موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منازلة من ظهر لى بطنت له ومن وقف عند حدى اطّلعت عليه
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 568 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

مقام الغيرة على جناب الله تعالى وما يستحقه أخذ يقنت في صلاته شهرا يدعو على طائفة من عباد الله بالهلاك رعل وذكوان وعصية عصت الله ورسوله فأنزل الله عليه وحيه بواسطة الروح الأمين يا محمد إن الله يقول لك ما أرسلك سبابا ولا لعانا وإنما بعثك رحمة أي لترحم مثل هؤلاء كأنه يقول له بدل دعائك عليهم كنت تدعوني لهم ثم تلا عليه كلام ربه وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أي لترحمهم فإنك إذا دعوتني لهم ربما وفقتهم لطاعتي فترى سرور عينك وقرتها في طاعتهم وإذا لعنتهم ودعوت عليهم وأجبت دعاك فيهم لم يتمكن أن آخذهم إلا بأن يزيدوا طغيانا وإثما مبينا وذلك كله إنما كان بدعائك عليهم فكانت أمرتهم بالزيادة في الطغيان الذي نؤاخذهم به فتنبه رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما أدبه به ربه فقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن الله أدبني فحسن أدبي وقال بعد ذلك اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون وقام ليلة إلى الصباح لا يتلو فيها إلا قوله تعالى إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏

وهو قول عيسى عليه السلام والله تعالى قد قال له لما ذكر رسله أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى الله فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ وكان من هدى عيسى عليه السلام هذه الآية التي قام بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ليلة كله إلى الصباح أين هذا المقام من دعائه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم على رعل وذكوان الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً وما خص ذنبا من ذنب كما لم يخص إسرافا من إسراف كما لم يخص في إرسال محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عالما من عالم إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ بالألف واللام للشمول مع عمارة الدارين فلا بد من شمول الرحمة ولو لا إن الأمور قد عين الله لها آجالا مسماة وأياما معدودات لكان عين الانتقال بالموت إلى الله عين الرحمة بهم التي تكون لهم بعد استيفاء الحدود لتعديهم الحدود فتعديهم الحدود هو الذي أقام عليهم في الدار الآخرة الحدود كما أقامها على بعضهم في الدار الدنيا فما مات أحد من خلق الله إلا كما ولد مؤمنا وما وقع الأخذ إلا بما كان بين الإيمانين فإن رحمة الله وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وباطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ ولهذا

قال من ظهر لي بطنت له‏

لأنه ما ظهر أحد لله حتى فارقه إذ لو لم يفارقه لما ميز نفسه عنه فبطن الحق في ظهوره فهو السور الذي باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وظاهِرُهُ من قِبَلِهِ الْعَذابُ والناس لا يشعرون والكلام في هذا الباب لا يتناهى فصوله وهذا القدر من التنبيه على ما فيه كاف إن شاء الله لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وهُوَ شَهِيدٌ والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ «انتهى الجزء الثالث من كتاب الفتوحات المكية بحمد الله وعونه وحسن توفيقه ويتلوه المجلد الرابع أوله الباب الحادي وأربعمائة»


مخطوطة قونية
8505
8506
8507
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 568 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!