موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الرغبة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 532 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

سره في صورة الجمال أثر في نفسه هيبة فإن الجمال نعت الحق تعالى والهيبة نعت العبد والجمال نعت الحق والأنس نعت العبد فإذا اتصف العبد بالهيبة لتجلى الجمال فإن الجمال مهوب أبدا كان عن الهيبة أثر في القلب وخدر في الجوارح حكم ذلك الأثر اشتعال نار الهيبة فيخاف لذلك سطوته فيسكن وعلا منه فيه في الظاهر خدر الجوارح وموتها فإن تحرك من هذه صفته فحركته دورية حتى لا يزول عن موضعه فإنه بخيل إليه إن تلك النار محيطة به من جميع الجهات فلا يجد منفذا فيدور في موضعه كأنه يريد الفرار منه إلى أن يخف ذلك عنه بنعت آخر يقوم به وهو حال ليس هو مقام ولما كان هذا الاصطلام نعت الشبلي كان يدور لضعفه وخوفه غير إن الله كانت له عناية منه فكان يرده إلى إحساسه في أوقات الصلوات فإذا أدى صلاة الوقت غلب عليه حال الاصطلام بسلطانه فقيل للجنيد عنه فقال أ محفوظ عليه أوقات الصلوات فقيل نعم فقال الجنيد الحمد لله الذي لم يجر عليه لسان ذنب فما أحسن قول الجنيد لسان ذنب فإنه أخيذ وقته فليس بصاحب ذنب والغريب يشهده تاركا للصلاة ومن أعجب حكم الاصطلام الجمع بين الضدين فإن الخدر ينفي الحركة فهو مخدور الجوارح بل هو محرك يدار به وهو صاحب خدر هكذا يحسه من نفسه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيل‏

«الباب الثالث والثلاثون ومائتان في الرغبة»

رغبت عنه وفيه *** من أجل ما يقتضيه‏

مقام من هو مثلي *** في كل ما يرتضيه‏

لله سيف حسام *** للكل إذ ينتضيه‏

[الرغبة على ثلاثة أنحاء]

الرغبة في اصطلاح القوم على ثلاثة أنحاء رغبة محلها النفس متعلقها الثواب ورغبة محلها القلب متعلقها الحقيقة ورغبة محلها السر متعلقها الحق فأما الرغبة النفسية فلا تكون إلا في العامة وفي الكمل من رجال الله لعلمهم بأن الإنسان مجموع أمور أنشأه الله عليها طبيعية وروحانية وإلهية فعلم إن فيه من يطلب ثواب ما وعد الله به فرغب فيه له إثباتا للحكم الإلهي وأما العامة فلا علم لها بذلك فيشترك الكامل والعامي في صورة الرغبة ويتميز في الباعث كل واحد عن صاحبه كالخوف يوم الفزع الأكبر يشترك فيه الرسل عليهم السلام وهم أعلى الطوائف والعوام وهم المذنبون والعصاة فالرسل عليهم السلام خوفا على أممها لا على أنفسها فإنهم الآمنون في ذلك الموطن والعامة تخاف على نفوسها فيشتركان في الخوف ويفترقان في السبب الموجب له كان بعض الكمل قد برد ماء في الكوز ليشربه فنام فرأى في الواقعة المبشرة حوراء من أحسن ما يكون من الحور العين قد أقبلت فقال لها لمن أنت فقالت لمن لا يشرب الماء المبرد في الكيزان ثم تناولت الكوز وهو ينظر إليها فكسرته فكانت له فلما استيقظ وجد الكوز مكسورا فترك خزفه في موضعه لم يرفعه حتى عفي عليه التراب تذكرة له فعلم إن فيه من يطلب ربه وفيه من يطلب تلك الجارية ولذلك استفهمها فأعطى كل ذي حق حقه فلم يكن ظلوما لنفسه فإن من المصطفين من عباد الله من يكون ظالما لنفسه أي من أجل نفسه يظلم نفسه بأنه لا يوفيها حقها لنزوله في العلم عن رتبة من يعلم أن حقائقه التي هو عليها لا تتداخل ولا تتعدى كل حقيقة مرتبتها ولا تقبل إلا ما يليق بها فلا تقبل العين إلا السهر والنوم وما يختص بها ولا تقبل من الثواب إلا المشاهدة والرؤية والأذن لا تقبل في الثواب إلا الخطاب إذ ليس الشهود للسمع والكامل يسعى لقواه على قدر ما تطلبه وهو إمام ناصح لرعيته ليس بغاش لها فإن ظلمها فإنما يظلمها لها في زعمه وذلك لجهله بما علم غيره من ذلك‏

كسلمان الفارسي وأخيه في الله أبي الدرداء في حالهما فرجح رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمان فإنه كان يعطي كل ذي حق حقه فيصوم ويفطر ويقوم وينام وكان أبو الدرداء مع كونه مصطفى ظالما لنفسه يصوم فلا يفطر ويقوم فلا ينام‏

وأما الرغبة القلبية في الحقيقة فإن الحقيقة في الوجود التلوين والمتمكن في التلوين هو صاحب التمكين ما هو المقابل للتلوين لأن الحقيقة تعطي أن يكون الأمر هكذا لأن الله كل يوم في شأن فهو في التلوين فهذا القلب يرغب في شهود هذه الحقيقة وجعل الله محلها القلب ليقرب على الإنسان تحصيلها لما في القلب من التقليب ولم يجعلها في العقل لما في العقل من التقييد فربما يرى أنه يثبت على حالة واحدة لو كانت هذه الرغبة في العقل بخلاف كونها في القلب فإنه يسرع إليه التقليب فإنه بين أصابع الرحمن فلا يبقى على حالة واحدة في نفس الأمر فيثبت على تقليبه في أحواله بحسب شهوده وما يقلبه الأصابع فيه وأما الرغبة السرية التي‏


مخطوطة قونية
5464
5465
5466
5467
5468
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 532 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!