موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

شرح مؤيد الدين الجندي
على فصوص الحكم

تأليف: الشيخ مؤيد الدين الجندي

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب

  السابق

المحتويات

التالي  

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب


البحث العاشر من مباحث خطبة الكتاب "في إمداد الهمم القابلة للترقي" .الشارح مؤيد الدين الجندي قبل البدء بشرح خطبة كتاب فصوص الحكم

شرح الشيخ مؤيد الدين الجندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي

وذلك لأنّ الحقيقة المحمدية بأحدية جمعها وبرزخيّتها تمدّها من جميع الحضرات ، حتى تقبل أسراره ، وتعدّها للتجلَّي التنزّلي بإسرار تلك الحكم إلى قلوب الكلم ، الكلَّية الجامعة النبوية من صور تفصيل النشأة المحمدية .
وإمداد الهمم على وجهين :
أحدهم بترتيب المقام الذي تعشّقت به الهمم ، والحال التي تخلَّقت بها ، والكمال الذي تعلَّقت به .
فيبيّن للمستعدّين وجوه النقض الوارد عليه والنقص الواقع فيه والفساد الذي في التقيّد بذلك المقام والتعشّق بتلك الحال ، حتى ينقلع تعلَّق همّته عمّا تقيّدت به ، وطيّة الغاية والنهاية .
فإذا انقلع وانقطع عمّا يعشق به ، عالجه المرشد بالوجه الثاني .
الُثاني : وهو التعريف بما هو أعلى وأشرف وأفضل من المقامات ، وبيان الحالة التي هي أعزّ وأكمل وأجمع وأشمل من حالتها الأولى .
وتعليم العلم الذي هو أتمّ وأعظم وأعمّ وأجمع وأنفع من علمه بالمقام الأوّل ، وترقية همّته إلى الاتّصال بذلك والاتّصاف به ، وهذا في مقام البيان ، والإرشاد بالكلام واللسان .
وأمّا إمداده صلَّى الله عليه وسلَّم بالهمّة :
فإنّ همّة الحقيقة المحمدية الكمالية سارية بسرّ الملإ من حضرة أحدية جمع الجمع والعدد ، ونون مدّات المداد النفسي الرحماني أبدا لأبد .
في جميع الهمم المتعلَّقة بجميع الكمالات ما انطلق منها وما تقيّد ، وما تكثّر وتعدّد فتجدّد فتحدّد ، وما توجد وتأبّد إلى أبد الأبد .
منتهى الأمد وغاية السرمد وذلك لأنّ الإمداد إنّما تصل وتتعيّن مرتبته الأزلية الأبدية ، وهي برزخيّته الكبرى الجامعة بين الإطلاق والتعيين الذاتيين .
وأحدية جمعه بين الغيب الذاتي الباطن أبدا وبين الشهادة المتعيّنة بالتعيّن الأوّل المحيط بجميع التعينات الوجودية والذاتية الشهودية .
والنون الأوّل: الجمعي الذاتي الذي منه جميع المدّات المدادية ، وانبعاث الأنفاس الرحمانية الإمدادية ، فمن حقيقته صلَّى الله عليه وسلَّم يتعين الإمداد ، ولكن ظهورها من حضرة الرحمن بالنفس الرحماني .
فالنون وهو الدواة لغة ها هنا مجتمع المدّات المدادية ، ومنبعث إمداد التجليات الإمدادية .
وللنون الذي هو مجتمع مداد الموادّ الحرفية النفسية الرحمانية من كونه أمّ الكتاب خمس مراتب :
أحدها : التعيّن الأوّل الذي هو جمع جميع الحقائق الكيانية والربّانية ، والحروف الفعلية المؤثّرة الوجوبية ، والمنفعلة المتأثّرة الإمكانية ، وهو أمّ الكتاب الأكبر .
والنون الثاني : دواة المدّات المدادية التي هي مادّة الحروف الإلهية النورية ، وهيولى الصور الفعلية الوجوبية ، وعماء الربوبية .
والنون الثالث : هو حقيقة الحقائق الكونية التي هي أحدية جمع جميع الكائنات المشار إليها بـ « أوّل ما خلق الله الدرّة » وفي رواية " البرّة " .
وهو مجتمع مدّات الحروف الكونية ، وهو أمّ الكتاب المسطور في الرقّ الوجودي المنشور .
و الرابع : أمّ الكتاب المبين وهو اللوح المحفوظ المصون ، ويسمّيها أهل الحكمة العرفية النفس الكلَّية ، ومحلّ تعيّنه من عالم الأجسام في الفلك الثامن من فلك الكرسيّ الكريم ، وفيه تفاصيل تعيّنات المظاهر الكاملات من الكلمات والآيات والسور والكتب كلَّه .
والخامس : نور الأقدار وهو أمّ الكتاب الموضوع في روحانية القمر روحانيات فلكه .
فهو مجتمع الأضواء والأنوار والأشعّة والاتّصالات والانفصالات ، فهذه مراتب النونات التي منها الإمداد ، وهي المرآة لصور الآحاد والأعداد والاستعداد ، والإعداد لأهل الاسترشاد .
.


OU0X0JhQZ7Y

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!