موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

شرح مؤيد الدين الجندي
على فصوص الحكم

تأليف: الشيخ مؤيد الدين الجندي

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب

  السابق

المحتويات

التالي  

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب


البحث السادس من مباحث الخطبة سرّ" الكلم " .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وهي جمع كلمة ، والكلمة في عرف التحقيق هيئة اجتماعية حرفية من حروف النفس الرحماني .
والكلم هاهنا فيما نحن بصدده عبارة عن الأرواح الإنسانية الكمالية الأحدية الجمعية المتعينة من التجلَّيات النفسية الرحمانية بأحديّات الجمعيات الحرفية الكمالية الإلهية .
قال الله - تعالى ” :إِلَيْه ِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ “ آية 10 سورة فاطر.
أي الأرواح الطاهرة ، إمّا بالمعارج والانسلاخ من قانون الطريقة الخاصّة بخلاصة خاصّة الأولياء ، أو على مدرجة العامّة في الموت أو النوم " الله يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ " آية 42 سورة الزمر.
أي الأرواح الناطقة " حِينَ مَوْتِها وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ "آية 42 سورة الزمر.
» يتوفّاها في منامها .
وقال الله تعالى في المسيح عليه السّلام : إنّه "كلمة "
" إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ "آية 45 سورة آل عمران.
" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ " آية 171 سورة النساء
لكونه روح الله .
ولمّا كانت محالّ تنزّلات الحكم الإلهية هي أحدية جمع قابلية الكلم الجامعة بين حروف عالم الطبيعة وبين حروف عالم الأرواح ، جعل إنزال الحكم على قلوب الكلم .
لأنّ الكلم في عرف العربية ثلاث يصحّ إطلاقها على الاسم .
والاسم " يقصد هنا الكلمة الأولى" في طور التحقيق هو الفاعل أو القابل فإنّ كلَّا منهما يخبر به ويخبر عنه ،
وهو لفظ مفرد من الألفاظ النفسية الرحمانية ، دالّ على معنى مفرد بالوضع الإلهي أو الذاتي ، غير مقترن بأحد الأزمنة الثلاثة .
إذ الفاعل هو الحق المتعين في أيّ مظهر وقابل من الأعيان الثابتة فرض .
وهو فرد أزلي ليس تعيّنه باقتران الزمان لكون كلّ اسم اسم إلهي متعيّنا في العين الثابتة أزلا قبل وجود جزئيات الأزمنة .
وكذلك القابل لفظ أوّل ذاتيّ مفرد بعينه ليس بالزمان الشخصي ، وكل منهما يخبر به ويخبر عنه ويعرّفان وينكَّران أحدهما بالآخر بأنّ كلَّا منهما لا يستغني عن الآخر في تحقّق وجودهما ، لا في تحقّق أعيانهما .
الكلمة الثانية هو الفعل ، فيخبر به إذا التجلَّي وهو فعل المتجلَّي يخبر به عن الفاعل المتجلَّي بموجب التجلَّي ، وعن القابل أنّه على خصوصيّة قضت بهذا الحكم والتعيّن والتجلَّي ، ولا يخبر عنه من كونه فعلا ، وهو اعتبار التعين فقط مع قطع النظر عن المتجلَّي .
فإن أخبر عنه كما يخبر عن الأفعال أنّها ماضية أو غيرها فذلك باعتبار المتجلَّي وكون التجلَّي عينه .
والثالثة الحرف وهو الرابط ، وهو في طور التحقيق إشارة إلى النسب التي لا تحقّق لها في أعيانها إلَّا بطرفيها .
والحكم لا تنزل ولا تتعيّن إلَّا في الأحدية الجمعية الكمالية ، ولا تظهر إلَّا بها وفيه ، لا على مفرد مفرد لفظا ومعنى فافهم .
فلهذا أضاف إنزال الحكم وأسندها إلى « قلوب الكلم » لا على الكلم لما في القلوب من الأحدية الجمعية الإلهية القابلة للحكم الجمعية الكمالية الأحدية لاختصاص هذا الكتاب بذكر خصوص مشارب أهل الكمال .
" وَالله يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ " آية 33 سورة الأحزاب
.


OU0X0JhQZ7Y

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!