موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة دورة المُلْك وأول منفصِل فيها عن أول موجود وآخر منفصل فيها عن آخر منفصل عنه وبماذا عمُر الموضع المنفصل عنه منهما وتمهيد الله هذه المملكة حتى جاء مليكها وما مرتبة العالَم الذى بين عيسى ومحمد عليهما السلام وهو زمان الفترة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 134 - من الجزء الأول (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ولا أكذبه مع ضعف عقل المرأة عن عقل الرجل فإن النساء ناقصات عقل فما ظنك بقوة الرجل وسبب ذلك أن النشأة الإنسانية تعطي التؤدة في الأمور والأناة والفكر والتدبير لغلبة العنصرين الماء والتراب على مزاجه فيكون وافر العقل لأن التراب يثبطه ويمسكه والماء يلينه ويسهله والجان ليس كذلك فإنه ليس لعقله ما يمسكه عليه ذلك الإمساك الذي للإنسان ولهذا يقال فلان خفيف العقل وسخيف العقل إذا كان ضعيف الرأي هلباجة وهذا هو نعت الجان وبه ضل عن طريق الهدى لخفة عقله وعدم تثبته في نظره فقال أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ فجمع بين الجهل وسوء الأدب لخفته‏

[الشيطان الأول من الجان‏]

فمن عصى من الجان كان شيطانا أي مبعودا من رحمة الله وكان أول من سمي شيطانا من الجن الحارث فأبلسه الله أي طرده من رحمته وطرد الرحمة عنه ومنه تفرعت الشياطين بأجمعها فمن آمن منهم مثل هامة بن إلهام بن لاقيس بن إبليس التحق بالمؤمنين من الجن ومن بقي على كفره كان شيطانا وهي مسألة خلاف بين علماء الشريعة فقال بعضهم إن الشيطان لا يسلم أبدا وتأول‏

قوله عليه السلام في شيطانه وهو القرين الموكل به إن الله أعانه عليه فأسلم‏

روى برفع الميم وفتحها أيضا فتأول هذا القائل الرفع بأنه قال فأسلم منه أي ليس له على سبيل وهكذا تأوله المخالف وتأول الفتح فيه على الانقياد قال فمعناه انقاد مع كونه عدوا فهو بعينه لا يأمرني إلا بخير جبرا من الله وعصمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال المخالف معنى فأسلم بالفتح أي آمن بالله كما يسلم الكافر عندنا فيرجع مؤمنا وهو الأولى والأوجه‏

[إبليس أول الأشقياء من الجن‏]

وأكثر الناس يزعمون أنه أول الجن بمنزلة آدم من الناس وليس كذلك عندنا بل هو واحد من الجن وإن الأول فيهم بمنزلة آدم في البشر إنما هو غيره ولذلك قال الله تعالى إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ من الْجِنِّ أي من هذا الصنف من المخلوقين كما كان قابيل من البشر وكتبه الله شقيا فهو أول الأشقياء من البشر وإبليس أول الأشقياء من الجن وعذاب الشياطين من الجن في جهنم أكثر ما يكون بالزمهرير لا بالحرور وقد يعذب بالنار وبنو آدم أكثر عذابهم بالنار ووقفت يوما على مخبول العقل من الأولياء وعيناه تدمعان وهو يقول للناس لا تقفوا مع قوله تعالى لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ لإبليس فقط بل انظروا في إشارته سبحانه لكم بقوله لإبليس جَهَنَّمَ مِنْكَ فإنه مخلوق من النار فيعود لعنه الله إلى أصله وإن عذب به فعذاب الفخار بالنار أشد فتحفظوا فما نظر هذا الولي من ذكر جهنم إلا النار خاصة وغفل عن إن جهنم اسم لحرورها وزمهريرها وبجملتها سميت جهنم لأنها كريهة المنظر والجهام السحاب الذي قد هرق ماءه والغيث رحمة الله فلما أزال الله الغيث من السحاب بإنزاله أطلق عليه اسم الجهام لزوال الرحمة الذي هو الغيث منه كذلك الرحمة أزالها الله من جهنم فكانت كريهة المنظر والمخبر وسميت أيضا جهنم لبعد قعرها يقال ركية جهنام إذا كانت بعيدة القعر نسأل الله العظيم لنا وللمؤمنين الأمن منها ويكفي هذا القدر من هذا الباب‏

«الباب العاشر» في معرفة دورة الملك‏

وأول منفصل فيها عن أول موجود وآخر منفصل فيها عن آخر منفصل عنه وبما ذا عمر الموضع المنفصل عنه منهما وتمهيد الله هذه المملكة حتى جاء مليكها وما مرتبة العالم الذي بين عيسى ومحمد عليهما السلام وهو زمان الفترة

الملك لو لا وجود الملك ما عرفا *** ولم تكن صفة مما به وصفا

فدورة الملك برهان عليه لذا *** قد التقت طرفاها هكذا كشفا

فكان آخرها كمثل أولها *** وكان أولها عن سابق سلفا

وعند ما كملت بالختم قام بها *** مليكها سيد الله معترفا

أعطاه خالقه فضلا معارفها *** وما يكون وما قد كان وانصرفا

[الأنبياء نواب محمد]

اعلم أيدك الله أنه‏

ورد في الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا سيد ولد آدم ولا فخر

بالراء وفي رواية بالزاي وهو التبجح بالباطل وفي صحيح مسلم أنا سيد الناس يوم القيامة

فثبتت له السيادة والشرف على أبناء جنسه من البشر وقال عليه السلام كنت نبيا وآدم بين الماء والطين‏

يريد على علم بذلك فأخبره الله تعالى بمرتبته وهو روح قبل إيجاده الأجسام‏


مخطوطة قونية
525
526
527
528
529
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 134 - من الجزء الأول (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!