موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الوقت
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 538 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

[أن الوجود عند القوم وجدان الحق في الوجد]

اعلم أن الوجود عند القوم وجدان الحق في الوجد يقولون إذا كنت صاحب وجد ولم يكن في تلك الحال الحق مشهودا لك وشهوده هو الذي يفنيك عن شهودك وعن شهودك الحاضرين فلست بصاحب وجد إذ لم تكن صاحب وجود للحق فيه واعلم أن وجود الحق في الوجد ما هو معلوم فإن الوجد مصادفة ولا يدرى بما تقع المصادفة وقد يجي‏ء بأمر آخر فلما كان حكمه غير مرتبط بما يقع به السماع كان وجود الحق فيه على نعت مجهول فإذا رأيتم من يقرر الوجد على حكم ما عينه السماع المقيد والمطلق فما عنده خبر بصورة الوجد وإنما هو صاحب قياس في الطريق وطريق الله لا تدرك بالقياس فإنه كل يوم في شأن وكل نفس في استعداد فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ الله يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ واعلم أنه إنما اختلف وجود الحق في الوجد عند الواجدين لحكم الأسماء الإلهية ولحكم الاستعدادات الكونية فكل نفس من الكون له استعداد لا يكون لغيره وصاحب النفس بفتح الفاء هو الموصوف بالوجد فيكون وجده بحسب استعداده والأسماء الإلهية ناظرة رقيبة وليس بيد الكون من الله إلا نسب أسمائه ونسب عنايته فوجود الحق في الوجد بحسب الاسم الإلهي الذي ينظر إليه والأسماء الإلهية راجعة إلى نفس الحق وقد شهد روح الله بشهادة تعم الكون في الله فقال تَعْلَمُ ما في نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ على الوجهين الوجه الواحد أن تكون النفس هنا نفس عيسى عينه أو تكون نفس الحق فإذا جهل العبد ما هي عليه نفسه من حكم الاستعداد الذي به يقبل الوجود الحق الخاص فهو بما ينظر إليه من الأسماء الإلهية في المستأنف أجهل فإذا ظهر لصاحب الوجد وجود الحق عند ذلك الظهور يعلم ما تجلى له من الأسماء فيخبر عند رجوعه عن وجود معين وشهود محقق وأما غير صاحب الوجد فحكمه بحسب الحال التي يقام فيها والضابط لباب العلم بالله أنه لا يعلم شي‏ء من ذلك إلا بإعلام الله في المستأنف وأما في الحال والماضي فإعلام الله به وقوعه مشهود المن وقع به عن ذوق لا عن نقل إلا أن يكون الناقل مقطوعا بصدقه ويكون القول أيضا في الباب نصا جليا لا يحتمل إن لم يكن بهذه المثابة وإلا فلا يعلم أصلا وإن وقع العلم به من شخص في وقت فبحكم المصادفة ومثل هذا لا يسمى علما عند أحد من أهل النظر وإن كان الشارع قد سماه علما في قصة ابن عمر أو من كان من الصحابة في حديث الفاتحة فقال ليهنك العلم مع كونه مصادفة

[الوجد ليس بمعلوم الورود لمن ورد عليه الوجد]

واعلم أن الذي يتقيد به وجود الحق في صاحب الوجد إنما هو بحسب الوجد والوجد ليس بمعلوم وروده لمن ورد عليه حتى ينزل به فوجود الحق في كل صاحب وجد بحسب وجده ثم إن الوجد عند العارفين يخرج عن حكم الاصطلاح بل يرسلونه في العموم فما عندهم صاحب وجد صحيح كان فيمن كان إلا وللحق في ذلك الوجد وجود يعرفه العارفون بالله فيأخذون عن كل صاحب وجد ما يأتي به في وجده من وجوده وإن كان صاحب ذلك الوجد لا يعرف أن ذلك وجود الحق فإن العارف يعرفه فيأخذ منه ما يأتي به صاحب كل وجد من وجود وأن الحق تجلى في ذلك الوجد بصورة ما قيده به هذا المخبر عن وجود ما وجده في وجده وهذا ذوق عزيز هو حق في نفس الأمر معتبر مقطوع به عند أرباب هذا الشأن لا عند كلهم وقد أنبأ الحق عن نفسه في ذلك بتغير الصور والنعوت عليه لتغير أحوال العباد ومعلوم أنه ما تغيرت أحوال الكون في الثقلين إلا لتغير حكم الأسماء وتغيرت الصور والتجليات لتغير أحوال الكون فالأمر منه بدأ وإليه يعود فللعبد أثر بوجه ما قرره الحق له فلا يرفع عنه حكم ما قرره الحق ومن فعل ذلك فقد نازع الحق وهو القهار في مقابلة المنازعين فالعلماء بالله يقهرون بالله ولا يتجلى لهم الله في اسم قاهر ولا قهار في نفوسهم وإنما يرونه في هذا الاسم في صورة الأغيار فيعرفونه منهم لا من نفوسهم لأنهم محفوظون من المنازعة بينهم وبين أشكالهم فكيف بينهم وبين الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والثلاثون ومائتان في الوقت»

الوقت ما أنت موصوف به أبدا *** فلا تزال بحكم الوقت مشهودا

فالله يجعل وقتي منه مشهده *** فإن في الوقت مذموما ومحمودا

له الشئون من الرحمن وهي بنا *** تقوم شرعا وإيمانا وتوحيدا

[أن حقيقة الوقت هو أمر وجودي بين عدمين‏]

اعلم أن القوم اصطلحوا على إن حقيقة الوقت ما أنت به وعليه في زمان الحال وهو أمر وجودي بين عدمين وقيل‏


مخطوطة قونية
5489
5490
5491
5492
5493
5494
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 538 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!