موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

فصوص الحكم وخصوص الكلم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مع تعليقات الدكتور أبو العلا عفيفي

[نسخة أخرى فيها التعليقات فقط]
  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


12- فص حكمة قلبية «1» في كلمة شعيبية

اعلم أن القلب- أعني قلب العارف بالله- هو من رحمة الله، وهو أوسع منها، فإِنه وَسِعَ الحق جل جلاله «2» ورحمته لا تسعه: هذا لسان العموم‏ «1» من باب الإشارة، فإِن‏ «2» الحق راحم ليس بمرحوم فلا حكم للرحمة فيه «3». وأما الإشارة من لسان الخصوص فإِن االله‏ «3» وصف نفسه بالنَّفَس وهو من التنفيس:

وأن الأسماء الإلهية عين المسمى وليس‏ «4» إِلا هو، وأنها طالبة ما تعطيه من‏ «5» الحقائق وليس الحقائق التي تطلبها الأسماء إِلا العالم. فالألوهية «6» تطلب المألوه، والربوبية تطلب المربوب «4»، وإِلا فلا عين لها إِلا به وجوداً أو «7» تقديراً. والحق من حيث ذاته غني عن العالمين. والربوبية ما لها هذا الحكم.

فبقي الأمر بين ما تطلبه الربوبية وبين ما تستحقه الذات من الغنى عن العالم.

وليست الربوبية على الحقيقة والاتصاف‏ «8» إِلا عين هذه الذات.

فلما تعارض الأمر بحكم النسب ورد في الخبر ما وصف الحق به‏ «9» نفسه من الشفقة على عباده «5». فأول ما نفَّس عن الربوبية بِنَفَسه المنسوب إِلى الرحمن بإِيجاده العالم الذي تطلبه الربوبية «10» بحقيقتها وجميع الأسماء «11» الإلهية.

فيثبت‏ «12» من هذا الوجه أن رحمته وسعت كل شي‏ء فوسعت الحق، فهي أوسع من القلب أو مساوية له في السعة. هذا مَضَى‏ «13»، ثم لتعلم أن الحق تعالى كم


(1) ن: عموم‏

(2) ب: في أن‏

(3) ا:+ تعالى‏

(4) «ليس»: أي ليس ذلك المسمى. ب: «ليست»، أي الأسماء

(5) «من» كانت موجودة في ب ثم كشطت‏

(6) ا: الألوهة

(7) «أو» ساقطة في ن‏

(8) «ب» و«ن»: الاتصاف بالتاء، ولكن جامي يقرؤها ويشرحها الانصاف بالنون (جامي ج 2 ص 103)

(9) ا: به الحق‏

(10) ن: ساقطة

(11) ب: ساقطة

(12) «ب» و«ن»: فثبت‏

(13) ا: معنى‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!