موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى التخلى بالخاء المعجمة
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 484 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

والفرح والمعية وغير ذلك فالكل صفة كمال لله تعالى فهو موصوف بها كما تقتضيه ذاته وأنت موصوف بها كما تقتضيها

ذاتك والعين واحدة والحكم مختلف *** والعبد يعبد والرحمن معبود

فليس التحلي في الحقيقة تشبه فإنه محال في نفس الأمر وما قال به إلا من لا معرفة له بالحقائق وكذلك كنا لَوْ لا أَنْ من الله عَلَيْنا فتعين علينا أن نبين للخلق ما بينه الحق لنا هكذا أخذ العهد علينا فيما يجوز لنا الإبانة عنه والإفصاح به وأما ما أخذ الله علينا العهد على كتمانه فنشاهده من الخلق ولا نخبرهم بما هو فهم بحكم ما يتخيلون ونحن بحكم ما نعلم ولو عرفناهم بذلك ما قبلوا لأن استعدادهم لا يعطي القبول كما قال ولَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وهُمْ مُعْرِضُونَ فما حجبناه عنهم إلا رحمة بهم فإن الله سبحانه لم يترك منفعة لعباده إلا وقد أبانها لهم واختلف استعدادهم في القبول وما أبان الله عن نفسه بما أبان مما وصف به نفسه مما تنزهه عنه العقول بأدلتها إلا ليعلم أنه ما ثم شي‏ء من الموجودات ولا عين خارج عنه بل كل صفة تظهر في العالم لها عين في جناب الحق والكل مرتبط به وكيف لا يرتبط به وهو ربه وموجدة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

( «بسم الله الرحمن الرحيم»)

«الباب الخامس ومائتان في التخلي بالخاء المعجمة»

لو لا المراتب في المشروع ما ظهرت *** حقائق الحق والأعيان تشهده‏

كيف التخلي وما في الكون من أحد *** سواه وهو الذي في الكون نعبده‏

وذاك يمنعنا من أن نقيده *** فنحن نعدمه وقتا ونوجده‏

فكل ما في وجود الكون من عرض *** على اعتقاداتنا فالله موجدة

فأشهده إن كنت ذا عين ومعرفة *** في كل شي‏ء وإن الشي‏ء يفقده‏

[التخلي اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق‏]

اعلم أن التخلي بالخاء المعجمة عند القوم اختيار الخلوة والإعراض عن كل ما يشغل عن الحق وعندنا التخلي عن الوجود المستفاد لأنه في الاعتقاد هكذا وقع وفي نفس الأمر ليس إلا وجود الحق والموصوف باستفادة الوجود هو على أصله ما انتقل من إمكانه فحكمه باق وعينه ثابتة والحق شاهد ومشهود فإنه تعالى لا يصح أن يقسم بما ليس هو لأن المقسوم به هو الذي ينبغي له العظمة فما أقسم بشي‏ء ليس هو وقد ذكرنا ذلك في باب النفس بفتح الفاء فمما أقسم به وشاهِدٍ ومَشْهُودٍ فهو الشاهد والمشهود وهو ما استفاد الوجود بل هو الموجود فإن قلت فمن هذا الذي جهل هذا الأمر حتى تعلمه ولا يقبل الإعلام إلا موجود قلنا الجواب عليك من نفس اعتقادك فإنك المؤمن بأنه تعالى قال للشي‏ء كُنْ فما خاطب ولا أمر إلا من يسمع ولا وجود له عندك في حال الخطاب فقد أسمع من لا وجود له فهو الذي يعلمه ما ليس عنده فيعلمه وهو في حال عدمه يقبل التعليم كما سمع الخطاب عندك فقبل التكوين وما هو عندنا قبوله للتكوين كما هو عندك وإنما قبوله للتكوين أن يكون مظهرا للحق فهذا معنى قوله فَيَكُونُ لا أنه استفاد وجودا إنما استفاد حكم المظهرية فيقبل التعليم كما قبل السماع لا فرق ولقد نبهتك على أمر عظيم إن تنبهت له وعقلته فهو عين كل شي‏ء في الظهور ما هو عين الأشياء في ذواتها سبحانه وتعالى بل هو هو والأشياء أشياء فبعض المظاهر لما رأت حكمها في الظاهر تخيلت أن أعيانها اتصفت بالوجود المستفاد فلما علمنا أن ثم في الأعيان الممكنات من هو بهذه المثابة من الجهل بالأمر تعين علينا مع كوننا على حالنا في العدم مع ثبوتنا أن نعلم من لا يعلم من أمثالنا ما هو الأمر عليه ولا سيما وقد اتصفنا بأنا مظهر فتمكنا بهذه النسبة من الإعلام لمن لا يعلم فأفدناه ما لم يكن عنده فقبله فمما أعلمناه أنه ما استفاد وجودا بكونه مظهرا فتخلى عن هذا الاعتقاد لا عن الوجود المستفاد لأنه ليس ثم فلهذا عدلنا في التخلي أنه التخلي عن الوجود المستفاد وأما أهل السلوك الذين لا علم لهم بذلك ولا بمن هو الظاهر المشهود ولا بمن هو العالم فآثروا الخلوة لينفردوا بالحق لما حجتهم الكثرة المشهودة في الوجود عن الله جنحوا إلى التخلي وهذا مما يدلك على أنهم ما تركوا الأشياء


مخطوطة قونية
5265
5266
5267
5268
5269
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 484 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!