيرون والختمان منهم أي من المفردين فما هما قطبان وليس في الأقطاب من هو على قلب محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وأما المفردون فمنهم من هو على قلب محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم والختم منهم أعني خاتم الأولياء الخاص فأما الأقطاب الاثنا عشر فهم على قلوب الأنبياء عليه السلام فالواحد منهم على قلب وإن شئت قلت على قدم وهو أولى فإني هكذا رأيته في الكشف بإشبيلية وهو أعظم في الأدب مع الرسل والأدب مقامنا وهو الذي أرتضيه لنفسي ولعباد الله فنقول إن الأول أعني واحدا منهم على قدم نوح عليه السلام والثاني على قدم إبراهيم الخليل عليه السلام والثالث على قدم موسى عليه السلام والرابع على قدم عيسى عليه السلام والخامس على قدم داود عليه السلام والسادس على قدم سليمان عليه السلام والسابع على قدم أيوب عليه السلام والثامن على قدم الياس عليه السلام والتاسع على قدم لوط عليه السلام والعاشر على قدم هود عليه السلام والحادي عشر على قدم صالح عليه السلام والثاني عشر على قدم شعيب عليه السلام ورأيت جميع الرسل والأنبياء كلهم مشاهدة عين وكلمت منهم هودا أخا عاد دون الجماعة ورأيت المؤمنين كلهم مشاهدة عين أيضا من كان منهم ومن يكون إلى يوم القيامة أظهرهم الحق لي في صعيد واحد في زمانين مختلفين وصاحبت من الرسل وانتفعت به سوى محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم جماعة منهم إبراهيم الخليل قرأت عليه القرآن وعيسى تبت على يديه وموسى أعطاني علم الكشف والإيضاح وعلم تقليب الليل والنهار فلما حصل عندي زال الليل وبقي النهار في اليوم كله فلم تغرب لي شمس ولا طلعت فكان لي هذا الكشف أعلاما من الله أنه لا حظ لي في الشقاء في الآخرة وهود عليه السلام سألته عن مسألة فعرفني بها فوقعت في الوجود كما عرفني بها هذا إلى زماني هؤلاء وعاشرت من الرسل محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وإبراهيم وموسى وعيسى وهودا وداود وما بقي فرؤية لا صحبة

[أن لكل قطب من هؤلاء الأقطاب لبث في العالم‏]

واعلم أن كل قطب من هؤلاء الأقطاب له لبث في العالم أعني دعوتهم فيمن بعث إليهم آجال مخصوصة مسماة تنتهي إليها ثم تنسخ بدعوة أخرى كما تنسخ الشرائع بالشرائع وأعني‏


مخطوطة قونية
8820
8821
8822
8823
8824
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 77 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!