موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

استعراض الفقرات الفصل الأول في المعارف الفصل الثانى في المعاملات الفصل الرابع في المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس في المنازلات الفصل الثالث في الأحوال الفصل السادس في المقامات
الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع
يرجى زيارة هذا الموقع المخصص لكتاب الفتوحات المكية

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام الخُلُق وأسراره
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 241 - من الجزء الثاني (عرض الصورة)


futmak.com - الفتوحات المكية - الصفحة  - من الجزء

الغيب ما أدركناه بالخبر الشرعي أو النظر الفكري مما لا يظهر في الحس عادة

[عين البصيرة لإدراك عالم الغيب وعين البصر لإدراك عالم الشهادة]

فنقول إن عالم الغيب يدرك بعين البصيرة كما إن عالم الشهادة يدرك بعين البصر وكما أن البصر لا يدرك عالم الشهادة ما عدا الظلمة ما لم يرتفع عنه حجاب الظلم أو ما أشبهه من الموانع فإذا ارتفعت الموانع وانبسطت الأنوار على المحسوسات واجتمع نور البصر والنور المظهر أدرك المبصر بالبصر المبصرات كذلك عين البصيرة حجابه الريون والشهوات وملاحظة الأغيار من العالم الطبيعي الكثيف إلى أمثال هذه الحجب فتحول بينه وبين إدراك الملكوت أعني عالم الغيب فإذا عمد الإنسان إلى مرآة قلبه وجلاها بالذكر وتلاوة القرآن فحصل له من ذلك نور ولله نور منبسط على جميع الموجودات يسمى نور الوجود فإذا اجتمع النوران فكشف المغيبات على ما هي عليه وعلى ما وقعت في الوجود غير أن بينهما لطيفة معنى فذلك أن الحس يحجبه الجدار والبعد المفرط والقرب المفرط وعين البصيرة ليس كذلك لا يحجبه شي‏ء إلا ما ذكرنا من الران والكن وأشباه ذلك إلا أنه أيضا ثم حجابا لطيفا أذكره‏

[النور المنبسط على الحضرات الوجودية وحظ المكاشف منها]

وهو أن النور الذي ينبسط من حضرة الجود على عالم الغيب في الحضرات الوجودية لا يعمها كلها ولا ينبسط منه عليها في حق هذا المكاشف إلا على قدر ما يريد الله تعالى وذلك هو مقام الوحي دليلنا على ذلك لأنفسنا ذوقنا له ولغيرنا قوله قُلْ ... ما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي ولا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى‏ إِلَيَّ مع غاية الصفاء المحمدي وهو قوله أَوْ من وَراءِ حِجابٍ فمهما ظهر ممن حصل في هذا المقام شي‏ء من ذلك على ظاهره في حق شخص ما فتلك الفراسة وهي أعلى درجات المكاشفة وموضعها من كتاب الله إِنَّ في ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ من السمة وهي العلامة كما قلنا ولا يخطئ أبدا بخلاف الفراسة الحكمية

[حضرة السمات التي فيها صور بنى آدم وأحوالهم‏]

وثم كشف آخر في الفراسة وذلك أن الله جعل في العالم حضرة السمات فيها صور بنى آدم وأحوالهم في أزمانهم إلى حين انفصالهم وهي مخبوءة عن جميع الخلائق العلوي والسفلي إلا عن القلم واللوح فإذا أراد الله اصطفاء عبد وأن يخصه بهذا المقام طهر قلبه وشرحه وجعل فيه سراجا منيرا من إيمانه خاصة يسرجه من الأسماء الإلهية الاسم المؤمن المهيمن وبيده هذه الحضرة وذلك السراج من حضرة الألوهة يأخذه الاسم المؤمن فإذا استنار القلب بذلك النور الإلهي وانتشر النور في زوايا قلبه مع نور عين البصيرة بحيث يحصل له إدراك المدركات على الكشف والمشاهدة لوجود هذه الأنوار فإذا حصل القلب على ما ذكرناه جعل في ساحة من ساحات هذا القلب تلك الحضرة التي ذكرناها فمن هناك يعرف حركات العالم وأسراره انتهى الجزء الثالث ومائة

(الباب التاسع والأربعون ومائة في معرفة مقام الخلق وأسراره)

كون التخلق في الإنسان والخلق *** مثل التكحل في العينين والكحل‏

وإن تضاعف فيه أجره فمتى *** ينال مرتبة الأملاك والرسل‏

ذاك الوحيد الذي يحيا الزمان به *** فهو المرتب للاحكام والدول‏

تنحط من عزها غلب الرقاب له *** وهو المثبت للاعراض والعلل‏

[نسبة الأخلاق إلى الله وإلى الإنسان‏]

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما كان الله لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم‏

وهو حديث صحيح فأدخل نفسه معنا فيما نهانا عنه في الحكم فالأخلاق كلها نعوت إلهية فكلها مكارم وكلها في جبلة الإنسان ولذلك خوطب بها فإن بعض من لا معرفة له بالحقائق يقول إنها في الإنسان تخلق وفي الحق خلق فهذا من قائله جهل بالأمور إن لم يطلق ذلك مجازا أو بالنظر إلى تقدم وجود الحق على وجود العبد لأنه واجب الوجود لنفسه والإنسان موجود بربه فاستفاد الوجود فاستفاد الخلق منه فإذا راعى هذا الأصل فقال بالتخلق كان صحيح المقصد وإن أراد بالتخلق أن ما هو للحق حقيقة واتصف به العبد إن لم يكن عنده إلا في الوقت الذي اتصف به فسماه لذلك تخلقا لا خلقا وما يكون خلقا إلا ما جبل عليه في أصل نشأته فلا علم له بنشأة الإنسان ولا بإعلام النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بأن الله خلق آدم على صورته ويلزم هذا القائل أن يكون ما جعله من الصفات حقيقة للعبد ثم رأينا الحق قد اتصف به أن يكون ذلك في الله تخلقا من الله بما هو حق‏


مخطوطة قونية
4284
4285
4286
4287
4288
4289
4290
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 

البحث في كتاب الفتوحات المكية

الصفحة 241 - من الجزء الثاني (اقتباسات من هذه الصفحة)

[الباب: 560] - فى وصية حكمية ينتفع بها المريد السالك والواصل ومن وقف عليها إن شاء الله تعالى (مقاطع فيديو مسجلة لقراءة هذا الباب)



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!