موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة دورة فلك سيدنا محمد --ص-- وهى دورة السيادة وأن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله تعالى
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 143 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الحرارة اليبوسة فانتجا ركن النار ونكحت الحرارة الرطوبة فانتجا ركن الهواء ثم نكح البرودة الرطوبة فانتجا ركن الماء ونكح البرودة اليبوسة فانتجا ركن التراب فحصلت في الأبناء حقائق الآباء والأمهات فكانت النار حارة يابسة فحرارتها من جهة الأب ويبوستها من جهة الأم وكان الهواء حارا رطبا فحرارته من جهة الأب ورطوبته من جهة الأم وكان الماء باردا رطبا فبرودته من جهة الأب ورطوبته من جهة الأم وكانت الأرض باردة يابسة فبرودتها من جهة الأب ويبوستها من جهة الأم فالحرارة والبرودة من العلم والرطوبة واليبوسة من الإرادة هذا حد تعلقها في وجودها من العلم الإلهي وما يتولد عنهما من القدرة ثم يقع التوالد في هذه الأركان من كونها أمهات لآباء الأنوار العلوية لا من كونها آباء وإن كانت الأبوة فيها موجودة فقد عرفناك أن الأبوة والبنوة من الإضافات والنسب فالأب ابن لأب هو ابن له والابن أب لابن هو أب له وكذلك باب النسب فانظر فيه والله الموفق لا رب غيره ولما كانت اليبوسة منفعلة عن الحرارة وكانت الرطوبة منفعلة عن البرودة قلنا في الرطوبة واليبوسة إنهما منفعلتان وجعلناهما بمنزلة الأم للأركان ولما كانت الحرارة والبرودة فاعلين جعلناهما بمنزلة الأب للأركان ولما كانت الصنعة تستدعي صانعا ولا بد والمنفعل يطلب الفاعل بذاته فإنه منفعل لذاته ولو لم يكن منفعلا لذاته لما قبل الانفعال والأثر وكان مؤثرا فيه بخلاف الفاعل فإنه يفعل بالاختيار إن شاء فعل فيسمى فاعلا وإن شاء ترك وليس ذلك للمنفعل ولهذه الحقيقة ذكر تعالى وهو من فصاحة القرآن وإيجازه ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين فذكر المنفعل ولم يذكر ولا حار ولا بارد لما كانت الرطوبة واليبوسة عند العلماء بالطبيعة تطلب الحرارة والبرودة اللتين هما منفعلتان عنهما كما تطلب الصنعة الصانع لذلك ذكرهما دون ذكر الأصل وإن كان الكل في الكتاب المبين فلقد جاء الله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم بعلوم ما نالها أحد سواه كما قال فعلمت علم الأولين والآخرين في حديث الضرب باليد فالعلم الإلهي هو أصل العلوم كلها وإليه ترجع وقد استوفينا ما يستحقه هذا الباب على غاية الإيجاز والاختصار فإن الطول فيه إنما هو بذكر الكيفيات وأما الأصول فقد ذكرناها ومهدناها والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء الثاني عشر

«الباب الثاني عشر» في معرفة دورة فلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم‏

(بسم الله الرحمن الرحيم) وهي دورة السيادة وأن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلقه الله تعالى‏

إلا بأبي من كان ملكا وسيدا *** وآدم بين الماء والطين واقف‏

فذاك الرسول الأبطحي محمد *** له في العلى مجد تليد وطارف‏

أتى بزمان السعد في آخر المدى *** وكانت له في كل عصر مواقف‏

أتى لانكسار الدهر يجبر صدعه *** فأثنت عليه ألسن وعوارف‏

إذا رام أمرا لا يكون خلافه *** وليس لذاك الأمر في الكون صارف‏

[وجود روح محمد في عالم الغيب‏]

اعلم أيدك الله أنه لما خلق الله الأرواح المحصورة المدبرة للأجسام بالزمان عند وجود حركة الفلك لتعيين المدة المعلومة عند الله وكان عند أول خلق الزمان بحركته خلق الروح المدبرة روح محمد صلى الله عليه وسلم ثم صدرت الأرواح عند الحركات فكان لها وجود في عالم الغيب دون عالم الشهادة وأعلمه الله بنبوته وبشره بها وآدم لم يكن إلا كما قال بين الماء والطين وانتهى الزمان بالاسم الباطن في حق محمد صلى الله عليه وسلم إلى وجود جسمه وارتباط الروح به انتقل حكم الزمان في جريانه إلى الاسم الظاهر فظهر محمد صلى الله عليه وسلم بذاته جسما وروحا فكان الحكم له باطنا أولا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيدي الأنبياء والرسل سلام الله عليهم أجمعين ثم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن بحكم الاسم الظاهر لبيان اختلاف حكم الاسمين وإن كان المشرع واحدا وهو صاحب الشرع فإنه قال كنت نبيا وما قال كنت إنسانا ولا كنت موجودا وليست النبوة إلا بالشرع المقرر عليه من عند الله فأخبر أنه صاحب‏


مخطوطة قونية
560
561
562
563
564
565
566
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 143 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!