موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل العظمة الجامعة للعظمات محمدى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 519 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

لم يخرج من النار والعالم منا هنا بصورة ما عبده المشرك ما نزحزح عن علمه في الدنيا ولا في الآخرة لأنه لم تقع عينه في الدنيا ولا تعلق علمه إلا على المعبود في تلك الصورة والمشرك لم يكن حاله كذلك وإنما كان حاله شهودا لصورة فرجع المشرك عنها في الآخرة ولم يرجع العالم فلو رجع لكان من الجاحدين فلا يصح له أن يرجع‏

فالشرك باق ولكن ليس يعلمه *** إلا الذي شاهد الأعيان والصورا

فمن يقول بتوحيد أصاب ومن *** يقول بالشرك فيه صدق الخبرا

إن الشريك لمعدوم وليس له *** في عين عابدة عين ولا أثرا

وفي هذا المنزل من العلوم لا يعلمه نبي ولا ولي كان قبل هذه الأمة اختص بعلمه هذا الرسول محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهذه الأمة المحمدية فالكامل من هذه الأمة حصل له هذا المقام ظاهرا وباطنا وغير الكامل حصل له ظاهرا أو باطنا ولم يكمل له ولكن شمله لكونه من الأمة أمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولا يكاثر من أمته إلا بالمؤمنين منهم صغيرا كان المؤمن أو كبيرا فإن الذرية تابعة للآباء في الايمان ولا يتبعونهم في الكفر إن كان الآباء كفارا ولكن تعزل كفار كل أمة بمعزل عن كفار الأمة الأخرى فإن العقوبة تعظم بعظم من كفر به هذا هو المعهود إلا كفار هذه الأمة فإنهم أخف الناس عذابا لكون من كفرت برسالته التي أرسله الله بها رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ وقد أبان الله ذلك في الدنيا وجعله عنوان حكم الآخرة وذلك‏

أن رسول الله محمدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما اشتد قيامه في الله وغيرته على الحق في قصة رعل وذكوان وعصية جعل يدعو عليهم في كل صلاة شهرا كاملا وهو القنوت‏

فأوحى الله تعالى إليه في ذلك لما علم من إجابته إياه إذا دعاه في أمر فنهاه عن الدعاء عليهم إبقاء لهم ورحمة بهم فقال وما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أي لترحمهم فإنه مرسل إلى جميع الناس كافة ليرحمهم بأنواع وجوه الرحمة ومن وجوه الرحمة أن يدعو لهم بالتوفيق والهداية وقد صح عنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه كان يقول اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ونهى عن الدعاء عليهم‏

فإذا كان من أشرك به يعتب رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الدعاء عليهم فكيف يكون فعله فيهم إذا تولى سبحانه الحكم فيهم بنفسه وقد علمنا أنه تعالى ما ندبنا إلى خلق كريم إلا كان هو أولى به فمن هنا يعلم ما حكمه في المشركين يوم القيامة من أمة محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وإن أخذهم الله بالشرك في الآخرة إذ لا بد من المؤاخذة ولكن مؤاخذته إياهم فيها لطف إلهي لا يستوي فيه مشرك غير هذه الأمة بمشركها أعرف ذلك اللطف ولا أصرح به كما ذكر صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فيمن أصابتهم النار من هذه الأمة بذنوبهم بل من الأمم إن الله يميتهم فيها أمانة الحديث وقد مر في هذا الكتاب خرجه مسلم في صحيحه وقد رميت بك على الطريق لتعلم حكم الله في هذه الأمة المحمدية مؤمنها والكافر بها فإن كفر الكافر منها لا يخرجه عن الدعوة فله أو عليه حكمها ولا بد فهم خير أمة أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ المؤمن منهم بإيمانه والكافر منهم بكفره هما خير من كل مؤمن من غير هذه الأمة وكافر وهذا الذي ذكرناه في هذا المنزل بالنظر إلى ما يحويه من العلوم جزء من ألف جزء بل من آلاف والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثالث والثمانون وثلاثمائة في معرفة منزل العظمة الجامعة للعظمات المحمدية»

إن العظيم إذا عظمته نزلا *** وإن تعاظمت جلت ذاته فعلا

فهو الذي أبطل الأكوان أجمعها *** من باب غيرته وهو الذي فعلا

وليس يدرك ما قلنا سوى رجل *** قد جاوز الملأ العلوي والرسلا

وهام فيمن يظن الخلق أجمعه *** تحصيله وسها عن نفسه وسلا

ذاك الرسول رسول الله أحمدنا *** رب الوسيلة في أوصافه كملا

[حكم صاحب الزمان والأوتاد والأبدال‏]

اعلم أن لهذا المنزل أربعة عشر حكما الأول يختص بصاحب الزمان والثاني والثالث يختص بالإمامين والرابع والخامس والسادس والسابع يختص بالأوتاد والثامن والتاسع والعاشر والأحد عشر والأحد عشر والاثنا عشر والثالث عشر والرابع عشر يختص بالأبدال وبهذه الأحكام يحفظ الله عالم الدنيا فمن علم هذا المنزل علم كيف يحفظ الله الوجود على عالم الدنيا ونظيره‏


مخطوطة قونية
8308
8309
8310
8311
8312
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 519 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!