موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل عذاب المؤمنين من المقام السريانى في الحضرة المردانة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 2 - من الجزء الثالث (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

بسم الله الرحمن الرحيم‏

«الباب الموفي ثلاثمائة في معرفة منزل انقسام العالم العلوي من الحضرة المحمدية»

حمل المحقق ما يلقيه خالقه *** فيه ليظهر ما في الغيب من خبر

تمتد منه إلى قلبي رقائقه *** مثل امتداد شعاع الشمس للبصر

فالضم واللثم والتعتيق يجمعنا *** مثل العرائس كالأنثى مع الذكر

على الدوام فلا صبح يفرقنا *** منزهين عن الآصال والبكر

من بيننا تظهر الأسرار في حجب *** الآفاق طالعة شمسا بلا غير

لا شرق يظهرها لا غرب يسترها *** لا عين تدركها من أعين البشر

زمانها الآن ماض فتفقده *** ولا بمستقل يأتي على قدر

فيا أولي الفكر والألباب قاطبة *** لا تعجبوا أنها نتيجة العمر

إني لحي بحي لا حياة له *** ولا حياة لنا في عالم السور

إن الحياة التي تجري إلى أمد *** هي الحياة التي في عالم الصور

[شرف الجماد على الإنسان‏]

اعلم أن هذا المنزل يتضمن شرف الجماد على الإنسان وشرف الجن من المؤمنين في استماع القرآن على المؤمنين من الإنس لمعنى خلقهم الله عليه وخلقه فيهم قال تعالى لَخَلْقُ السَّماواتِ والْأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ أ ترى هذا الكبر في الجرم وعظم الكمية هيهات لا والله فإن ذلك معلوم بالحس وإنما ذلك لمعنى أوجده فيهم لم يكن ذلك للإنسان يعطيه العلم بالمراتب ومقادير الأشياء عند الله تعالى فننزل كل موجود منزلته التي أنزله الله فيها من مخلوق وأسماء إلهية

[الأمانة الإلهي‏]

ومن ذلك قوله تعالى إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ والْأَرْضِ والْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وأَشْفَقْنَ مِنْها وحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا أ ترى ذلك لجهلهم لا والله بل الحمل للأمانة كان لمجرد الجهل من الحامل وهل نعت الله بالجهل على المبالغة فيه وبالظلم لنفسه فيها ولغيره إلا الحامل لها وهو الإنسان فعلمت الأرض ومن ذكر قدر الأمانة وأن حاملها على خطر فإنه ليس على يقين من الله أن يوفقه لأدائها إلى أهلها وعلمت مراد الله بالعرض أنه يريد ميزان العقل فكان عقل الأرض والجبال والسماء أوفر من عقل الإنسان حيث لم يدخلوا أنفسهم فيما لم يوجب الله عليهم فإنه كان عرضا لا أمرا فتتعين عليهم الإجابة طوعا أو كرها أي على مشقة لمعرفتهم تعظيم ما أوجب الله عليهم فأتوا طائعين حين قال لهما ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً أي تهيئا لقبول ما يلقى فيكما فلما أتيا طائعين وتهيئا لقبول ما شاء الحق أن يجعل فيهما مستسلمين خائفين فقدر في الأرض أقواتها وجعلها أمانة عندها حملها إياها جبرا لا اختيارا وأَوْحى في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وجعل ذلك أمانة بيدها تؤديها إلى أهلها حملها إياها جبرا لا اختيارا ومن معرفتهم أيضا بما يعطيه حمل الأمانة بالعرض والاختيار من ظلم الحامل إياها لنفسه حيث عرض بها إلى أمر عظيم وإذا لم‏


مخطوطة قونية
6128
6129
6130
6131
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 2 - من الجزء الثالث (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!