موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الرؤيا وهى المبشرات
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 375 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

( (بسم الله الرحمن الرحيم))

(الباب الثامن والثمانون ومائة في معرفة مقام الرؤيا وهي المبشرات)

بالصدق رؤيا الرجال الصادقين ومن *** يصاحب الضد لم تصدق له رؤيا

الصدق بالعدوة القصوى منازله *** وضده ضده بالعدوة الدنيا

هي النبوة إلا أنها قصرت *** عن نسخ شرع وهذي رتبة عليا

إني رأيت سيوفا للهوى انتضيت *** وفي يميني سيف للهوى دنيا

فما تركت لها عينا ولا أثرا *** بذلك السيف في الأخرى وفي الدنيا

[أن للإنسان حالتين حالة النوم وحالة اليقظة]

اعلم أيدك الله أن للإنسان حالتين حالة تسمى النوم وحالة تسمى اليقظة وفي كلتا الحالتين قد جعل الله له إدراكا يدرك به الأشياء تسمى تلك الإدراكات في اليقظة حسا وتسمى في النوم حسا مشتركا فكل شي‏ء تبصره في اليقظة يسمى رؤية وكل ما تبصره في النوم يسمى رؤيا مقصورا وجميع ما يدركه الإنسان في النوم هو مما ضبطه الخيال في حال اليقظة من الحواس وهو على نوعين إما ما أدرك صورته في الحس وإما ما أدرك أجزاء صورته التي أدركها في النوم بالحس لا بد من ذلك فإن نقصه شي‏ء من إدراك الحواس في أصل خلقته فلم يدرك في اليقظة ذلك الأمر الذي فقد المعنى الحسي الذي يدركه به في أصل خلقته فلا يدركه في النوم أبدا فالأصل الحس والإدراك به في اليقظة والخيال تبع في ذلك وقد يتقوى الأمر على بعض الناس فيدركون في اليقظة ما كانوا يدركونه في النوم وذلك نادر وهو لأهل هذا الطريق من نبي وولي هكذا عرفناه فإذا علمت هذا

[خطاب الله تعالى أو كلام الله تعالى أنبيائه في حالة النوم أو اليقظة]

فاعلم أيضا أن النبوة خطاب الله تعالى أو كلام الله تعالى كيفما شئت قلت لمن شاء من عباده في هاتين الحالتين من يقظة ومنام وهذا الخطاب الإلهي المسمى نبوة على ثلاثة أنواع نوع يسمى وحيا ونوع يسمعه كلامه من وَراءِ حِجابٍ ونوع بوساطة رسول فيوحي ذلك الرسول من ملك أو بشر بإذن الله ما يشاء لمن أرسله إليه وهو كلام الله إذ كان هذا الرسول إنما يترجم عن الله كما قال تعالى وما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْياً أَوْ من وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فالوحي منه ما يلقيه إلى قلوب عباده من غير واسطة فأسمعهم في قلوبهم حديثا لا يكيف سماعه ولا يأخذه حد ولا يصوره خيال ومع هذا يعقله ولا يدري كيف جاء ولا من أين جاء ولا ما سببه وقد يكلمه من وراء حجاب صورة ما يكلمه به وقد يكون الحجاب بشريته وقد يكون الحجاب كما كلم موسى من الشَّجَرَةِ ... من جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ له لأنه لو كلمه من الأيسر الذي هو جهة قلبه ربما التبس عليه بكلام نفسه فجاءه الكلام من الجانب الذي لم تجر العادة أن تكلمه نفسه منه وقد يكلمه بوساطة رسول من ملك كقوله نَزَلَ به الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى‏ قَلْبِكَ يعني بالقرآن الذي هو كلام الله وقد يكون بوساطة بشر وهو قوله فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ الله فأضاف الكلام إلى الله وما سمعته الصحابة ولا هذا الأعرابي إلا من لسان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وليست النبوة بأمر زائد على الإخبار الإلهي بهذه الأقسام والقرآن خبر الله وهو النبوة كلها لأنه الجامع لجميع ما أراد الله أن يخبر به عباده وصح في الحديث أنه من حفظ القرآن فقد أدرجت النبوة بين جنبيه‏

فإذا تقرر ما ذكرناه‏

[أن مبدأ الوحي الرؤيا الصادقة]

فاعلم أن مبدأ الوحي الرؤيا الصادقة وهي لا تكون إلا في حال النوم‏

قالت عائشة في الحديث الصحيح أول ما بدي‏ء به رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من الوحي الرؤيا الصادقة

فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح وسبب ذلك صدقه ص‏

فإنه ثبت عنه أنه قال أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا

فكان لا يحدث أحدا صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بحديث عن تزوير يزوره في نفسه بل يتحدث بما يدركه بإحدى قواه الحسية أو بكلها ما كان يحدث بالغرض ولا يقول ما لم يكن ولا ينطق في اليقظة عن شي‏ء يصوره في خياله مما لم ير لتلك الصورة بجملتها عينا في الحس فهذا سبب صدق رؤياه وإنما بدي‏ء الوحي بالرؤيا دون الحس لأن المعاني المعقولة أقرب إلى الخيال منها إلى الحس لأن الحس طرف أدنى والمعنى طرف أعلى وألطف والخيال بينهما والوحي معنى فإذا أراد المعنى أن ينزل إلى الحس فلا بد أن يعبر على حضرة الخيال قبل وصوله إلى الحس والخيال من حقيقته أن‏


مخطوطة قونية
4827
4828
4829
4830
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 375 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!