موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


بما أشاهده فلا أستطيع، فكنت لا أفرق بيني وبين الخرس الذين لا يتكلمون.

فإذا تحقق بما ذكرناه انتقل إلى أن يكون عقلًا مجرداً في غير مادة طبيعية، فيشهد «1» أموراً هي أصول لما يظهر في صور الطبيعة «2» فيعلم من أين ظهر هذا الحكم في صور الطبيعة «3» علماً ذوقياً. فإن كوشف على أن الطبيعة عين نَفَسِ الرحمن فقد أوتي خيراً كثيراً، وإن اقتُصِرَ معه على ما ذكرناه فهذا القدر يكفيه من المعرفة الحاكمة على عقله: فيلحق‏ «4» بالعارفين ويعرف عند «5» ذلك ذوقاً «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ولكِنَّ الله قَتَلَهُمْ»: وما قتلهم إلا الحديد والضارب، والذي خلف هذه الصور. فبالمجموع وقع القتل والرمي، فيشاهد الأمور بأصولها وصورها، فيكون تاماً. فإن شهد النَّفَسَ كان مع التمام كاملًا: فلا يرى إلا الله عينَ ما يرى. فيرى الرائي عين المرئي «15». وهذا القدر كاف، والله الموفق الهادي.

23- فص- حكمة إحسانية «1» في كلمة لقمانية

إذ شاء الإله يريد رزقاً له فالكون أجمعه غذاء

وإن شاء الإله يريد رزقاً لنا فهو الغذاء كما يشاء

مشيئته إرادته فقولوا بها قد شاءها فهي المشاء

يريد زيادة ويريد نقصاً وليس مشاءَه إلا المشاءُ

فهذا الفرق بينهما فحقق‏ ومن وجه فعينهما سواء «2»


(1) «ا» و«ن»: فشهد

(2) ب: الصور الطبيعية

(3) ب: «فيعلم من أين يظهر في الصورة الطبيعية علماً إلخ»

(4) ا: فليلحق‏

(5) ا: بعد.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!