موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة علم المتهجدين وما يتعلق به من المسائل ومقداره فى مراتب العلوم وما يظهر منه من العلوم فى الوجود
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 164 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

(أَنْ لَوْ يَشاءُ الله) لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً فكان حكم هذه المشيئة في الدنيا بالتكليف وأما في الآخرة فالحكم لقوله يَفْعَلُ ما يُرِيدُ فمن يقدر أن يدل على أنه لم يرد إلا تسرمد العذاب على أهل النار ولا بد أو على واحد في العالم كله حتى يكون حكم الاسم المعذب والمبلى والمنتقم وأمثاله صحيحا والاسم المبلى وأمثاله نسبة وإضافة لا عين موجودة وكيف تكون الذات الموجودة تحت حكم ما ليس بموجود فكل ما ذكر من قوله لو شاء ولئن شئنا لأجل هذا الأصل فله الإطلاق وما ثم نص يرجع إليه لا يتطرق إليه احتمال في تسرمد العذاب كما لنا في تسرمد النعيم فلم يبق إلا الجواز وأنه رحمن الدنيا والآخرة فإذا فهمت ما أشرنا إليه قل تشعيبك بل زال بالكلية

«مسألة» [إطلاق الجواز على الله‏]

إطلاق الجواز على الله تعالى سوء أدب مع الله ويحصل المقصود بإطلاق الجواز على الممكن وهو الأليق إذ لم يرد به شرع ولا دل عليه عقل فافهم وهذا القدر كاف فإن العلم إلهي أوسع من أن يستقصي والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن عشر» في معرفة علم المتهجدين‏

وما يتعلق به من المسائل ومقداره في مراتب العلوم وما يظهر منه من العلوم في الوجود

علم التهجد علم الغيب ليس له *** في منزل العين إحساس ولا نظر

إن التنزل يعطيه وإن له *** في عينه سورا تعلو به صور

فإن دعاه إلى المعراج خالقه *** بدت له بين أعلام العلى سور

فكل منزلة تعطيه منزلة *** إذا تحكم في أجفانه السهر

ما لم ينم هذه في الليل حالته *** أو يدرك الفجر في آفاقه البصر

نوافج الزهر لا تعطيك رائحة *** ما لم يجد بالنسيم اللين السحر

إن الملوك وإن جلت مناصبها *** لها مع السوقة الأسرار والسمر

[المتهجد: من هو؟ ما له من الأسماء الإلهية؟]

اعلم أيدك الله أن المتهجدين ليس لهم اسم خاص إلهي يعطيهم التهجد ويقيمهم فيه كما لمن يقوم الليل كله فإن قائم الليل كله له اسم إلهي يدعوه إليه ويحركه فإن التهجد عبارة عمن يقوم وينام ويقوم وينام ويقوم فمن لم يقطع الليل في مناجاة ربه هكذا فليس بمتهجد قال تعالى ومن اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ به نافِلَةً لَكَ وقال إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى‏ من ثُلُثَيِ اللَّيْلِ ونِصْفَهُ وثُلُثَهُ‏

[المتهجد: ما مستنده من الأسماء الإلهية]

وله علم خاص من جانب الحق غير أن هذه الحالة لما لم نجد في الأسماء الإلهية من تستند إليه ولم نر أقرب نسبة إليها من الاسم الحق فاستندت إلى الاسم الحق وقبلها هذا الاسم فكل علم يأتي به المتهجد إنما هو من الاسم الحق‏

فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمن يصوم الدهر ويقوم الليل إن لنفسك عليك حقا ولعينك عليك حقا فصم وأفطر وقم ونم‏

فجمع له بين القيام والنوم لأداء حق النفس من أجل العين ولا داء حق النفس من جانب الله ولا تؤدي الحقوق إلا بالاسم الحق ومنه لا من غيره فلهذا استند المتهجدون لهذا الاسم‏

[المتهجد: ما خصوصيته‏]

ثم إنه للمتهجد أمر آخر لا يعلمه كل أحد وذلك أنه لا يجني ثمرة مناجاة التهجد ويحصل علومه إلا من كانت صلاة الليل له نافلة وأما من كانت فريضته من الصلاة ناقصة فإنها تكمل من نوافله فإن استغرقت الفرائض نوافل العبد المتهجد لم يبق له نافلة وليس بمتهجد ولا صاحب نافلة فهذا لا يحصل له حال النوافل ولا علومها ولا تجلياتها فاعلم ذلك‏

[المتهجد: في نومه وقيامه‏]

فنوم المتهجد لحق عينه وقيامه لحق ربه فيكون ما يعطيه الحق من العلم والتجلي في نومه ثمرة قيامه وما يعطيه من النشاط والقوة وتجليهما وعلومهما في قيامه ثمرة نومه وهكذا جميع أعمال العبد مما افترض عليه فتتداخل علوم المتهجدين كتداخل ضفيرة الشعر وهي من العلوم المعشوقة للنفوس حيث تلتف هذا الالتفاف فيظهر لهذا الالتفاف أسرار العالم الأعلى والأسفل والأسماء الدالة على الأفعال والتنزيه وهو قوله تعالى والْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ أي اجتمع أمر الدنيا بأمر الآخرة وما ثم إلا دنيا وآخرة وهو المقام المحمود الذي ينتجه التهجد قال تعالى ومن اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ به نافِلَةً لَكَ عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً وعسى من الله واجبة والمقام المحمود هو الذي له عواقب الثناء أي إليه يرجع كل ثناء

[المتهجد: ما قدر علمه؟]

وأما قدر علم التهجد فهو عزيز المقدار وذلك أنه لما لم يكن له اسم إلهي يستند إليه كسائر الآثار عرف من حيث الجملة إن ثم أمرا غاب عنه أصحاب الآثار والآثار


مخطوطة قونية
654
655
656
657
658
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 164 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!