موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب الفكوك في أسرار
مستندات حكم الفصوص

تأليف: الشيخ صدر الدين القونوي

فص حكمة إمامية في كلمة هارونية

  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة إمامية في كلمة هارونية


24 - فك ختم الفص الهاروني .كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص أبو المعالي محمد بن إسحاق صدر الدين القونوي
1 / 24 - اعلم ان الامامة المذكورة في هذا الموضع ومثله فإنما تذكر باعتبار انها لقب من القاب الخلافة وله التحكم والتقدم ، وهي تنقسم من وجه الى امامة لا واسطة بينها وبين الحضرة الالوهية والى امامة ثابتة بالواسطة والخالية عن الواسطة قد تكون مطلقة عامة الحكم في الوجود وقد تكون مقيدة ، بخلاف الامامة الثابتة بالواسطة ، فإنها لا تكون الا مقيدة ، والتعبير عن الامامة الخالية عن الواسطة مثل قوله للخليل عليه السلام : " إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً " [ البقرة / 124 ] والتي بالواسطة مثل استخلاف موسى عليه السلام هارون على قومه حين قال له : " اخْلُفْنِي في قَوْمِي وأَصْلِحْ " [ الأعراف / 142 ] ومثل ما قيل في حق ابى بكر انه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
2 / 24 - وهذ بخلاف خلافة المهدى عليه السلام ، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يضف خلافته اليه ، بل سماه خليفة الله وقال : إذا رأيتم الرايات السود تقبل من ارض خراسان فأتوها ولو جثواً ، فان فيها خليفة الله المهديين .
ثم قال : يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فأخبر بعموم خلافته وحكمه وانه خليفة الله بدون واسطة . فافهم .
3 / 24 - ثم نرجع الى بيان امامة هارون وسر اضافة حكمته الى الامامة ، فنقول : كل رسول بعث بالسيف فهو خليفة من خلفاء الحق وانه من اولى العزم ، فان كثيرا من الناس لم يعرفوا معنى اولى العزم ، هم الذين يبلغون رسالات ويلزمون من أرسلو إليهم بالايمان ، فان أبوا قاتلوهم ، بخلاف الرسالة إذا تقربوها الرسول لم يؤمر بالقتال ، فإنه ما عليه الا البلاغ ، كما كان الامر في اول عهد نبينا صلى الله عليه وسلم المنبه عليه في سورة قل يا ايها الكافرون
وفي قوله : " فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ " [ آل عمران / 20 ] وفي قوله : " وقُلِ الْحَقُّ من رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ ومن شاءَ فَلْيَكْفُرْ " [ الكهف / 29 ]
وامثال ذلك مما تكرر ذكره بخلاف الحال فيما بعد - فإنه ورد الامر بالقتال وانسحب الحكم وانبسط على الأموال والمهج ، فنزل : " قاتِلُو الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً " [ التوبة / 36 ] .
" واقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ " [ النساء / 91 ] ونحو ذلك .
4 / 24 - وإذ وضح هذا فأقول : لا خلاف في ان موسى وهارون عليهما السلام بعثا بالسيف ، فهما من خلفاء الحق الجامعين بين الرسالة والخلافة ، فهارون له الامامة التي واسطة بينه وبين الحق فيها ، وله الامامة بالواسطة من جهة استخلاف أخيه إياه على قومه ، فجمع بين قسمى الامامة فقويت نسبته إليها ، فلذلك أضيف حكمته الى الامامة دون غيرها من الصفات .
فاعلم ذلك ، والله المرشد .
.
....

yfBV04DhRgw

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!