موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام خرق العادات
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 371 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

ما أعجبني فيما قيل إلا قوله‏

وأثبت في مستنقع الموت رجله *** وقال لها من دون أخمصك الحشر

هكذا هو الرجل وإلا فلا يدعى أنه رجل وفي حين تقييدي هذا الوجه من هذه النسخة خاطبني الحق في سرى من اتخذني وكيلا فقد ولاني ومن ولاني فله مطالبتي وعلى إقامة الحساب فيما ولاني فيه فانعكس الأمر وتبدلت المراتب هذا صنع الله مع عباده الذين ارتضاهم واصطفاهم وما فوق هذا الامتنان امتنان ترتقي الهمة إلى طلبه فالعبد المحقق لا تخرجه هذه الرتبة عن علمه بقدره فما يتخذ الله وكيلا إلا من كان الحق قواه وجوارحه إذ يستحيل تبدل الحقائق فالعبد عبد والرب رب والحق حق والخلق خلق فإذا ظهر خرق عادة على مثل هذا فما هي كرامة عندنا لأن الكرامة تعود على من ظهرت عليه وإنما يتفق لمن هذا مقامه مثل ما اتفق لنا في مجلس حضرنا فيه سنة ست وثمانين وخمسمائة وقد حضر عندنا شخص فيلسوف ينكر النبوة على الحد الذي يثبتها المسلمون وينكر ما جاءت به الأنبياء من خرق العوائد وأن الحقائق لا تتبدل وكان زمان البرد والشتاء وبين أيدينا منقل عظيم يشتعل نارا فقال المنكر المكذب إن العامة تقول إن إبراهيم عليه السلام ألقى في النار فلم تحرقه والنار محرقة بطبعها الجسوم القابلة للإحراق وإنما كانت النار المذكورة في القرآن في قصة إبراهيم الخليل عبارة عن غضب نمرود عليه وحنقه فهي نار الغضب وكونه ألقى فيها لأن الغضب كان عليه وكونها لم تحرقه أي لم يؤثر فيه غضب الجبار لما ظهر به عليه من الحجة بما أقامه من الأدلة فيما ذكر من أفول الأنوار وأنها لو كانت آلهة ما أفلت فركب له من ذلك دليلا فلما فرغ من قوله قال له بعض الحاضرين ممن كان له هذا المقام ولم تكن فإن أريتك أنا صدق ما قاله الله تعالى في النار أنها لم تحرق إبراهيم وأن الله جعلها عليه كما قال بردا وسلاما وأنا أقوم لك في هذا المقام مقام إبراهيم عليه السلام في الذب عنه لا إن ذلك كرامة في حقي فقال المنكر هذا لا يكون فقال له أ ليست هذه هي النار المحرقة قال نعم قال تراها في نفسك ثم ألقى النار التي في المنقل في حجر المنكر وبقيت على ثيابه مدة يقلبها المنكر بيده فلما رآها ما تحرقه تعجب ثم ردها إلى المنقل ثم قال له قرب يدك أيضا منها فقرب يده فأحرقته فقال له هكذا كان الأمر وهي مأمورة تحرق بالأمر وتترك الإحراق كذلك والله تعالى الفاعل لما يشاء فأسلم ذلك المنكر واعترف فمثل هذا يظهر على تارك الكرامات فإنه يقيمها في زمانه نيابة عن الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في المعجزة والآية على صدقه فجاء بها لإقامة الدليل على صدق الشارع والدين لا على نفسه إنه ولي لله بخرق هذه العادة فهذا معنى ترك الكرامات ولها رجال وهم الملامية خاصة وأما الصوفية فيظهرون بها وهي عند الأكابر من رعونات النفوس إلا على حد ما ذكرناه‏

(الباب السادس والثمانون ومائة في معرفة مقام خرق العادات)

خرق العوائد أقسام مقسمة *** أتى بها النظر الفكري محصورة

منها معينة بالحق قائمة *** كالمعجزات على الإرسال مقصورة

وما سواها من الأقسام محتمل *** وليس للعلم في تعيينه صوره‏

وكلها في كتاب الله بينة *** فقف عليه تجدها فيه مسطورة

بشرى وسحر ومكر أو علامته *** وكلها في كتاب الله مذكوره‏

فهذه خمسة أقسامها انحصرت *** للناظرين وفي الأكوان مشهورة

[أن خرق العادات على وجوه كثيرة]

اعلم أن مقام خرق العادات على وجوه كثيرة منها ما يكون عن قوى نفسية فإن أجرام العالم تنفعل للهمم النفسية هكذا جعل الله تعالى الأمر فيها وقد تكون عن حيل طبيعية معلومة كالفلقطيرات وغيرها وبابها معلوم عند العلماء وقد تكون عن نظم حروف بطوالع وذلك لأهل الرصد وقد تكون بأسماء يتلفظ بها ذاكرها فيظهر عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة في ناظر عين الرائي لا في نفس الأمر وقد تكون في نفس الأمر على قدر قوة ذلك الاسم وهذه كلها تحت قدرة المخلوق بجعل الله وثم خرق عوائد مختصة بالجناب الإلهي ليس للعبد فيها تعمل ولا قوة ولكن يظهرها الله عليه أو تظهر عنه بأمر الله وإعلامه وهي على مراتب منها ما تسمى معجزة ولها شروط ونعت خاص معلوم ومنها ما تسمى آية


مخطوطة قونية
4814
4815
4816
4817
4818
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 371 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!