موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل من قيل له كن وأبى ولم يكن من الحضرة المحمدية
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 632 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

إليه من ملك وجن وإنسان وحيوان ونبات وجماد فذكر من الحيوان النحل ومن الجماد السماء والأرض وإن كان الكل عندنا أحياء ولكن نجري على المعهود المتعارف في الحس الغالب وقال تعالى وإِنْ من شَيْ‏ءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وقال وإِنْ من أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ وقال ولَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وقال لَوْ كانَ في الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ من السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا وقال وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ أي بلحنهم‏

[الوحى على أقسام مختلفة]

والوحي على ضروب شتى ويتضمنه هذا المنزل فمنه ما يكون متلقى بالخيال كالمبشرات في عالم الخيال وهو الوحي في النوم فالمتلقى خيال والنازل كذلك والوحي كذلك ومنه ما يكون خيالا في حس على ذي حس ومنه ما يكون معنى يجده الموحى إليه في نفسه من غير تعلق حس ولا خيال بمن نزل به وقد يكون كتابة ويقع كثيرا للأولياء وبه كان يوحى لأبي عبد الله قضيب البان ولأبي زكريا البجائي بالمعرة بدير النقرة ولتقى بن مخلد تلميذ أحمد بن حنبل صاحب المسند ولكن كان أضعف الجماعة في ذلك فكان لا يجده إلا بعد القيام من النوم مكتوبا في ورقة ومما يتضمن هذا المنزل خلق الأعراض صورا ذوات قائمة متحيزة في رأى العين‏

[إن الله إذا أقبل على انسان جمعه الله جمعية لا تفرق فيه‏]

فاعلم أن الإنسان إذا جاء الله به إليه جمعه عليه جمعية لا تفرقة فيها حتى يهبه الله تعالى في ذلك ما يريد أن يهبه مما سبق في علمه فإذا خرج عن ذلك المشهد وعن تلك الحالة حرج بما حصل له وكان قد حصل له أمرا كليا مجملا غير مفصل فيبدو له عند الخروج مفصل الأعيان لكل جزء منه صورة تخصه فيخرج عن حال جمعيته إلى حال تفرقته فتبادر صور الأعمال إليه دفعة واحدة وتتعلق كل صورة منها بمن كان أصلا في وجودها فأما له وإما عليه فتتعلق بعينه صور نظره وبإذنه صور تعلق سمعه وكذلك سائر حواسه في ظاهره ويتعلق بباطنه صور أعمال باطنه من أعمال فكره وخياله وسائر قواه الباطنة فيه فإن كانت الصور العملية توجب فرحا فرح بذلك وبضده وإن كانت صور الأعمال توجب حزنا وغما كان الإنسان بحسب ما توجبه الصورة فإن كان من صورة ما يوجب هذا ويوجب هذا كان فرح الجزء الذي له صورة العمل المفرح فرحا من حيثيته لا من حيث النفس المكلفة فيتنعم ذلك الجزء الإنساني بقدر ذلك ويحزن الجزء الآخر بصورة عمله أيضا والنفس في هذه الحالة تفرح بحكم التبعية لفرح هذا وتحزن بحكم التبعية لحزن هذا في حال واحدة بإقبالين مختلفين كما كانت تسمع في حال النظر في حال البطش في حال السعي في حال اللمس في حال الشم في حال الطعم ولا يشغلها واحد عن الباقي مع أحدية المدرك كذلك ينعم من طريق ويحزن من طريق فهو الفرح المحزون وهو الرابح المغبون إلى أن يدخل الجنة وهذا من أعجب المشاهد وقليل واجده في هذه الدار من أهل الطريق لعدم كشفهم وتحققهم وقلة علمهم بذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

(الباب السادس والثمانون ومائتان في معرفة منزل من قيل له كن فأبى فلم يكن من الحضرة المحمدية)

شمس الفناء بدت في كاف تكويني *** لعلمها أنها بالنور تفنيني‏

وقد أشارت ولم أعلم إشارتها *** بأن في ذلك الإيماء تعنيني‏

فكنت واو العين العلم ظاهرة *** خفية العين بين الكاف والنون‏

فصلت في اللوح أسرارا متوجة *** قد كان أجملها الرحمن في النون‏

[الفناء في المشاهدة]

من هذا المنزل قيدت جزءا سميته الفناء في المشاهدة فلنذكر الآن ما يتضمنه هذا المنزل على ما يحوي عليه من الأصول فإن البسط فيه يطول فاعلم أن مظهر هذا المنزل اسمه النور ولكن الأنوار على قسمين نور ما له شعاع ونور شعشعاني فالنور الشعشعاني إن وقع فيه التجلي ذهب بالأبصار وهو الذي أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قيل له يا رسول الله هل رأيت ربك فقال صلى الله عليه وسلم نوراني أراه‏

يقول نور كيف أراه يريد النور الشعشعاني فإن تلك الأشعة تذهب بالأبصار وتمنع من إدراك من تنشق منه تلك الأشعة وهو أيضا الذي أشار إليه صلى الله عليه وسلم‏

بقوله إن لله سبعين حجابا من نور وظلمة لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه‏

والسبحات هنا هي أنوار حقيقته فإن وجه الشي‏ء حقيقته وأما النور الذي لا شعاع له فهو النور الذي يكون فيه التجلي ولا شعاع له ولا يتعدى ضوؤه نفسه ويدركه المبصر في غاية الجلاء والوضوح بلا شك وتبقي الحضرة التي يكون فيها هذا الذي كشفت له في غاية


مخطوطة قونية
5874
5875
5876
5877
5878
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 632 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!