موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الصحو
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 546 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

العقلي أبدا لكنه قد يكون له العلم به وبمرتبته من غير أن يكون له أثر فيه وهو الذوق وقد يوهب السكر العقلي ابتداء ذوقا فلا يتمكن له أن يكون له ذوق في السكر الطبيعي لكن قد يتنقل إلى السكر الإلهي ذوقا فيزول عنه حكم السكر العقلي ذوقا وحالا ويبقى له العلم به من طريق الذوق لأنه قد تقدمه ذوقه قبل أن ينتقل فهكذا هو الأمر في سكر أهل الطريق في الإلهيات وأما في غير الإلهيات فقد يمكن أن يجمع بين السكرين في الصورة وإذا حققت الأمر فيه وجدته على خلاف ذلك فإنه قد يتخيل في الإنسان أنه إذا علم شيئا فهو صاحب ذوق له وليس الأمر كذلك فإن الذوق لا يكون إلا عن تجل والعلم قد يحصل بنقل الخير الصادق الصحيح فهكذا فلتعرف طريق الله يا ولي فقد أعطيتك ميزان الأمور في هذه المقامات وأريتك مستندها وما تجد هذا البيان في غير هذا الكتاب في كلام هذه الطائفة إلا أن تكون إشارات منهم إلى ذلك في بعض ما ينقل عنهم فإنهم عالمون به ضرورة إذا كانوا أصحاب ذوق وهم أصحاب ذوق إذ لا يكون منهم إلا من هو صاحب ذوق فالطبع يشهده فيسكر والعقل يشهده فيسكر والسر يشهده فيسكر ولا تجتمع هذه الإسكارات أبدا لا حد في وقت واحد وإن كان الكل من أهل الله كما أن الظالم لنفسه ما هو مقتصد فيما هو ظالم ولا سابق فيما هو مقتصد مع كون كل واحد منهم مصطفى من ورثة الكتاب الإلهي بل يعطي الكشف الصحيح أنه لا يكون ظالما لنفسه من ذاق الاقتصاد وكذا ما بقي من غير تقييد فإن حكم الأذواق في الأمور وحصول العلم عنها ما هو مثل حكم سائر الطرق فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ولَوْ شاءَ لَهَداكُمْ أَجْمَعِينَ والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

«الباب السابع والأربعون ومائتان في الصحو»

الصحو يأتي بعين العلم والأدب *** إن لم يكن صيلما للحكم والسبب‏

ووارد الصحو أقوى عند طائفة *** من وارد السكر إذ يغني عن الطرب‏

واللهو تحيا به كل النفوس وما *** في وارد الصحو من لهو ومن لعب‏

لذاك قواه أقوام وأضعفه *** قوم وعندي فحكم الوقت للنسب‏

[الصحو عند القوم رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي‏]

اعلم أن الصحو عند القوم رجوع إلى الإحساس بعد الغيبة بوارد قوي واعلم أنهم قد جعلوا في حد السكر أنه وارد قوي وكذلك الصحو أنه وارد قوي وما قالوا إنه أقوى وذلك أن المحل الموصوف بالسكر والصحو لهذين الواردين مع استوائهما في القوة فيتمانعان بل وارد السكر أولى فإنه صاحب المحل فله المنع ولكن لا يتمكن لورود وارد على محل إلا بنسبة واستعداد من المحل يطلب بتلك النسبة أو الاستعداد ذلك الوارد المناسب وإن تساوت الواردات فإذا جاء الوارد وفي المحل غيره فوجد النسبة والاستعداد يطلبه حكم عليه وأزال عنه حكم الوارد الآخر الذي كان فيه لا لقوته وضعف الآخر بل للنسبة والاستعداد

[الصحو لا يمكن إلا بعد السكر]

واعلم أنه لا يكون صحو في هذا الطريق إلا بعد سكر وأما قبل السكر فليس بصاح ولا هو صاحب صحو وإنما يقال فيه ليس بصاحب سكر بل يكون صاحب حضور أو بقاء وغير ذلك ثم اعلم أن صحو كل سكران بحسب سكره على ميزان صحيح فلا بد أن يأتي بعلم محقق استفاده في غيبة سكره فإن كان صحوه صيلما فما كان قط سكران سكر الطريق إذ العلم شرط في الصاحي من السكر هكذا هو طريق أهل الله لأن الجود الإلهي ما فيه بخل ولا في قدرته عجز فإذا صحا كتم ما ينبغي أن يكتم وأذاع ما ينبغي أن يذاع وقوله في حال صحوه مقبول لأنه شاهد عدل وقول السكران وإن كان شاهد عدل فإنه لا يقبل إذا ناقض قول الصاحي وإن كان حقا ولكن إذا قيل الحق في غير موطنه لم يقبل وربما عاد وباله على قائله مع كونه حقا إذ كل قول حق لا يكون محمودا عند الله وهذا معلوم مقرر في شرع الله في العموم والخصوص كالشبلي والحلاج فقال الشبلي شربت أنا والحلاج من كأس واحد فصحوت وسكر فعربد فحبس حتى قتل والحلاج في الخشبة مقطوع الأطراف قبل أن يموت فبلغه قول الشبلي فقال هكذا يزعم الشبلي لو شرب ما شربت لحل به مثل ما حل بي أو قال مثل قولي فقبلنا قول الشبلي ورجحناه على قول الحلاج لصحوه وسكر الحلاج فالصحو بالله والسكر بالله لا بد فيه من علم بالله وما لا يعطي علما فليس بصحو الطريق ولا سكره وقد تقدم تقسيم السكر فذلك التقسيم يرد على الصحو فإنه لكل سكر صحو إن لم يمت صاحب السكر في حال سكره فيكون صحوه في‏


مخطوطة قونية
5523
5524
5525
5526
5527
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 546 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!