موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


15- فص حكمة نَبَوِيَّة في كلمة عيسوية «1»

عن ماء مريم أو عن نفخ جبرين‏ في صورة البشر الموجود من طين‏

تكوَّن الروح في ذات مطهرة من الطبيعة تدعوها بسجين‏

لأجل ذلك قد طالت إقامته‏ فيها فزاد على ألْفٍ بتعيين «2»

روح من الله لا من غيره فلذا أحيا الموات وأنشا الطير من طين «3»

حتى يصح له من ربه نَسَبٌ‏ به يؤثر في العالي وفي الدون‏

الله طهره جسماً ونزهه‏ روحاً وصيَّره مثلًا بتكوين‏

اعلم أن من خصائص الأرواح أنها لا تطأ شيئاً إلا حَيِيَ ذلك الشي‏ء وسَرَت الحياة فيه. ولهذا قبض السامري قبضة من أثر الرسول الذي هو جبريل عليه السلام وهو الروح «4». وكان السامري عالماً بهذا الأمر. فلما عرف أنه جبريل، عرف أن الحياة قد سَرَتْ فيما «1» وطئ عليه، فقبض قبضة من أثر الرسول بالصاد أو بالضاد أي بمل‏ء أو بأطراف أصابعه، فنبذها في العِجْلِ فخار العجل، إذ صوْتُ البقر إنما هو خُوَار، ولو أقامه صورة «2» أخرى لنُسِبَ إليه اسم الصوت الذي لتلك الصورة كالرغاء للإبل والثؤاج للكباش‏ «3» واليُعَار «4» للشياه والصوت للإنسان أو النطق أو الكلام. فذلك القدر من الحياة السارية في الأشياء يُسمى‏ «5» لاهوتاً والناسوت هو المحل القائم به ذلك الروح. فسمي‏ «6» الناسوت روحاً بما قام به. فلما تمثل الروح الأمين الذي هو جبريل لمريم عليهما السلام بشر


(1) ن: فيه

(2) ن: في صورة

(3) ا: للكبش‏

(4) اليعار بالياء كغراب صوت الغنم (القاموس)- ا: النعار بالنون‏

(5) «أ» و«»: تسمى بالتاء

(6) ن: يسمى.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!