موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل فتح الأبواب وغلقها وخلق كل أمة من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 207 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

«الباب التاسع والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل فتح الأبواب وغلقها وخلق كل أمة من الحضرة المحمدية»

لا ترم شيئا من الأكوان أن لها *** نعتا من الحق والأكوان أعلام‏

من غيرة الحق كان الحق أعينها *** أتى بذلك قرآن وإلهام‏

لو لا افتقاري وذلي ما اجتمعت به *** ولا تحقق لي قرب وإلمام‏

في حقه كل موجود سعى ومشى *** قضى به في كتاب الله إعلام‏

فكل شي‏ء من الأعيان سبحه *** لذاك أوجده والله علام‏

وكل كون من الأكوان مفتقر *** في كل حال فلذات وآلام‏

أين الغني وكلام الله أبطله *** فما ترى غير فقر فيه إعدام‏

قال الله تعالى فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ وقال تعالى الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ والله يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ لما أمركم به من الفحشاء وفضلا لما وعدكم به من الفقر والله غَنِيٌّ حَمِيدٌ وقال تعالى يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله والله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ وقال لأبي يزيد البسطامي يا أبا يزيد تقرب إلي بما ليس لي الذلة والافتقار

[أن لله أبوابا فتحها للخير وأبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير]

واعلم أن لله أبوابا فتحها للخير وأبوابا أعدها لم يصل أوان وقت فتحها للخير أيضا وأبوابا فتحها للآلام المعبر عنها بالعذاب لما يؤول إليه أمر أصحابه فيستعذبه في آخر الحال ولذلك سماه عذابا وإنما يستعذبه في آخر الأمر لكونه ذكره بربه فإن الإنسان إذا أصابه الضر وانقطعت به الأسباب وهو أشد العذاب ذكر ربه فرجع إليه مضطرا لا مختارا فيستعذب عند ذلك الأمر الذي رده إلى الله وذكره به وأخرجه عن حكم غفلته ونسيانه فسماه عذابا فهو اسم مبشر لمن حل به بالرحمة إنها تدركه فما ألطف توصيل الحق بشارته لعباده في حال الشدة والرخاء ولو لا ذلك ما حقت الكلمة في قوله أَ فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذابِ فأتى بلفظة العذاب أ لا ترى إبراهيم الخليل عليه السلام يقول يا أَبَتِ إِنِّي أَخافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذابٌ من الرَّحْمنِ والرحمن لا يعطي ألما موجعا إلا أن يكون في طيه رحمة يستعذبها من قام به ذلك الألم كشرب الدواء الذي يتضمن العافية استعماله أ لا تراه كيف قال لأبيه إِنَّ الشَّيْطانَ كانَ لِلرَّحْمنِ عَصِيًّا فلو علم إن في الرحمة ما يوجب النقمة لما عصاه فما عصى إلا الرحمن لأن كل اسم يَعْمَلُ عَلى‏ شاكِلَتِهِ فما أعلم الأنبياء بربهم وأشد الآلام عدم نيل الغرض وقد روينا أن الله يقول للملك لا تقضي حاجة فلان في هذا الوقت فإني أحب أن أسمع صوته وإن كان يتألم ذلك الشخص من فقد ما يسأل فيه ربه فهذا منع مؤلم عن رحمة إلهية ثم إن السور باطنه فيه الرحمة الخالصة وظاهره من قبله العذاب ولم يقل آلام العذاب لعلمه بما يؤول إليه الأمر فأبان تعالى أن باطن هذا الموجود فيه الرحمة والظاهر منه لا يتصرف إلا بحكم الباطن فلا يكون أمر مؤلم في الظاهر إلا عن رحمة في الباطن فإن الحكم للباطن في الظاهر هل تتصرف الجوارح وهي الظاهرة إلا عن قصد الباطن المصرف لها والقصد باطن بلا شك فما كان العذاب في ظاهر السور إلا عن قصد الرحمة به التي في باطن السور فليس الألم بشي‏ء سوى عدم اللذة ونيل الغرض فما عند الله باب يفتح إلا أبواب الرحمة غير أنه ثم رحمة ظاهرة لا ألم فيها وثم رحمة باطنة يكون فيها ألم في الوقت لا غير ثم يظهر حكمها في المال فالآلام عوارض واللذات ثوابت فالعالم مرحوم بالذات متالم بما يعرض له والله عَزِيزٌ حَكِيمٌ يضع الأمور مواضعها وينزلها منازلها الإنسان يضرب ابنه أدبا ويؤلمه بذلك الضرب عقوبة لذنبه وهو يرحمه بباطنه فإذا وفي الأمر حقه أظهر له ما في قلبه وباطنه من الرحمة به وشفقة الوالد على ولده ولهذا

ورد في الخبر عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في قصة طويلة يقول فيها وإن الله أشفق على عبده من هذه على ولدها وأشار إلى امرأة

وهذا كله من علوم الأذواق جعلنا الله والسامعين من أهل الرحمة الخالصة التي لا ألم لها بمنه‏

[أن الوجود هو الخير المحض الذي لا شر فيه‏]

واعلم أن الله ما أظهر الممكنات في أعيانها موجودة إلا ليخرجها من شر العدم إذ علم أن الوجود هو الخير المحض الذي لا شر فيه إلا بحكم العرض وهو من كونه ممكنا للعدم نظر إليه وهو الآن موصوف بالوجود فهو في الخير المحض فالذي يناله من حيث هو ممكن من نظر العدم إليه في حال وجوده ذلك القدر يكون الشر الذي يجده العالم حيث وجده فإذا نظر الممكن إلى وجوده وأبده سر لاستصحابه الوجود له وإذا نظر إلى‏


مخطوطة قونية
7013
7014
7015
7016
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 207 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!