موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب نقد النصوص
في شرح نقش الفصوص

تأليف: الشيخ عبد الرحمن الجامي

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب

  السابق

المحتويات

التالي  

مقدمة مع قراءة خطبة الكتاب


الفصل "السادس عند الظهور غلبة الكثرة في أحكامها على أحكام الوحدة" .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

كتاب الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي نقد النصوص فى شرح نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي

لما كانت الهوية الواحدة بالوحدة الحقيقية أحكام الوحدة فيها غالبة على أحكام الكثرة.
بل، كانت أحكام الكثرة منمحية بمقتضى القهر الأحدي في مقام الجمع المعنوي؛ ثم ظهرت في مظاهر متفرقة غير جامعة من مظاهر هذه العوالم العينية على سبيل التفصيل والتفريق.
بحيث غلبت الكثرة في أحكامها على أحكام الوحدة، وخفى هناك أمر الوحدة بحسب اقتضاء التفريق الفعلي والتفصيل العيني .
أراد أن يظهر ذاته في مظهر كامل يتضمن سائر المظاهر التورية والمجالي الظلية ويشتمل على جميع الحقائق السرية والجهرية ويحتوي على جملة الدقائق البطنية والظهرية.
فإن تلك الهوية الواجبة لذاتها إنما تدرك ذاتها في ذاتها لذاتها إدراكا غير زائد على ذاتها ولا متميز عنها، لا في التعقل ولا في الواقع .
وهكذا تدرك صفاتها وأسماءها نسبة ذاتية غيبية غير ظاهرة الآثار ولا متميزة الأعيان بعضها عن بعض .
ثم إنها لما ظهرت بحسب الإرادة المخصصة والاستعدادات المختلفة والوسائط المتعددة مفضلة في المظاهر المتفرقة من مظاهر هذه العوالم المذكورة، لم تدرك ذاتها وحقيقتها من حيث هي جامعة لجميع الكمالات العينية وسائر الصفات والأسماء الإلهية .
فإن ظهورها في كل مظهر ومجلي معين إنما يكون بحسب ذلك المظهر، لا غير. ألا ترى أن ظهور الحق سبحانه في العالم الروحاني ليس كظهوره في العالم الجسماني؟
فإنه في الأول بسيط فعلي نوراني
وفي الثاني ظلماني انفعالي تركيبي
فانبعث انبعاثا إرادية إلى المظهر الكلي والكون الجامع الحاصر للأمر الإلهي.
وهو الإنسان الكامل؛ فإنه الجامع بين مظهرية الذات المطلقة وبين مظهرية الأسماء والصفات والأفعال بما في نشأته الكلية من الجمعية والاعتدال وبما في مظهريته من السعة والكمال .
وهو الجامع أيضا بين الحقائق الوجوبية ونسب الأسماء الإلهية و بین الحقائق الإمكانية والصفات الخلقية.
فهو جامع بين مرتبتي الجمع والتفصيل، محیط بجميع ما في سلسلة الوجود، ليظهر فيه بحسبه ويدرك ذاتها حسب ما ذكرنا من الحيثية الشريفة الجامعة والجهة الكاملة.
وصل "فى الحقيقة الإنسانية الكمالية"
الحقيقة الإنسانية الكمالية حاصرة لجميع المظاهر في كل المراتب :
فإن المرتبة الأولى - أعني التعين الأول :
يوجد فيها العلم بالذات وبسائر الصفات والتعينات والماهيات علما إجمالية غير تفصيلي.
وفي المرتبة الثانية - أعني التعين الثاني :
يوجد فيها العلم بالجميع علما تفصيلية.
وفي سائر المراتب - أعني المرتبة الروحانية والمثالية والحسية :
توجد تلك المعاني وجودة عينية تفصيلية.
وفي المرتبة الإنسانية الكمالية يوجد جميع ما في هذه المراتب ، لاشتمالها عليها مع اشتمالها على معنى الأحذية الجمعية الحقيقية الكمالية التي لا يتصور الزيادة عليها من جهة التمام والكمال.
فظهر أن الصورة الكاملة الإلهية الظاهرة بحسب جميع هذه المظاهر لا يمكن ظهورها من حيث هي كذلك إلا في هذا المظهر.
وبهذا يندفع ما يقال ، لما كان حقيقة الحق وصورته الحقيقية هي الوجود المتعين بجميع التعينات وسائر الصفات والإضافات، صح أن يكون مظهرها مجموع أجزاء العالم الكبير الواحد بالموضوع و بالهيئة الصورية الاجتماعية المتألفة.
مثل مجموع الإنسان المتألف من النفس المجردة والقوى الحساسة والبدن المادي .
وصل "الإنسان الكامل خليفة الحق سبحانه وتعالى"
فالإنسان الكامل هو خليفة الحق سبحانه وتعالى، وهو الذي يظهر فيه الكل من حيث هو كل.
وظهور الكل من حيث هو كل لا يكون إلا في الكل.
ولكن الكل له ثلاث مراتب :
الأولى مرتبة جمع الجمع والأحدية ، وهي الحقيقة الإلهية الإنسانية التي بني آدم عليها .
والثانية صورة التفصيل الإلهي الإنساني، أعني العالم بشرط وجود الإنسان الكامل فيه.
والثالثة صورة أحدية جمع الجمع الإنساني الكمالي .
وظهور الكل في مرتبة جمع الجمع الأحدي أحدي، لا تفصيل فيه ، وله مرتبة الإجمال.
وظهور الكل في المرتبة التفصيلية فرقاني، والكل ظاهر فيها بالكل في الكل، لا في كل واحد.
وظهور الكل في مرتبة صورة أحدية جمع الجمع الإنساني ظهور كل جامع بالقوة دفعة وبالفعل في كل زمان بالتدريج.
كما قال المترجم:
تجمعت في فؤاده همم …. ملأ فؤاد الزمان إحداه
فإن أتى دهره بأزمنة …. أوسع من ذا الزمان أبداه
.
....


OU0X0JhQZ7Y

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!