موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب نقد النصوص
في شرح نقش الفصوص

تأليف: الشيخ عبد الرحمن الجامي

فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية

  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية


11 - شرح نقش فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية .كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص الشيخ عبد الرحمن الجامي

كتاب الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي نقد النصوص فى شرح نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي
11 - فص حكمة فتوحية في كلمة صالحية
فقال الشيخ رضي الله عنه : ( لما أعطيت الحقائق أن النتيجة لا تكون إلا عن الفردية والثلاثة أو الأفراد .
جعل الله إيجاد العالم عن نفسه وإرادته وقوله ....
والعين واحدة والنسب مختلفة .... )
لمّ كان «الفتوح» عبارة عن حصول شي‏ء ممّ لم يتوقّع ذلك منه، نسب رضى الله عنه حكمته إلى كلمة صالح عليه السلام، لخروج الناقة- التي هي معجزته- من الجبل و هو ممّ لم يتوقّع خروجه منه. و أيض لمّ كان "الفتوح" مأخوذ من «الفتح»- إذ هو جمعه، ك «العقول» ل «لعقل» و "القلوب" ل «لقلب».
و صالح مظهر الاسم «الفتّاح» لذلك انفتح له الجبل، فخرج منه الناقة و هو من جملة مفاتيح الغيب، قرن الحكمة الفتوحية إلى كلمته و بيّن فيه الإيجاد و كونه مبني على الفردية.
و إنّم قال، «فتوحية»، و لم يقل، «فاتحية»، لأنّ الفتوح أنواع عددها عدد مفاتيح الغيب فراعى في ذلك الأدب الإلهي و قصد الموافقة للحقّ سبحانه في التنبيه على البدء الايجادى من الغيب الذاتي و الوجود المطلق الاحاطى.
(لم أعطت الحقائق)، و اقتضت معرفته على م هي عليه، (أن النتيجة) ذهن و خارج (ل تكون)، أي ل توجد، أو ل تكون صادرة، (الا عن الفردية) العددية .
التي هي عدم الانقسام بمتساويين عمّ من شأنه الانقسام، (و الثلاثة أول الافراد)
و أقلّ ما به يتحقّق الفردية التي شرطت في ظهور النتيجة- ضرورة أنّ الفردية بالتفسير المذكور ل تشتمل الواحد، (جعل الله سبحانه ايجاد العالم) عن أمور ثلاثة:
(نفسه)، أي ذاته، و ارادته، التي هي نسبة التوجّه بالتخصيص لتكوين أمر ما،
(و قوله)، الذي هو مباشرة الأمر الايجادى بمعنى كلمة «كن».
(و العين)، يعنى الهوية الإلهية في هذه الصور، واحدة وحدة حقيقية و النسب و الاعتبارات (مختلفة) متكثّرة كثرة اعتبارية، فانّه باعتبار ظهوره في حالة من أحواله التي تستلزم تبعية الأحوال الباقية له تسمّى «ذات»، و باعتبار التوجّه التخصيصى المذكور «مريد»، و باعتبار مباشرته للإيجاد بكلمة «كن» " قائل".
فقال الشيخ رضي الله عنه : (" إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ " [النحل : 40] .
ولا يحجبنك تركيب المقدمات في النظر فب المعقولات فإنها وإن كانت أربعة فهي ثلاثة لكون المفرد الواحد من الأربعة يتكرر في المقدمتين . فافهم .
فالتثليت معتبرٌ في الإنتاج والعالم نتيجة بلا شك . )
فقال سبحانه و تعالى مشير إلى الأمور الثلاثة: («إِنَّم قَوْلُن لِشَيْ‏ءٍ إِذ أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ». )
فأشار إلى الذات في ثلاثة مواضع و إلى الإرادة في موضع واحد و إلى القول في موضعين.
و في تكرير الذات في المواضع الثلاثة إشارة إلى اعتباراته الثلاثة مع وحدة العين .
و في الدلالة عليه آخر بالضمير المستتر في القول إيماء إلى استتاره بصورة الشي‏ء المراد تكوينه عند تعلّق القول به.
و لمّ كان الذات و الإرادة في التكوين بمنزلة المادّة التي به الشي‏ء بالقوّة، و القول بمنزلة الصورة التي به الشي‏ء بالفعل، وقع ذكر القول مرّتين، ضرورة أنّ الصورة من الشي‏ء التي هي الغاية للحركة الايجادية له تكرّر: تقدّم ذاتى أوّل على الكل و تأخّر رتبى ثاني عنه.
ثمّ اعلم أنّه كم ظهرت الفردية الثلاثية في جانب المكوّن الموجد سبحانه، كذلك ظهرت في جانب الشي‏ء المراد تكوينه:
و هي شيئيّته الثبوتية بأزاء ذاته سبحانه، و سماعه أمر «كن» بأزاء إرادته، و قبوله، و امتثاله لم أمر به من التكوّن بأزاء قوله.
(و ل يحجبنك)، أي ل يمنعنّك عن التصديق بم قلن من اشتراط الفردية في صدور النتيجة، (تركيب المقدمات) المنتجة من أربعة أجزاء (في النظر) الفكرى (في المعقولات، فإنه)، أي تلك المقدّمات، (و ان كانت) بحسب الأجزاء (أربعة)، ضرورة تركّب كلّ من مقدّمتى القياس من أمرين محكوم عليه و محكوم به .
(فهي) في الحقيقة ثلاثة، (لكون المفرد الواحد) من تلك (الأربعة) و هو الحدّ الأوسط (يتكرر في المقدمتين)، أي الصغرى و الكبرى. و التكرار ل يخلّ بوحدته في نفسه، فيرجع إلى ثلاثة أجزاء الحدّ، الأصغر و الأكبر و الأوسط.
(فافهم) ذلك. فالتثليث معتبر في الإنتاج، ذهن كان أو خارج، و العالم نتيجة بل شك. فالتثليث معتبر في م ينتجه، كم سبق
.

LptqkGQgKnI

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!