موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلى فلا تهتك ما خلقت من أجلى فيما خلقت من أجلك وهو من الحضرة الموسوية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 123 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ وموطن الدنيا الذي وقع فيه الاستغفار يقتضي أن يقبل بخلاف موطن الآخرة فكما أنه استوى عندهم الإنذار وعدم الإنذار فلم يؤمنوا كذلك استوى في حقهم في الآخرة وجود الصبر وعدمه فلم يؤثر في نفوذ الجزاء الوفاق وعلم الاعتماد على غير الله مما يحمد الله أن يعتمد عليه ما أثره في الدار الآخرة في الجزاء الوفاق وعلم سبب النكاح الذي لا يكون عنه التناسل لإبقاء ذلك النوع وعلم سبب المعاطاة من غير حاجة إذ المعاطاة لا تكون إلا في ذي حاجة وعلم وجود الامتنان مع المعاوضة في البيوع لا في الهبات لأن الامتنان في الهبات معقول ولهذا شرعت المكافاة عليه ليضعف سلطان الامتنان والسبب الذي يرفع الامتنان من العالم ولمن ينبغي الامتنان مع المعاوضة وعلم الفرق بين الكهانة والوحي وعلم ما هو الهوى والعقل الذي يقابله وعلم من أين خلق العالم هل من شي‏ء أو من لا شي‏ء وعلم هل تتفاضل الأرواح في القوة فيؤثر بعضها في بعض كالقوى الجسمانية أم لا وعلم الخزائن الإلهية وما اختزن فيها وأين مكانها وعلم عندية الحق هل هي نسبة أو ظرف وجودي وعلم ترقي العالم الطبيعي على أي معراج يكون هل على طبيعي فيفتقر أيضا إلى معراج أو على غير طبيعي وعلم صورة تأثير المعاني اللطيفة في الأجرام الكثيفة وعلم تأثير القصد في الأفعال وعلم ما ينبغي أن يكون عليه الإله من الصفات وعلم سبب خيبة الظنون في وقت دون وقت وعلم أحوال التنزيه فهذا بعض ما يحوي عليه هذا المنزل من العلوم قد ذكرناه لتتوفر همة الطالب على طلبها من الله أو من العالم بها والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثالث والثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل خلقت الأشياء من أجلك وخلقتك من أجلي فلا تهتك ما خلقت من أجلي فيما خلقت من أجلك وهو من الحضرة الموسوية»

إن النفوس لتجزى بالذي كسبت *** من كل خير ولا تجزى بما اكتسبت‏

ما الاكتساب بكسب إن علمت به *** جنيت من خير يوم الدين ما غرست‏

[أن الله تعالى خلق جميع من خلق في مقام الذلة والافتقار]

اعلم أيدك الله أن الله تعالى خلق جميع من خلق في مقام الذلة والافتقار وفي مقامه المعين له فلم يكن لأحد من خلق الله من هؤلاء ترق عن مقامه الذي خلق فيه إلا الثقلين فإن الله خلقهم في مقام العزة وفي غير مقامهم الذي ينتهون إليه عند انقطاع أنفاسهم التي لهم في الحياة الدنيا فلهم الترقي إلى مقاماتهم التي تورثهم الشهود والنزول إلى مقاماتهم التي تورثهم الوقوف خلف الحجاب فهم في برزخ النجدين إِمَّا شاكِراً فيعلو وإِمَّا كَفُوراً فيسفل قال تعالى وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ما قال إلا في العبادة فلما جعل العبادة بأيديهم وجعلها المقصود منه بخلقهم فمنهم من قام بما قصد له فكان طائعا مطيعا لأمر الله الوارد عليه بالأعمال والعبادة فإنه قال لهم اعبدون كما أخبر إِنَّنِي أَنَا الله لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي هذا أمر بعبادة وأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي هذا أمر بعمل والعمل ما هو عبادة فالعمل صورة والعبادة روحها فالعبادة مقبولة عند الله على كل حال اقترنت بعمل أو لم تقترن والعمل لغير عبادة لا يقبل على كل حال من حيث القاصد لوقوعه الذي هو النفس المكلفة لكن من حيث إن العمل صدر من الجوارح أو من جارحة مخصوصة فإنها تجزى به تلك الجارحة فيقبل العمل لمن ظهر منه ولا يعود منه على النفس الآمرة به للجوارح شي‏ء إذا كان العمل خيرا بالصورة كصلاة المرائي والمنافق وجميع ما يظهر على جوارحه من أفعال الخير الذي لم تقصد به النفس عبادة وأما أعمال الشر المنهي عنها فإن النفس تجزى بها للقصد والجوارح لا تجزى بها لأنه ليس في قوتها الامتناع عما تريد النفوس بها من الحركات فإنها مجبورة على السمع والطاعة لها فإن جارت النفوس فعليها وللجوارح رفع الحرج بل لهم الخير الأتم وإن عدلت النفوس فلها وللجوارح فإن النفوس ولاة الحق على هذه الجوارح والجوارح مأمورة مجبورة غير مختارة فيما تصرف فيه فهي مطيعة بكل وجه والنفوس ليست كذلك ومن النفوس من لم يقم بما قصد له فكان عاصيا مخالفا أمر الله حين أمره بالأعمال والعبادة فالطائع يقع منه العبادة في حالة الاضطرار والاختيار وإن لم يكن مطيعا من حيث الأمر بالعمل فإن كان مطيعا طائعا فقد فاز بوقوع ما قصد له في الخلق والأمر فإن لله الْخَلْقُ والْأَمْرُ تَبارَكَ الله رَبُّ الْعالَمِينَ وأما العاصي فلا تقع منه العبادة إلا في حال الاضطرار لا في حال الاختيار ويقع منه صورة العمل لا العمل المشروع له فهو مخالف‏


مخطوطة قونية
6646
6647
6648
6649
6650
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 123 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!