موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب الفكوك في أسرار
مستندات حكم الفصوص

تأليف: الشيخ صدر الدين القونوي

فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية

  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة إحسانية في كلمة لقمانية


23 - فك ختم الفص اللقمانى .كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

كتاب الفكوك في أسرار مستندات حكم الفصوص أبو المعالي محمد بن إسحاق صدر الدين القونوي
23 - فك ختم الفص اللقمانى
1 / 23 - اعلم ان سر اقران هذه الحكمة بالصفة الاحسانية هو من أجل ان للإحسان ثلاث مراتب :
بين احكام المرتبة الاولى وبين احكام الحكمة اتحاد واشتراك ، فهما بين ذلك الوجه كالاخوين ، فان حكم الأول ومقتضاه هو فعل ما ينبغي لما ينبغي كما ينبغي ، ومقتضى الحكمة وضع الشيء في موضعه على الوجه الأوفق وضبط الحكيم نفسه ، ومن يقدر على ضبطه من التصرفات الغير المرضية والأقوال الغير المفيدة والآراء والتصورات الفاسدة والوصايا وجميع النصائح والآداب المعلمة والمتعلمة ، داخلة في احكام هذه المرتبة الاحسانية الاولى المختصة بهذه الحكمة .
2 / 23 - واما المرتبة الثانية : فهي التي سأل عنها جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ما الإحسان ؟
فاجابه صلى الله عليه وسلم : الإحسان ان تعبد الله كأنك تراه ، وانه عبارة عن استحضار الحق على نحو ما وصف نفسه به في كتبه وعلى السنة رسله عليهم السلام دون مزج ذلك بشيء من التأويلات السخيفة بمجرد الاستبعاد وقصور ادراك العقل النظري عن فهم مراد الله من اخباراته وجنوحا الى الاقيسة وتوهم التشبيه والاشتراك في الصفات .
3 / 23 - والمرتبة الثالثة الاحسانيةيختص على المشاهدة دون كأن ،
كم قيل لبعض الأكابر : هل رأيت ربك ؟
فقال : لم اعبد ربا لم اره ،
واليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : وجعلت قرة عينى في الصلاة ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور ولهذا كان إذا دخل الصلاة كان ينظر من ورائه مثل ما ينظر من بين يديه ، ولم يرد ان هذا الحال كان مستصحبا في غير الصلاة ،
والى هذا المعنى الإشارة في الاية التي هي في سورة لقمان وهي : " ومن يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى الله وهُوَ مُحْسِنٌ " اى ومن ينقاد برمة ذاته الى الله وهو مشاهد ،
" فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وإِلَى الله عاقِبَةُ الأُمُورِ " [ لقمان / 22 ] .
4 / 23 - وهكذ فليعلم ان لكل صفة من هذه الصفات ثلاث مراتب :
اولى ووسطى وعليا ، وتدبر قوله تعالى : " لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا م اتَّقَوْا وآمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وأَحْسَنُوا والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [ المائدة : 93 ] وتنبه بختم الاية بذكر الإحسان واقران محبة الحق بالمحسنين ، وتذكر ما سلف ذكره في مراتب الإحسان ولا تقتصر في فهم كلام الحق على ما ورد في اسباب نزول هذه الاية من انها وردت جوابا للصحابة لما قال بعضهم :
كيف حال من مات قبل تحريم الخمر وكانوا يشربونها ؟
فان هذه الاية وان تضمنت جوابهم فان ذلك لا يلزم منه ان لا يكون لها دلالة على امور أخر ،
وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ان لكل آية من القرآن ظهرا وبطن وحدا ومطلعا . .
الى سبعة ابطن ، وفي رواية :سبعين بطنا . فتفهم تصب
.
....

m8Koh6O4exM

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!