موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أسرار الأنبياء أعنى أنبياء الأولياء وأقطاب الأمم المكملين من آدم عليه السلام إلى محمد --ص-- وأن القطب واحد منذ خلقه الله لم يمت وأين مسكنه
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 149 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

عمارها كما خلق آدم من تراب وعمر به وببنيه الأرض وقسم في هذا الكرسي الكريم الكلمة إلى خبر وحكم وهما القدمان اللتان تدلتا له من العرش كما

ورد في الخبر النبوي ثم خلق في جوف الكرسي الأفلاك فلكا في جوف فلك وخلق في كل فلك عالما منه يعمرونه سماهم ملائكة

يعني رسلا وزينها بالكواكب وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها إلى أن خلق صور المولدات‏

[الأرواح والصور النورية والخيالية والعنصرية]

ولما أكمل الله هذه الصور النورية والعنصرية بلا أرواح تكون غيبا لهذه الصور تجلى لكل صنف من الصور بحسب ما هي عليه فتكون عن الصور وعن هذا التجلي أرواح الصور وهي المسألة الثانية فخلق الأرواح وأمرها بتدبير الصور وجعلها غير منقسمة بل ذاتا واحدة وميز بعضها عن بعض فتميزت وكان ميزها بحسب قبول الصور من ذلك التجلي وليست الصور بأينيات لهذه الأرواح على الحقيقة إلا أن هذه الصور لها كالملك في حق الصور العنصرية وكالمظاهر في حق الصور كلها ثم أحدث الله الصور الجسدية الخيالية بتجل آخر بين اللطائف والصور تتجلى في تلك الصور الجسدية الصور النورية والنارية ظاهرة للعين وتتجلى الصور الحسية حاملة للصور المعنوية في هذه الصور الجسدية في النوم وبعد الموت وقبل البعث وهو البرزخ الصوري وهو قرن من نور أعلاه واسع وأسفله ضيق فإن أعلاه الصماء وأسفله الأرض وهذه الأجساد الصورية التي يظهر فيها الجن والملائكة وباطن الإنسان وهي الظاهرة في النوم وصور سوق الجنة وهي هذه الصور التي تعمر الأرض التي تقدم الكلام عليها في بابها

[غذاء الأرواح وغذاء الصور]

ثم إن الله تعالى جعل لهذه الصور ولهذه الأرواح غذاء وهو المسألة الثالثة يكون بذلك الغذاء بقاؤهم وهو رزق حسي ومعنوي فالمعنوي منه غذاء العلوم والتجليات والأحوال والغذاء المحسوس معلوم وهو ما تحمله صور المطعومات والمشروبات من المعاني الروحانية أعني القوي فذلك هو الغذاء فالغذاء كله معنوي على ما قلناه وإن كان في صور محسوسة فتتغذى كل صورة نورية كانت أو حيوانية أو جسدية بما يناسبها وتفصيل ذلك يطول‏

[مراتب العالم في السعادة والشقاء]

ثم إن الله جعل لكل عالم مرتبة في السعادة والشقاء ومنزلة وتفاصيلها لا تنحصر فسعادتها بحسبها فمنها سعادة غرضية ومنها سعادة كمالية ومنها سعادة ملائمة ومنها سعادة وضعية أعني شرعية والشقاوة مثل ذلك في التقسيم بما لا يوافق الغرض ولا الكمال ولا المزاج وهو غير الملائم ولا الشرع وذلك كله محسوس ومعقول فالمحسوس منه ما يتعلق بدار الشقاء من الآلام في الدنيا والآخرة ويتعلق بدار السعادة من اللذات في الدنيا والآخرة ومنه خالص وممتزج فالخالص يتعلق بالدار الآخرة والممتزج يتعلق بالدار الدنيا فيظهر السعيد بصورة الشقي والشقي بصورة السعيد وفي الآخرة يمتازون وقد يظهر الشقي في الدنيا بشقاوته ويتصل بشقاء الآخرة وكذلك السعيد ولكنهم مجهولون وفي الآخرة يمتازون وامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ فهنالك تلحق المراتب بأهلها لحوقا لا ينخرم ولا يتبدل‏

[حملة العرش في الدنيا والآخرة]

فقد بان لك معنى الثمانية التي هي مجموع الملك المعبر عنه بالعرش وهذه هي المسألة الرابعة فقد بان لك معنى الثمانية وهذه الثمانية للنسب الثمانية التي يوصف بها الحق وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر وإدراك المطعوم والمشموم والملموس بالصفة اللائقة به فإن لهذا الإدراك بها تعلقا كإدراك السمع بالمسموعات والبصر بالمبصرات ولهذا انحصر الملك في ثمانية فالظاهر منها في الدنيا أربعة الصورة والغذاء والمرتبتان ويوم القيامة تظهر الثمانية بجميعها للعيان وهو قوله تعالى ويَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ

فقال صلى الله عليه وسلم وهم اليوم أربعة

هذا في تفسير العرش بالملك وأما العرش الذي هو السرير فإن لله ملائكة يحملونه على كواهلهم هم اليوم أربعة وغدا يكونون ثمانية لأجل الحمل إلى أرض الحشر وورد في صور هؤلاء الأربعة الحملة ما يقاربه قول ابن مسرة فقيل الواحد على صورة الإنسان والثاني على صورة الأسد والثالث على صورة النسر والرابع على صورة الثور وهو الذي رآه السامري فتخيل أنه إله موسى فصنع لقومه العجل وقال هذا إِلهُكُمْ وإِلهُ مُوسى‏ القصة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الرابع عشر» في معرفة أسرار الأنبياء أعني أنبياء الأولياء

وأقطاب الأمم المكملين من آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأن القطب واحد منذ خلقه الله لم يمت وأين مسكنه‏


مخطوطة قونية
586
587
588
589
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 149 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!