موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المفاتيح الوجودية والقرآنية
لفصوص الحكم

تأليف: الشيخ عبد الباقي مفتاح

فص حكمة إمامية في كلمة هارونية

  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة إمامية في كلمة هارونية


24 - فص حكمة إمامية في كلمة هارونية .كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص الحكم الشيخ الأكبر للشيخ عبد الباقي مفتاح

كتاب المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم الشيخ الأكبر ابن العربي للشيخ عبد الباقي مفتاح
المرتبة 24 : لفص حكمة إمامية في كلمة هارونية من الاسم المذل ومرتبة الحيوان وحرف الذال ومنزلة سعد السعود
قيل : بضدها تتميز الأشياء . فالصفة لا تظهر إلا بوجود ضده .
فظهور الاسم : القوي يستلزم ظهور من يخضع ويذل وينقاد لهذه القوة أي يستلزم وجود ذليل أي يستلزم ظهور اسمه تعالى المذل .
فكانت لهذا الاسم المرتبة 24 وظهر عن توجهه عالم الحيوان وحرف الذال ومنزلة سعد السعود يقول الشيخ في فصل هذه المرتبة ( ب 198 ص 465 ) :
( وإنما اختص الاسم المذل بالحيوان لظهور حكم القصد فيه ولأنه مستعد للإباية لما هو عليه من الإرادة . فلما توجه عليه الاسم المذل صار حكمه من لا إرادة له ولا قدرة ) .
وفي هذا الفصل توسع الشيخ في مفهوم التسخير وهو ما نجده في هذا الفص الهاروني حيث تكلم عن التسخير الحيواني والإنساني والرباني .
ولتكامل فصي هارون وموسى كتكامل القوي والمذل تكلم في فص موسى عن تسخير كل شيء للإنسان الكامل .
ومن المسائل المشتركة بين الفصين أيضا مسألة الحيرة العرفانية والعلم والجهل .......
والحيوان مفطور على الحيرة في اللّه تعالى ........
والملائكة العالون لهم الحيرة والهيام في جمال جلال اللّه تعالى .
وقد قرن الحق تعالى اسمه المذل بالحيوانات في القرآن لأنه ذللها للإنسان وذلل بعضه لبعض فقال في الآية 72 من يس : وَذَلَّلْناه لَهُمْ فَمِنْها رَكُوبُهُمْ وَمِنْها يَأْكُلُونَ
وفي الآية 69 من النحل : ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلً
وأنسب الأنبياء لحضرة الإذلال الحيواني هارون عليه السّلام .
ولهذ اختص السبط الهاروني في بني إسرائيل بتقديم الأضاحي والقرابين .
وأسكن اللّه روح هارون سماء المريخ الأحمر الخامسة المخصوصة بسفك الدماء وذبح الأضاحي والحروب والقتال وما ينجر عنهما من التسخير والإذلال......
ولهذ أيضا نجد يحيى مترددا بين سماء عيسى روح اللّه وسماء هارون مذلل الحيوان لأن الحيوان من الحياة التي هي من خصائص الروح
قال تعالى :وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ( العنكبوت ، 64 ) أي الحياة الحقيقية التي مظهرها الإنساني يحيى عليه السّلام .
ولهذ كان هو الذي يذبح كبش الموت بين الجنة والنار عند نهاية يوم القيامة .
ولهذه العلاقة الثلاثية ( عيسى - يحيى - هارون ) جاء في القرآن تسمية مريم بأُخْتَ هارُونَوقد ذكر الشيخ عيسى في هذا الفص .
وأكد على الحيرة لأن الحيوان مفطور على الحيرة في معرفته باللّه كم ذكره الشيخ في الباب 357 من الفتوحات وهو باب منزل سورة النمل .
وقد كان هارون متحققا كمال التحقق بقوله تعالى :أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ( المائدة ، 54 ) كما كان موسى متحققا بباقي الآية :أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ
فكان هارون هينا لينا محببا لقومه لما في باطنه من عبودية وتواضع كالأرض التي قال الحق عنها : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا( الملك ، 15 )
يقول الشيخ في الباب 167 عن هارون : ( حين أخذ موسى برأسه يجره إليه فأذاقه الذل بأخذه اللحية والناصية ( . . . ) لما ظهر عليه موسى بصفة القهر فلما كان لهارون ذلة الخلق ذوقا مع براءته مما أذل فيه تضاعفت الذلة عنده فناداه بالرحم . . . )
ولهذه المرتبة الحرف الرابع والعشرون في النفس وهو الذال .
فانظر كيف وافق اسمه الإلهي المذل .
وله من المنازل الفلكية : " سعد السعود " ولهذا ختم الشيخ كلامه في هذا الفصل من الفتوحات بقوله : ( فمن أقامه الحق من العارفين في مشاهدته وتجلى له فيه ومنه فلا يكون في عباد اللّه أسعد منه باللّه ولا أعلم منه بأسرار اللّه على الكشف ) .
ولعلاقة هذا الفص بالحيوان
تكررت فيه مشتقات كلمة " حيوان "نحو تسع مرات وكرر كلمة " تسخير " مرات كثيرة " نحو 15 مرة وذكر سخر –سخرها – مسخر ...الخ 10 مرة "
وذكر العجل وحيوانية الإنسان المتصرفة في حيوانية الحيوان والتحريش بين البهائم ، وأشار إلى الاسم المذل في قوله : " الحيوان انقاد مذللا " .
وأما وصف حكمة هذا الفص بالإمامية :
فلأن هارون كان الإمام الأول بعد موسى قطب بني إسرائيل فهو خليفته ووزيره وقد وردت في القرآن كلمة " إماما " أربع مرات منها مرتان متعلقتان بالتوراة في ( هود ، 11 ) و ( الأحقاف ، 12 ) :وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً.
كم وردت كلمة " أئمة " خمس مرات كلها أو أكثرها تتعلق ببني إسرائيل في حال علوهم وحال سقوطهم :
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِن ( الأنبياء ، 73 )
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ( القصص ، 5 )
وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّ صَبَرُو( السجدة ، 24 ) .
فَقاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ( التوبة ، 12 ) .
وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ( القصص ، 41 ) .
ملاحظة :
في فص إلياس قال الشيخ : " تحققت بحيوانيتي تحققا كليا " أي تحقق بهذه الكلمة الإمامية الهارونية المذللة للحيوان أكمل تحقق
وحيث أن لها الإمامة أي الخلافة فلها صلة بسماء الخلافة حيث روح الخليفة آدم ونفس الخليفة داود - كما سنراه أي سماء القمر - خليفة الشمس - بمنازله الثمانية والعشرين المناسبة لمراتب الوجود وأبواب الفصوص .
أي أن في هذا إشارة أخرى إلى أن للشيخ المرتبة 28 الجامعة .

ولهذا ذكر الشيخ في هذا الفص وفي الفصل 34 من الباب 198 المناسب للاسم :
رفيع الدرجات المتوجه على إيجاد المرتبة 28 المخصوصة بخاتم الأولياء المحمديين .
وإنم ربط الشيخ بين فصي إلياس وهارون لأن( العزيز ) وهو الاسم المتوجه على إيجاد مرتبة فص إلياس - وهي المعادن - مرتبط بالاسم المتوجه على الحيوان أي المذل ، فبالمعدن يذبح ويذلل الحيوان وبعزة العزيز يظهر ذل الذليل....
وكعادته في التمهيد في آخر كل باب للباب الموالي ختم الشيخ الفص
بذكره للأرواح المدبرة اللطيفة التي لا تدركها الأبصار كمقدمة للدخول لفص موسى المخصوص بمرتبة الملائكة ، ثم بالذي بعده فص خالد المخصوص بالجن
وأشار إلى فص الكلمة الخالدية الصمدية بقوله :
" فدعا إلى إله يصمد إليه " فبكلامه على البابين المواليين معا إشارة إلى أن مرتبتيهم متشابهتان إذ أن كلمة جن تطلق على الملائكة أيضا لاشتراكهم في اللطافة والغيبة عن الأبصار ،
وقد جعل الشيخ لهم في الباب الثاني من الفتوحات نفس المرتبة الحرفية عند العارفين .
وختم الفص بكلمةوَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ( النحل ، 9 ) ،
ليشير مرة أخرى لمرتبة الحيوان في هذا الباب لورودها في القرآن مقترنة بالحيوانات في الآية 8 و 9 من سورة النحل :
وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً وَيَخْلُقُ ما لا تَعْلَمُونَ ( 8 ) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْه جائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) .


24 : سورة فص هارون عليه السلام
سورة هذا الفص هي " الكافرون " التي مدارها حول التبري من الأوثان وتثبيت التوحيد .
وهو نفس موضوع هذا الفص الذي بدأ بعبادة بني إسرائيل للعجل ،
ثم عمم بذكر أعظم معبود وهو الهوى وأكد على معاني الآية :وَقَضى رَبُّكَ أَلَّ تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ( الإسراء ، 023 )
وشرح هذه الآية يوجد في الباب " 275 فتوحات " وفي الوصل السادس من الباب " 369 ف " وذلك الباب وهذا الوصل متعلقان بمنزل سورة الكافرون .
فراجعهما تجد نفس المعاني المختصرة في هذا الفص . . .
ففي الباب 275 يقول :
ثم قال : " اعلم أن الذلة والافتقار لا تكون من الكون إلا للّه تعالى فكل من تذلل وافتقر إلى غير اللّه تعالى واعتمد عليه وسكن في كل أمر إليه فهو عابد وثن . . . "
فذكر التذلل الذي هو من الاسم " المذل " الحاكم على هذا الفص الهاروني وهو المتوجه على إيجاد " الحيوان " .
وحرف " الذال " مفتاح : " ذل " ومن الحيوان الذلول العجل الذي عبده بنو إسرائيل . . .
وفي هذا الفص كرر الشيخ ذكر الحيوان نحو ثماني مرات
وذكر البهائم وتذليل الإنسان للحيوان وأكد على التسخير أي التذليل . . .
والفص مشحون بمشتقات فعل " عبد " لأن سورة " الكافرون " كذلك . . .
وأواخر الفص تفصيل لآياتها ، فقوله مثلا : " فإنهم وقفوا مع كثرة الصور . . . ودعاهم إلى إله واحد يعرف ولا يشهد . . . "
هو شرح لآية :لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ( الكافرون ، 2 )
.

yfBV04DhRgw

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!