موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الوارد
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 566 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ينعدم ويبقى في فهم السامع مثال صورته فيتخيل إن الخاطر باق كما تخيل ذو النون في قوله أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ فقال كأنه الآن في أذني فما ذلك هو الكلام الذي سمع وإنما ذلك الباقي مما أخذ الفهم من صورة الكلام فثبت في النفس والقليل من أهل الله من يفرق بين الصورتين ولما كانت الخواطر من الخطاب الإلهي لذلك دعا من دعا من أهل الله الخلق إِلَى الله عَلى‏ بَصِيرَةٍ فإن الدعاء على بصيرة لا يكون إلا بالتعريف الإلهي والتعريف الإلهي لا يكون إلا كلاما لا غير ذلك ليرتفع الإشكال ولو كان التكوين عن غير كلمة كن لم يكن له ذلك الإسراع في قوله فيكون بفاء التعقيب وهي جواب الأمر لأن الذي يكون كان على بصيرة لأنه خطاب فلو كان غير خطاب لم يكن له هذا الحكم ولكن أين النفوس المراقبة العالمة المحسة التي تعرف الأمر على ما هو عليه وغاية الناظر في هذا الأمر أن يجعل ما هو خطاب حق في النفس إن ذلك المعبر عنه بالعلم الضروري خلقه الله في محل هذا الشخص لا غير وصاحب الكشف الصحيح يدري أن الله ما خلق له العلم الضروري بالأمر إلا بعد إسماعه إياه كلامه فيعلم عند ذلك ما أراد الحق بذلك الخطاب فذلك العلم هو العلم الضروري ولكن ما يشعر به إلا أهل الشعور من أصحاب الأسرار الإلهية من أهل الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الخامس والستون ومائتان في معرفة الوارد»

تعشقت بالصادر الوارد *** تعشق شفعي بالواحد

وأسماؤه كلها ورد *** سراعا لتخفى على الراصد

وتعطي بآثارها همة *** إلى كل قلب لها قاصد

[كل اسم إلهى يرد على القلب فهو الوارد]

الوارد عند القوم وعندنا ما يرد على القلب من كل اسم إلهي فالكلام عليه بما هو وارد لا بما ورد فقد يرد بصحو وبسكر وبقبض وببسط وبهيبة وبأنس وبأمور لا تحصى وكلها واردات غير أن القوم اصطلحوا على أن يسموا الوارد ما ذكرناه من الخواطر المحمودة

[أن الوارد بما هو وارد لا يتقيد بحدوث ولا قدم‏]

فاعلم يا أخي أن الوارد بما هو وارد لا يتقيد بحدوث ولا قدم فإن الله قد وصف نفسه مع قدمه بالإتيان والورود إتيان والوارد قد تختلف أحواله في الإتيان فقد يرد فجأة كالهجوم والبوادة وقد يرد غير فجأة عن شعور من الوارد عليه بعلامات وقرائن أحوال تدل على ورود أمر معين يطلبه استعداد المحل وكل وارد إلهي لا يأتي إلا بفائدة وما ثم وارد الإلهي

كونيا كان أو غير كوني والفائدة التي تعم كل وارد ما يحصل عند الوارد عليه من العلم من ذلك الورود ولا يشترط فيه ما يسره ولا ما يسوءه فإن ذلك ما هو حكم الوارد وإنما حكم الوارد ما حصل من العلم وما وراء ذلك فمن حيث ما ورد به لا من حيث نفسه فيأتي الله يوم القيامة للفصل والقضاء بين الناس فمن الناس من يقضي له بما فيه سعادته ومن الناس من يقضي له بما فيه شقاوته والإتيان واحد والقضاء واحد والمقضي به مختلف والوارد لا يخلو ما أن يكون متصفا بالصدور في حال وروده فيكون واردا من حيث من ورد عليه صادرا من حيث من صدر عنه فلا بد أن يكون هذا الوارد محدثا من الله وإن لم يتصف بالصدور في حال وروده فإنه وارد قديم والورود نسبة تحدث له عند العبد الوارد عليه فالواحد صادر وارد والآخر وارد لا غير وما ثم قديم يرد غير الأسماء الإلهية فإن وردت من حيث العين فلا تختلف في الورود وإن وردت من حيث الحكم فتختلف باختلاف الأحكام فإنها مختلفة الحقائق إلا ما تكون عليه من دلالتها على العين فلا تختلف وسواء كان الوارد قديما أو محدثا فإن الذي ورد به لا بد أن يكون محدثا وهو الذي يبقى عند الوارد عليه وينصرف الوارد ولا بد من انصرافه وسبب ذلك بقاء الحرمة عليه فإنه لا بد من وارد آخر يرد عليه فلا بد من القبول عليه من هذا الشخص والإعراض عمن يكون هناك فيقع عدم وفاء باحترام الوارد الأول فلهذا يرحل بعد أداء ما ورد به فإذا ورد الوارد الثاني وجده مفرغا له فاستقبله وما ثم خاطر يجذبه عنه بتعلقه به فكل وارد يصدر عنه بحرمته وحشمته فيثني عليه خيرا عند الله فيكون ذلك الثناء سعادته والواردات على الحقيقة إذا كانت محدثة فما هي سوى عين الأنفاس والذي ترد به من الأمور والأحكام هي التي تعرفها أهل الطريق بالواردات فإن الأنفاس هي الحاملة لصور هذه الواردات فليست الواردات المحدثة فإنها بأنفسها بل هي صور الأنفاس فتختلف صورها باختلاف أحكام الأسماء الإلهية فيها فالوارد لها كالتحيز للعرض بحكم التبعية للجوهر فيه فالجوهر هو المتحيز لا العرض كذلك النفس هو الوارد لا الصورة


مخطوطة قونية
5605
5606
5607
5608
5609
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 566 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!