موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من دعانى فقد أدّى حق عبوديته ومن أنصف نفسه فقد أنصفنى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 20 - من الجزء الرابع (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

نائمين فما برحوا في رؤيا فما برحوا في أنفسهم من هذا التنوع وما برح ما يدركونه في أعينهم من التنوع فلم يزل الأمر كذلك ولا يزال الأمر في الحياة الدنيا وفي الآخرة هكذا كما أوردناه وذكرناه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الخامس عشر وأربعمائة في معرفة منازلة من دعاني فقد أدى حق عبوديته ومن أنصف نفسه فقد أنصفني»

إذا ما دعوت الله من غير أمره *** فلست له عبد أو ما أنصف العبد

وأصبحت عبدا للحظوظ وما لنا *** وفاء ولا عهد وقد ثبت العهد

ولو لا قيام العبد في عهد ربه *** لما صح أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ولا وعد

وليس سوى التكليف قربا مخصصا *** يعينه أمر ويثبته عقد

وقامت حقوق الحق من كل جانب *** علينا ولو لا القرب ما عرف البعد

فمن أنصف الأكوان أنصف ربه *** وكان له في ذات خالقه الخلد

وصح له مجد تليد وطارف *** وكان له بين الملائكة الحمد

إلا إنما العبد الذي لم يزل به *** يموت ويحيا والوقوف له حد

وما كلف الرحمن نفسا سوى الذي *** تقوم به فاجهد فقد ينفع الجهد

فمن قام بالرحمن كان له الجد *** ومن قام للرحمن كان له الجد

وخصص بالآيات في عين نفسه *** وآفاقه فاحمد بما حمد الحمد

[أن الحق عين قوى العبد]

قال الله تعالى ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ وقال إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ فوصفهم بأنهم لا يخرجون عن العبودية وأن الذلة حقيقتهم وهو قوله داخِرِينَ فمن لم يرد أن يكون عبدا لي كما هو في نفس الأمر فإنه سيكون عبد الطبيعة التي هي جهنم ويذل تحت سلطانها كما هو ليس هو في نفس الأمر فترك العلم واتصف بالجهل فلو علم لكان عبدا لي وما دعا غيري كما هو في نفس الأمر عبد لي أحب أم كره وجهل أو علم وإذا كان عبدا لي بدعائه إياي ولم يتكبر في نفسه أن يكون عبد إلى عند نفسه أعطيته التصريف في الطبيعة فكان سيدا لها وعليها ومصرفا لها ومتصرفا فيها وكانت أمته فانظر ما فاته من العز والسلطان من استكبر عن عبادتي ولم يدعني في السراء وكشف الضر تعبدته الأسباب فكان من الجاهلين ومما يؤيد أن الحق عين قوى العبد فالتصريف له لأن العبد لا تصرفه إلا قواه ولا يصرفه إلا الحق فقواه عين الحق دليلنا ما قالته الرسل سلام الله عليهم في ذلك‏

فأخبر محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عن الله أنه قال كنت سمعه وبصره ويده‏

يعني العبد إذا تقرب إليه بالنوافل حتى يحبه وذكر قواه التي تصرفه ونزل في القرآن تصديق هذا القول وهو قوله والله خَلَقَكُمْ وما تَعْمَلُونَ والعمل ليس لجسم الإنسان بما هو جسم وإنما العمل فيه لقواه وقد أخبر أن العمل الذي يظهر من الإنسان المضاف إليه أنه لله خلق فالحق قواه وأما موسى فأخذ العالم في ماهية الحق لما دعا فرعون إلى الله رب العالمين فقال له فرعون وما رَبُّ الْعالَمِينَ يسأله عن الماهية فقال له موسى عليه السلام رَبُّ السَّماواتِ والْأَرْضِ وما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ يقول إن استقر في قلوبكم ما يعطيه الدليل والنظر الصحيح من الدال فأخذ موسى عليه السلام العالم في التعريف بماهية الحق والرسل عندنا أعلم الخلق بالله فقال فرعون وقد علم إن الحق مع موسى فيما أجابه به إلا أنه أوهم الحاضرين واستخفهم لأن السؤال منه إنما وقع بما طابقه الحق وهو قوله وما رَبُّ الْعالَمِينَ فما سأله إلا بذكر العالمين فطابق الجواب السؤال فقال فرعون لقومه أَ لا تَسْتَمِعُونَ أسأله عن الماهية فيجيبني بالأمور الإضافية فغالطهم وهو ما سأل إلا عن الرب المضاف فقال له موسى رَبُّكُمْ ورَبُّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فخصص الإضافة لدعوى فرعون في قومه إنه ربهم الأعلى فقال فرعون إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ أي قد ستر عنه عقله لأن العاقل لا يسأل عن ماهية شي‏ء فيجيب بمثل هذا الجواب فقال له موسى لقرينة حال اقتضاها المجلس ما قال إبراهيم عليه السلام لنمرود رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ وما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ولو لم يقل هنا


مخطوطة قونية
8581
8582
8583
8584
8585
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 20 - من الجزء الرابع (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!