فصوص الحكم وخصوص الكلم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي
[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
أنها صورة تؤلم من جاورها «1» من الحيوان. وما علم مراد الله فيها ومنها في حقه.
فبعد وجود هذه الآلام وجد برداً وسلاماً مع شهود الصورة اللونية في حقه، وهي نار في عيون الناس. فالشيء الواحد يتنوع في عيون الناظرين: هكذا هو التجلي الإلهي. فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالَم في النظر إليه وفيه مثلُ الحق في التجلي، فيتنوع في عين الناظر بحسب مزاج الناظر أو يتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلي: وكل هذا سائغ في الحقائق.
ولو أن الميت والمقتول- أيَّ ميت كان أو أيَّ مقتول كان- إذا مات أو قُتِلَ لا يرجع إلى الله، لم يقض الله بموت أحد «2» ولا شرع قتله. فالكل في قبضته:
فلا فقدان في حقه. فشرع القتل وحكم بالموت لعلمه بأن عبده لا يفوته: فهو راجع إليه على أن قوله «وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ» أي فيه يقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شيء لم يكن عينه، بل هويَّتُهُ هو عين «3» ذلك الشيء وهو الذي يعطيه الكشف في قوله «4» «وَ إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ».
19 «1»- فص حكمة غيبية في كلمة أَيوبية
اعلم أن سر الحياة سرى في الماء فهو أصل العناصر والأركان، ولذلك جعل االله «مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ»: وما ثم شيء إلا وهو حي، فإنه ما من شيء إلا وهو يسبح بحمد الله ولكن لا نفقة «5» تسبيحه إلا بكشف إلهي. ولا يسبِّح إلا حي.
فكل شيء حي. فكل شيء الماء أصله. أ لا ترى العرش كيف كان على الماء لأنه
(1) ب: جاوزها بالزاي
(2) ب: واحد
(3) ب: غير
(4) ن: ساقطة. ب: قوله هو
(5) ن: يُفقه.