موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة مَنْ أقبلت عليه بظاهرى لا يسعد أبدا ومن أقبلت عليه بباطنى لا يشقى أبدا وبالعكس
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 69 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

[التقوى سبب النجاة]

قال الله تعالى آمرا لنبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ في الْقُرْبى‏ وورد في الخبر في إثبات النسب بيننا وبين الله إن الله يقول يوم القيامة اليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون وهم الذين جعلوا نفوسهم وقاية يحمون بها جانب الله تعالى إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أَتْقاكُمْ‏

أي أشدكم وقاية لأنه جاء في باب أفعل فالمدار على صحة النسب الإلهي فإذا صح النسب لم تبق غربة في حق من صح نسبه ولا يصح النسب حتى يقع التناسب في الصفة فإذا كان العبد أحدي الذات في شأنه معروفا عند الله مجهولا في العالم لا يعرف نسبه ولا ينال منصبه يسأل الله به ويلجأ إليه عند الاضطرار من غير تعيين ولا تمييز وهو الذي يدعى به إذا جاءت الشدائد فيقول صاحبها اللهم بحرمة الصالحين عندك افعل لي كذا وكذا فهو المجهول المعين ولم يتولد عنه أمر يوجب تمييزه عند الأجانب من الأجانب ولم يدل عليه لأنه لا يدل عليه حتى يكون مطلوبا والذي لا يؤبه له لا يطلب ثم إنه يكون على حالة لا يزنه فيها أحد من خلق الله إلا من له هذا المقام فإذا كان بمثل هذه الصفات صح النسب‏

ورد في الخبر أن اليهود قالت لمحمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يا محمد انسب لنا ربك فنزلت قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ

نسب الله قُلْ هُوَ الله *** فانظروا فيه تعرفوا ما هو

أحدي لذاته صمد *** ليس يدري ما هو إلا هو

لم تلده العقول إذ نظرت *** وهو الناظر الذي ما هو

واحد ما يكون عنه زكى *** لا ولا واحد فقل ما هو

هو عين الوجود فهو حسبي *** وكثير فليس إلا هو

فانظروا الحق في تناقض ما *** قلته لا إله إلا هوفحضرته لا تحمل الغرباء لأنه وصل للرحم فهو أرحم الرحماء فقرابته مجهولة والجاهلون بها منهم أنزلهم جهلهم منزلة الغرباء الذين لا نسب بينهم وبينه وهو سبحانه ما يعامل عبده إلا بما جاءه به لا يزيده عليه وهو قوله وذلِكُمْ ظَنُّكُمُ فهو لهم في اعتقادهم جار جنب فهم قطعوا رحمهم فقطعهم الله فما أشرف العلم بالأنساب ولهذا كانت العرب تثابر على علم الأنساب حتى قال الله ما قلناه من إثبات النسب بالطريقين طريق أرفع نسبي وطريق الرحم شجنة من الرحمن وهوقوله الولد سر أبيه‏

فكم بين رجل يأتي يوم القيامة عارفا بنسبه مدلا بقرابته متوسلا إلى الرحمن برحمه وبين من يأتي جاهلا بهذا كله يعتقد الأجنبية وبعد المناسبة وإن علم بالخبر فيكون عنده بمنزلة كون أبيه آدم منه وهو ابن آدم فيجعل هذا مثل ذلك فإن هذا النسب لا يعطي سعادة عنده وهو غالط بل يعطي ويعطي ولقد رأيت ذلك ذوقا بمكة في عمرة اعتمرتها عن أبينا آدم عليه السلام فظهر لي ذلك في مبشرة رآها بعض الناس لنا وللجماعة التي أمرتهم في تلك الليلة بالاعتمار معي عن أبينا آدم رأى فيها من لتقريب الإلهي وفتح أبواب السماء وعروج تلك الجماعة وتلقاهم الملأ الأعلى بالتأهيل والسهل والترحيب إلى أن بهت وذهل مما رأى فإن رحم آدم منا رحم مقطوعة عند أكثر الناس من أهل الله فكيف حال العامة في ذلك ولقد وصلتها بحمد الله ووصلت بسببي وجرى فيها على سنني وكان عن توفيق إلهي لم أر لأحد في ذلك قد ما أمشي على أثره فيها فحمدت الله على الإنعام وما اهتديت إلى ذلك إلا بالنسب الإلهي فإنه أبعد مناسبة وقد نفع وذكر وما تفطن الناس لقول الله تعالى في غير موضع يا بَنِي آدَمَ يا بَنِي آدَمَ يذكر ولا أحد ينتبه لهذه الأبوة والبنوة وما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ جعلنا لله وإياكم ممن بر أباه وما أشبه هذا الذكرى من الله في بنى آدم بقوله يا أُخْتَ هارُونَ وأين زمان هارون منها فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الخامس والخمسون وأربعمائة في معرفة منازلة من أقبلت عليه بظاهري لا يسعد أبدا ومن أقبلت عليه بباطني لا يشقى أبدا وبالعكس»

الحكم للقدر المعلوم والنسب *** أمر تحققته ما الحكم للسبب‏


مخطوطة قونية
8784
8785
8786
8787
8788
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 69 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!