موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام المعجزة وكيف يكون هذا المعجز كرامة لمن كان له معجزا لاختلاف الحال
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 374 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

بسم الله الرحمن الرحيم‏

(الباب السابع والثمانون ومائة في معرفة مقام المعجزة وكيف يكون هذا المعجز كرامة لمن كان له معجزا لاختلاف الحال)

ما كان معجزة فلا سبيل إلى *** ظهوره مرة أخرى إلى الأبد

لا في ولي ولا في غيره فإذا *** حققت قولي فلا تعدل عن الرشد

ولو تحدي به خلق لأكذبه *** صدق المقدم في الأدنى وفي البعد

لذلك اختلفت في الأنبياء فلم *** يظهر لها أثر من بعد في أحد

[اختلف الناس في أن معجزة النبي هل يكون كرامة لولي أم لا]

اختلف الناس فيما كان معجزة لنبي هل يكون كرامة لولي أم لا فالجمهور أجاز ذلك إلا الأستاذ أبا إسحاق الأسفراييني فإنه منع من ذلك وهو الصحيح عندنا إلا أنا نشترط أمرا لم يذكره الأستاذ وهو أن نقول إلا إن قام الولي بذلك الأمر المعجز على تصديق النبي لا على جهة الكرامة به فهو واقع عندنا بل قد شهدناه فيظهر على الولي ما كان معجزة لنبي على ما قلناه ولو تنبه لذلك الأستاذ لقال به ولم ينكره فإنه ما خرج عن بابه فإن الذي وقع فيه الخلاف أنه هل يكون كرامة لولي وهذا ليس بكرامة لولي إلا إن الذين أجازوا ذلك قالوا بشرط أن لا يظهر عليه بالطريق التي ظهرت على يد الرسول الذي بها سميت معجزة وجوزوا أن الولي لو تحدي بذلك على ولايته لجاز أن يخرق الله له تلك العادة والكاذب لو تحدي بها على كذبه وهو صادق في أنه كاذب فجائز أن يخرق الله له تلك العادة على صدقه أنه كاذب فإن الفارق عندهم حاصل وهو وجه يقال والصحيح ما ذهب إليه الأستاذ وهو الذي يعطيه الدليل النظري إلا أن يقول الرسول في وقت تحديه بالمنع في الوقت خاصة أو في مدة حياته خاصة فإنه جائز أن يقع ذلك الفعل كرامة لغيره بعد انقضاء زمانه الذي اشترطه وأما إن أطلقه فلا سبيل إلى ما قاله الأستاذ وهذا التفصيل الذي ذكرناه يقتضيه الدليل النظري للطائفتين على أنا ما رأينا أحدا تنبه إلى هذا في علمنا ولا ذكره والله أعلم‏

[الإعجاز على ضربين‏]

والإعجاز على ضربين الضرب الواحد أن يأتي بأمر لا يكون مقدور البشر ولا يقدر عليه إلا الله وذلك عزيز أعني الوصول إلى العلم به كإحياء الموتى لا يقدر عليه إلا الله ولكن الوصول إليه على طريق العلم أنه حي في نفس الأمر عزيز فإنا رأينا عصا موسى عليه السلام حية وعصى السحرة حيات ولم تفرق العامة بين الحياتين فلهذا قلنا إن الوصول إلى علم ذلك عزيز والضرب الآخر وهو الذي يمكن أن يكون أقرب وهو الصرف فيدعي في ذلك أن الذي هو مقدور لكم في العادة إذا أتيت أنابه على صدق دعواي فإن الذي أرسلني يصرفكم عنه فلا تقدرون على معارضته فكل من في قدرته ذلك يجد في نفسه العجز في ذلك الوقت فلا يقدر على إتيان ما كان قبل هذه الدعوى يقدر عليه وهذا أرفع للبس من الأول فهذا معنى الأمر المعجز ومع هذا فقد وقع وعرف أنه معجزة وحصل العلم به عند الناظر بصدق هذا الرسول وما رزق الايمان به وجَحَدُوا بِها واسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وعُلُوًّا فتعلم أن الايمان لا تعطيه إقامة الدليل بل هو نور إلهي يلقيه الله في قلب من شاء من عباده وقد يكون عقيب الدليل وقد لا يكون هناك دليل أصلا كما قال تعالى ولكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي به من نَشاءُ من عِبادِنا فاعلم ذلك والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى الجزء السادس عشر ومائة


مخطوطة قونية
4821
4822
4823
4824
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 374 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!