موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الزوائد
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 520 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

فهم مخبرون بالحال أنهم المصطفون الأخيار لا بالقصد ثم قد يقع منهم بعد ثبوت الرسالة قول خارج عن مقتضى الدلالة ولا يكون منهم إلا عن أمر إلهي يؤذن ذلك القول بمرتبة القائل عند الله مثل‏

قوله صلى الله عليه وسلم أنا سيد الناس يوم القيامة

فلما كان في قوة هذا اللفظ إظهار الخصوصية عند الله ومن هو مشغول بالله ما عنده فراغ لمثل هذا ومن شغل أهل الله بالله امتثال أمر الله فأخبر عليه السلام حين عم‏

فقال ولا فخر

أي ما قصدت الفخر أي هكذا أمرت أن أعرفكم فإن العارف كيف يفتخر والمعرفة تمنعه ومشاهدة الحق تشغله ولا يظهر مثل هذا ممن ليس بمأمور به إلا عن رعونة نفس أو فناء لغلبة حال يستغفر الله من ذلك إذا فارقه ذلك الحال الذي أفناه وقد يظهر مثل هذا من صاحب الغيرة خاصة وهو مذهب شيخنا أبي مدين وقد ظهر منه مثل ذلك من باب الغيرة فلا يدل على إظهار الخصوصية وذلك بأن يرى الإنسان دعوة الرسل ترد ويتوقف في تصديقها ولا سيما عند من ينفي النبوة التي نثبتها فيقوم هذا العبد مقام وجود الرسول فيدعي ما يدعيه الرسول من إقامة الدلالة على صدق الرسول في رسالته نيابة عنه فيأتي بالأمر المعجز على طريق التحدي للرسول لا لنفسه فيظهر منه ذلك وهذا لا يدل على مقام الخصوصية عند الله فهو خارج عن عين التحكم وليس بخارج من حيث ما هو تحكيم لكنه خارج من حيث ما هو تحكيم خاص وقد يكون عين التحكيم في رجل يكون له مقام الإدلال مع الحق ويكون عنده تعريف إلهي بمقامه المعلوم كالملائكة في قوله تعالى عنهم وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ وإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ فأثنوا على أنفسهم بعد معرفتهم وتعريفهم بمقامهم فلا ينقصهم هذا الثناء ولا يحط مرتبتهم وإذا لم يؤثر عين التحكيم في المقام فلا بأس به وتركه أعلى لأنه على كل حال فراغ وما وقع مثل هذا من جبريل إلا لكونه معلما رسول الله صلوات الله عليهما والمعلم ينبه التلميذ بمرتبته لتعلو همته ليلحق بمعلمه ومنهم من يبلغ في التحكيم أن يقسم على الله في أمر فيبر الحق قسمه ومع هذا يستغفر الله فلو لا إن فيه رائحة ما استغفر والحكايات في التحكيم عن الصالحين كثيرة ولا سيما ما يحكى عن عبد القادر الجيلي رحمه الله كان ببغداد أدركناه بالسن وكالذي سجد وحلف أن لا يرفع رأسه من سجدته حتى ينزل الغيث فأبر الله قسمه وكالذي وقف على رأس بئر وقد عطش ولم يكن له حبل ولا ركوة فقال لئن لم تسقني لأغضبن ففاض الماء على فم البئر فسئل على من تغضب فقال على نفسي فامنعها الماء

[التحكم عند ابن العربي‏]

وأما عين التحكيم عندنا فأمر هين في شهود المعرفة فإن التحكيم للظاهر في المظهر فما تحكم إلا من له التحكم فمهما ظهر الظاهر به دل على إن استعداد المظهر أعطى هذا فيفرق بينه وبين ما يعطيه مظهر آخر من عدم التحكيم وهذه طريقة انفردنا بإظهارها في الوجود لأنها تقرب على أهل الله مأخذ الأمور ولا تستعظم شيئا مما ظهر فإنه ما ظهر إلا ممن له الْأَمْرُ من قَبْلُ ومن بَعْدُ والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الخامس والعشرون ومائتان في معرفة الزوائد»

[الزوائد زيادات الايمان بالغيب واليقين‏]

اعلم أن الزوائد في اصطلاح الصوفية من أهل الله تعالى زيادات الايمان بالغيب واليقين‏

إذا ما أنزلت بالنور سورة *** يزيد المؤمنون بها سرورا

فعلم الغيب أنفس كل علم *** وكان العلم أجمعه حضورا

وإدراك الغيوب بلا دليل *** سوى الرحمن لا يعطي ثبورا

وما للغيب عند الحق عين *** ولو جلى لك الاسم الخبيرا

لقد حجب العباد وكل عقل *** بحتى نعلم الجلد الصبورا

قال الله تعالى وإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ من يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ فلا بد من الزوائد في الفريقين وهي الشئون التي الحق عليها وفيها في كل يوم أي في كل نفس الذي هو أصغر الأيام غير إن الزوائد التي اصطلح عليها أهل الله هي ما تعطي من ذلك سعادة خاصة وعلما بغيب يزيده يقينا مثل قوله رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى‏ قالَ أَ ولَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى‏ ولكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي يقول بلى آمنت ولكن وجوه الأحياء كثيرة متنوعة كما كان وجود الخلق فمن الخلق من أوجدته عن كن‏


مخطوطة قونية
5416
5417
5418
5419
5420
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 520 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!