موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة عين التحكم
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 519 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

أن تنسب إلا إلى الله والعبودية صفة للعبد فمن شاهد عبوديته كان لمن شاهد ولهذا ينسب عباد الله إلى العبودة لا إلى العبودية فهم عبيد الله من غير نسبة بخلاف نسبتهم إلى العبودية فإن الحق لا يقبل نسبة العبودية لأنه عين صفة العبد لا عين العبد فمن شاهد العبودية فلم يشاهد كونه عبدا لله ففرق بين ما ينسب إلى الصفة وبين ما يضاف إلى الله قال أهل اللسان رجل بين الخصوصية والخصوصة وبين العبودية والعبودة والعبودية نسبة إليها والعبودة نسبة إلى السيد وأما قول من قال الفرق إثبات الخلق فهو كما تقدم في معنى قولهم إشارة إلى خلق بلا حق غير أن بينهما فرقانا فإنه قال إثبات الخلق ولم يقل وجود الخلق لأن عين وجود الخلق عين وجود الحق والخلق من حيث عينه هو ثابت وثبوته لنفسه أزلا واتصافه بالوجود أمر حادث طرأ عليه قد عرفناك بما يعقل من هذه اللفظة فقوله إثبات الخلق أي في الأزل وقع الفرق بين الله والخلق فليس الحق هو عين الأعيان الثابتة بخلاف حال اتصافها بالوجود فهو تعالى عين الموصوف بالوجود لا هي فلهذا قال هذا القائل في الفرق إنه إثبات الخلق وأما قول من قال إن الفرق شهود الأغيار لله أراد من أجل الله فهذه لام العلة فيشاهد في عين وجود الحق أحكام الأعيان الثابتة فيه فلا يظهر إلا بحكمها ولهذا ظهرت الحدود وتميزت مراتب الأعيان في وجود الحق فقيل أملاك وأفلاك وعناصر ومولدات وأجناس وأنواع وأشخاص وعين الوجود واحد والأحكام مختلفة لاختلاف الأعيان الثابتة التي هي أغيار بلا شك في الثبوت لا في الوجود فافهم وأما قول من قال التفرقة شهود تنوعهم في أحوالهم يريد ظهور أحكامهم في وجود الحق فإنها متنوعة والحق لا يقبل التنوع فثبت إن ذلك حكم الأعيان والمشهود لهذا العبد التنوع فالمشهود له الأعيان ففرق بينها وبين الوجود وأما قول من قال في التفرقة

جمعت وفرقت عني به *** ففرط التواصل مثنى العدد

فإنه أراد ظهور الواحد في مراتب الأعداد فظهرت أعيان الاثنين والثلاثة والأربعة إلى ما لا يتناهى بظهور الواحد وهذه غاية الوصلة أن يكون الشي‏ء عين ما ظهر ولا يعرف أنه هو كما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وقد عانق أبا محمد ابن حزم المحدث فغاب الواحد في الآخر فلم نر إلا واحدا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذه غاية الوصلة وهو المعبر عنه بالاتحاد أي الاثنين عين للواحد ما في الوجود أمر زائد كما إن زيدا هو عين عمرو بل عين أشخاص هذا النوع الإنساني في الإنسانية فهو هو من حيث الإنسانية وليس هو هو من حيث الشخصية فانعطاف الواحد بنفسه على مرتبة الاثنين هو عين ظهور الاثنين وما ثم سوى عين الواحد وهكذا ما بقي من الأعداد التي لا تتناهى فتحقق معنى التفرقة إن كنت ذا لب سليم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الرابع والعشرون ومائتان في معرفة عين التحكم»

عين التحكم عند القوم التصرف لإظهار الخصوصية بلسان الانبساط في الدعاء وهذا ضرب من الشطح وقريب منه لما يتوهم من دخول النفس فيه إلا أن يكون عن أمر إلهي فلا مؤاخذة على صاحبه فيه‏

مهما تحكم عارف في خلقه *** عن غير أمر فالرعونة قائمه‏

ترك التحكم نعت كل محقق *** لزم الحياء ولو أتته راغمه‏

ما للرجال الصم أعيان الورى *** المصطفين له نفوس حاكمة

بل هم عبيد لم يزالوا خشعا *** في كل حال فالشهادة دائمة

إن التحكم في الحجاب مقامه *** خلف الستور المرسلات المظلمة

فإذا كان عن أمر إلهي بتعريف فالإنسان فيه عبد ممتثل أمر سيده بطريق الوجوب فإن عرض عليه عين التحكم من غير أمر عرض الأمانة وقبله فليس هناك بل مرتبته مرتبته في قبول الأمانة المعروضة التي قال الله فيمن حملها إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا ظلوما لنفسه جهولا بقدر ما تحمل لأنه جهل ما في علم الله فيه هل هو مما يؤدي الأمانة إلى أهلها أم لا فعين التحكم مخصوص بالرسل في إظهار المعجزات والتحدي بها عن الأمر الإلهي فإنهم مرسلون بالدلالات على أنهم رسل الله‏


مخطوطة قونية
5412
5413
5414
5415
5416
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 519 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!