موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الوجود
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 537 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

[أن الوجد عبارة عما يصادف القلب من الأحوال المفنية له عن شهوده‏]

اعلم أن الوجد عند الطائفة عبارة عما يصادف القلب من الأحوال المفنية له عن شهوده وشهود الحاضرين وقد يكون الوجد عندهم عبارة عن ثمرة الحزن في القلب قال الأستاذ وبالجملة فهو حسن الوجد حال والأحوال مواهب لا مكاسب ولهذا كان وجد المتواجد إذا أورثه التواجد الوجد لانفعال نفسه لما يجتلبه مكتسبا والحال لا يكتسب عند القوم فلذلك لا يعول على وجد المتواجد فنظير الوجد في الأحوال عند القوم كمجي‏ء الوحي إلى الأنبياء يفجئوهم ابتداء كما

ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يزل يتحنث في غار حرا حتى فجأه الوحي‏

ولم يكن ذلك مقصودا له فكذلك أهل الوجد إنما هم في سماع من الحق في كل ناطق في الوجود وما في الكون إلا ناطق فهم متفرغون للفهم عن الله في نطق الكون وسواء كان ذلك في نغم أو غير نغم وبصوت أو غير صوت فيفجؤهم أمر إلهي وهم بهذه المثابة فيفنيهم عن شهودهم أنفسهم وعن شهودهم أنهم أهل وجد وعن شهود كل محسوس فإذا حصل لهم ذلك فذلك هو الوجد عند القوم ولا بد لصاحبه من فائدة يأتي بها فإن جاء بغير فائدة ولا مزيد علم فذلك نوم القلب من حيث لا يشعر فإن الذي يأتيه في تلك الفجاة إنما يأتيه من الله ليفيده علما بما ليس عنده مما تشرف به نفسه وتكمل وتربى على غيرها من النفوس فإنه لا يرد الأعلى نفس طاهرة زكية هذا حكمه في هذا الطريق وأما الوجد العام فهو ما ذكرناه في حده في أول الباب فلا يشترط فيه طهارة ولا غيرها إلا في هذا الطريق ولما كان يظهر في العموم مع عدم الطهارة لهذا لا يكون الوجد شاهد صدق إلا على نفسه إنه وجد خاصة لا أنه وجد في الله ولهذا يلتبس على الأجانب فلا يفرقون بين أهل الله فيه وبين المتصورين بصورة أهل الله وإن كانوا ليسوا منهم فالحال الحال ولهذا أهل الله في السماع المقيد بالنغم من شرطهم أن يكونوا على قلب واحد وأن لا يكون فيهم من ليس من جنسهم فلا يحضرون إلا مع الأمثال أو مع المؤمنين بأحوالهم المعتقدين فيهم ومستنده الإلهي كون الحق نعت نفسه بأن قاتل نفسه بادره بنفسه وإن كان ما بادره إلا به ولكن هكذا ورد في النعوت الإلهية فنقره ولا بد فإنه أراد الله بذلك المحل أمرا ما فيما كلفه به فجاء ذلك الأمر الإلهي الشرعي لمجي‏ء زمانه ووقته فصادف المحل على غير ما تعطيه حقيقة ذلك الوارد بالوارد الذي فجأه الحاكم على المحل مع علمنا أنه ما نفذ فيه إلا علم الله فيه ولكن تعمير المراتب أدى إلى اختلاف المذاهب فصار الحق هنا صاحب وجد وموجدة على من قتل نفسه مبادرا كما جاء عنه في غضبه على من غضب عليه ففني المقام الإلهي هنا عن شهود نفسه بأنه غني عن العالمين إذ المقامات تتجاور ولا تتداخل فكل مقام له حكم وقد بين الله لعباده في أخباره الصادقة في كتبه وعلى ألسنة رسله ما هو عليه بما ينسب إليه فمن الآداب أن تنسب إليه ما نسبه إلى نفسه وإن ردته الأدلة العقلية فإن بالدليل العقلي أيضا قد علمنا إن بعض الكون لا يعرفه على حد ما يعرف نفسه فهو المجهول المعروف لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فإن قلت فالمصادفة تقضي بعدم العلم بما صادف فأين مستنده الإلهي فنقول في قوله ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ مع علمه بما يكون منهم فبتلك النسبة تجري هنا وقد وردت والوجد يفنى كما يفنى الفناء والغيبة ولا بد لصاحب هذه الأحوال ممن يحضرون معه ويتصفون بالبقاء معه والشهود له وإن لم يكونوا بهذه المثابة فما هو المطلوب بهذه الألفاظ واختلفوا في الوجد هل يملك أم لا يملك فذكر القشيري عن بعضهم أنه كان يملك وجده وكان إذا ورد عليه وعنده من يحتشمه ويلزم الأدب معه أمسك وجده فإذا خلا بنفسه أرسل وجده وجعل ذلك كرامة له أنتجها احترام من يجب احترامه وعندنا إن الوجد لا يملك وذلك الذي أرسله ما هو عين ما ورد عليه مع حضور من احترمه فإن المعدوم ما له عين يملكها المحدث فلما خلا ذلك الرجل ظهر حكم الوجد فيه في ذلك الوقت فتخيل أنه مالك لوجده كما يملك القاعد قيامه أي بما هو مستعد للقيام لا إن القيام وجد فيه فلم يقم فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السابع والثلاثون ومائتان في الوجود»

وجود الحق عين وجود وجدي *** فإني بالوجود فنيت عنه‏

وحكم الوجد أفنى الكل عني *** ولا يدرى لعين الوجد كنه‏

ووجدان الوجود بكل وجه *** بحال أو بلا حال فمنه‏


مخطوطة قونية
5485
5486
5487
5488
5489
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 537 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!