موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


حقيقة الحقائق عقلًا وعاقلًا ومعقولًا، وعلماً وعالماً ومعلوماً. فهي الحق متجلياً لنفسه في نفسه في صور العالم المعقول. والمسألة الثانية هي «الكلمة» من الناحية الصوفية وهذه يطلق عليها اسم الحقيقة المحمدية ويعتبرها مصدر كل وحي وإلهام للأنبياء والأولياء على السواء. وعلى ذلك فالحقيقة المحمدية تساوي القطب عند الصوفية، والامام المعصوم عند الاسماعيلية والقرامطة: أي أنها المحور الذي يدور عليه العالم الروحاني. وليلاحظ أن من أهم أغراض المؤلف في كتاب الفصوص شرح العلاقة بين كل نبي والأصل الذي يستمد منه علمه وذلك الأصل هو «الكلمة» أو الحقيقة المحمدية. فهو يفسر نوع ذلك العلم- الذي يسميه حكمة كذا وحكمة كذا- والاسم الغالب على كل نبي، لأن كل نبي تحت تأثير اسم إلهي خاص إلا محمداً عليه السلام فإنه تحت تأثير اسم «الله» الذي هو جماع الأسماء الإلهية كلها.

والمسألة الثالثة هي «الكلمة» بمعنى الإنسان الكامل وقد لخصنا كلامه فيها.

15- نتائج مذهب ابن عربي في المسائل الدينية والخلقية

كان من الضروري أن يؤدي مذهب ابن عربي الصريح في وحدة الوجود إلى نتائج لها خطورتها في ميدان الدين والأخلاق. فنظريته في أن العلم تابع للمعلوم، وأن علم الله بنا تابع لما تعطيه أعياننا الثابتة بما هي عليه من الاستعداد والأحوال، وأن إرادة الله لا تتعلق إلا بما علم. كل ذلك أدَّى إلى القول بأننا مسئولون- من الناحية الصورية على الأقل- عما يصدر عنا من الأفعال، لأنه لا يصدر عنا إلا ما تقتضيه أعياننا. ولكن ما قيمة هذه المسئولية؟ وما معنى الحرية الانسانية في عالم كل ما فيه خاضع لقانون الوجود العام وصادر عن الله؟


-

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!