موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل ثلاثة أسرار طلسمية مصورة مدبرة من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 232 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

علم طهارة النفوس هل طهارتها ذاتية أو مكتسبة وفيه علم فضل الشهادتين وما يحمد من الشرك وما يذم وفيه علم مرتبة المؤمن من غيره مع الاشتراك في الإنسانية ولوازمها وحدودها والذي وقع به التمييز موجود في كل إنسان لأنه محقق في نفس الأمر فنسبته إلى كل إنسان نسبة واحدة فلما ذا خصص به المؤمن من غيره وفيه علم مراعاة الأكوان من الأكابر دون الحق هل ذلك من الرحمة بهم أو هو من خور الطبع وفيه علم مرتبة الواجبات الإلهية وفيه علم الشروط والشهادة والقضايا المبثوثة في العالم وفيه علم الانتساب إلى الله ومن ينبغي أن ينسب إلى الله وبما ذا يقع النسب إلى الله الزائد على العبودة وفيه علم غريب وهو نزول الحق إلى العالم في صفاتهم أو عروج العالم إلى الله بصفاته فإن الأمر فيه في غاية الغموض فإن أكثر العلماء بالله يقولون إن الحق نزل إلى نعوت عباده والحقائق تأبى ذلك والكشف وفيه علم الأنوار النبوية المقتبسة من السبحات الإلهية لا الوجهية وفيه علم النقض بعد الإبرام فلما ذا أبرم وفيه علم الاختصاص وأهله في المحسوس والمعقول وفيه علم قرب النفوس وبعدها من الحضرة الإلهية وفيه علم التحجير على الأكابر من العلماء بالله وشهودهم لا يقضى به وفيه علم الآداب الإلهية وما ذا حجب الله عن عباده من المعارف وهل المعارف هي العلوم أو تختلف حقائقها كما اختلفت أسماؤها وفيه علم النفوس والأرواح هل هما شي‏ء واحد أو يفترقان وفيه علم السبب الذي لأجله ظهر السلام في كل ملة وفي الملائكة قال تعالى سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ وفيه علم الاسم الإلهي الصبور هل للاسم الحليم فيه حكم أم لا وفيه علم أسباب رفع الأذى من بعض العالم وهل يرتفع من العالم حتى لا يبقى له حكم أم لا وفيه علم فضل ما سوى الإنسان على الإنسان هل هو عام من جميع الوجوه أو يفضل عليه في شي‏ء ويفضل هو على غيره في شي‏ء وما العلة في ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثاني والخمسون وثلاثمائة في معرفة منزل ثلاثة أسرار طلسمية مصورة مدبرة من الحضرة المحمدية»

يا قرة العين إن القلب يهواك *** لولاك ما كنت في قتلاك لولاك‏

ما لي سوى عين مالي قد علمت به *** فإن رضيت بذاك القدر أغناك‏

إن الوجود له فقر ومسكنة *** إلى الكمال فبيت الفقر مأواك‏

لا تعجزن لإدراك الكمال فما *** في الكون من يعرف المطلوب إلاك‏

[سمي الطلسم بهذا الاسم لمقلوبه يعني أنه مسلط على كل من وكل به‏]

اعلم أيدك الله أنه إنما سمي الطلسم بهذا الاسم لمقلوبه يعني أنه مسلط على كل من وكل به فكل مسلط طلسم ما دام مسلطا فمن ذلك ما له تسليط على العقول وهو أشدها فإنه لا يتركها تقبل من الأخبار الإلهية والعلوم النبوية الكشفية إلا ما يدخل لها تحت تأويلها وميزانها وإن لم يكن بهذه المثابة فلا تقبله وهذا أصعب تسليط في العالم فإن صاحبه المحجور عليه يفوته علم كثير بالله فطلسمه الفكر وسلطه الله عليه أن يفكر به ليعلم أنه لا يعلم أمر من الأمور إلا بالله فعكس الأمر هذا المسلط فقال له لا تعلم الله يا عقل إلا بي والطلسم الآخر الخيال سلطه الله على المعاني يكسوها مواد يظهرها فيها لا يتمكن لمعنى يمنع نفسه منه والطلسم الثالث طلسم العادات سلطه الله على النفوس الناطقة فهي مهما فقدت شيئا منها جرت إليه تطلبه لما له عليها من السلطان وقوة التأثير وما يتميز الرجال إلا في رفع هذه الطلسمات الثلاثة

فأما الطلسم الأول‏

فرأيت جماعة من أهل الله قد استحكم فيهم سلطانه بحيث إنهم لا يلتذون بشي‏ء من العلوم الإلهية التذاذهم بعلم يكون فيه رائحة فكر فيكونون به أعظم لذة من علمهم بما يعطيهم الايمان المحض بنوره الذي هو أكشف الأنوار وأوضحها بيانا وسبب ذلك ما نذكره وذلك أن نور الايمان وهب إلهي ليس فيه من الكسب شي‏ء ولا أثر للادلة فيه البتة فإنا قد رأينا من حصل العلم بالأدلة وبما دلت عليه بحيث لا يشك ومع هذا لا أثر للإيمان فيه بوجه من الوجوه فلما خرج عن كسب العبد فكأنه إذا فرح بما أعطاه نور الايمان من العلم فرح بما ليس له وأنه إذا أعمل الفكر في تحصيل علم بأمر ما وحصل له عن فكره ونظره فيه واجتهاده كان له تعمل واكتساب فكانت لذته بما هو كسب له أعظم مما ليس له فيه كسب لأنه فيما اكتسبه خلاق ولم يكن ذلك من هؤلاء إلا لجهلهم بأصولهم وبنفوسهم لأنهم لو علموا أنهم ما خرجوا من العدم إلى الوجود إلا بالمنة والوهب وهبة الله لهم فأوجدهم فلم يكن لهم تعمل في ذلك وهم في غاية من الالتذاذ بوجودهم فكانوا على ما يعطي هذا الأصل أفرح بعلوم الوهب الذي يعطيهم نور الايمان من الذي يعطيهم الفكر بنظره‏


مخطوطة قونية
7117
7118
7119
7120
7121
7122
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 232 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!