موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وجهاً خاصاً من وجوه الله وهو المسمى وجه الهوية فتدعوه من ذلك الوجه في رفع الضر لا من الوجوه الأخر المسماة أسباباً، وليست إلا هو من حيث تفصيل‏ «1» الأمر في نفسه. فالعارف لا يحجبه سؤاله هويَّةَ الحق في رفع الضر عنه عن أن تكون جميع الأسباب عينه من حيثية خاصة. وهذا لا يلزم طريقته إلا الأدباء من عباد الله الأمناء على أسرار الله، فإن الله أمناء «2» لا يعرفهم إلا الله ويعرف بعضهم بعضاً. وقد نصحناك‏ «3» فاعمل وإياه سبحانه فاسأل.

20 «1»- فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية

هذه حكمة الأولية في الأسماء، فإن الله سماه يحيى أي يحيا به ذكر زكريا.

و«لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا» فجمع بين حصول الصفة التي فيمن غَبَرَ ممن ترك ولداً يحيا به ذكرُه وبين اسمه بذلك. فسماه يحيى فكان اسمه يحيى كالعلم الذوقي، فإن آدم حيي ذكره بشيث ونوحاً حيي ذكره بسام، وكذلك الأنبياء.

ولكن ما جمع الله لأحد قبل يحيى بين الاسم العَلم منه وبين الصفة إلا لزكريا «4» عناية منه إذ قال‏ «فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا» فقدم الحقَّ على ذكر ولده كما قدمت آسية ذكر الجار على الدار في قولها «عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ» فأكرمه الله بأن قضى حاجته وسماه بصفته حتى يكون اسمه تذكاراً لما طلب منه نبيه زكريا، لأنه عليه السلام آثر بقاء ذكر الله في عَقِبِه إذ الولد سر أبيه، فقال‏ «يَرِثُنِي ويَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ» وليس ثَمَّ موروث في حق هؤلاء إلا مقام ذكر الله والدعوة إليه. ثم إنه بشره بما قدمه من سلامه عليه يوم‏


(1) ب: تفضيل بالضاد

(2) ن: أمثالً

(3) ن: نصحتك.

(4) ن: زكريا.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!