موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

شرح بالي أفندي
على فصوص الحكم

تأليف: الشيخ مصطفي سليمان بالي زاده الحنفي

فص حكمة مهيمنية في كلمة إبراهيمية

  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة مهيمنية في كلمة إبراهيمية


05 - فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية .كتاب شرح فصوص الحكم مصطفي بالي زادة على فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي

كتاب شرح الشيخ مصطفى بالي زاده الحنفي أفندي على فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

الهيمان هو إفراط الحب الذاتي الساري في جميع الموجودات وكان هذا غالبا في روح إبراهيم عليه السلام لذلك طلب الحق في المظاهر النورية وأشار إلى شدة سريان المحبة الإلهية في وجوده عليه السلام .
وبين معنى الهيمان بقوله: (إنما سمي الخليل خليلا) ,(لتخلله) أي لتخلل الخليل (وحصره) عطف تفسير (جميع ما اتصفت به الذات الإلهية) كما أن الذات الإلهية يحيط ويحصر جميع أسمائه وصفاته كذلك الخليل عليه السلام يحصر جميع الأسماء الإلهية لتجلي الحق له جميع أسمائه وصفاته واستشهد عليه بقول الشاعر :
(قد تخللت مسلك الروح مني ..... وبه سمي الخليل خليلا)
وتخللت مسلك الروح مني أي سريت أنت في وجودي وذاتي كسريان الروح الحيواني في جميع أجزاء البدن (وبه) وبهذا التخلل (سمي الخليل خليلا كما بتخلل اللون المتلون) بكسر الواو
(فیكون العرض بحيث جوهره) أي في مكان جوهره بسبب سريان العرض في جميع أجزاء جوهره بحيث لا امتياز بينهما في الحسي .
(ما هو) أي ليس ذلك النخل (كالمكان والمتمكن) فيه فإنه لا تخلل فيه حسة وعقلا هذا إن كان إبراهيم عليه السلام محبوبا والحق محبا له .
فكان الهيمان وهو من زيادة المحبة الإلهية يتعلق بإبراهيم عليه السلام فكان تخلل إبراهيم عليه السلام جميع صفات الحق بمنزلة تخلل المحبوب إلى جميع أجزاء المحب.
وأما إن كان إبراهيم محبة والحق محبوبة له وقد أشار إليه بقوله :
(أو لتخلل الحق وجود صورة إبراهيم عليه السلام) ولما بین ثبوت معنى التخلل من الطرفين لغة شرع في إثبانه فيهما بالدليل العقلي .
فقال : (وكل حكم) على الله من صفات المحدثات وعلى العبد من صفات الحق يصح من ذلك النخلل ولولا التخلل ما صح هذا الحكم.
(فإن لكل حكم موطنا) خاصا به (يظهر به) ذلك الحكم به أي بسببه أو فيه.
(لا يتعداه) أي لا يظهر ذلك الحكم بغير ذلك الموطن ولا يظهر في ذلك الموطن غير ذلك الحكم لاختصاصهما من الطرفين .
ولولا تخلل المحكوم عليه ذلك الموطن لم يظهر ذلك الحكم أبدا مع أنه قد شاهدنا ظهور الأحكام.
وإليه أشار بقوله : (ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات وأخبر بذلك عن نفسه وبصفات النقص وبصفات الذم) .
ولو لم يتخلل الحق وجود صورة المحدثات لم يظهر منه الحكم على نفسه بصفات المحدثات .
(ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها) إلا الوجوب الذاتي (وكلها) أي كل صفات الحق . (حق له) أي ثابت للمخلوق وينعت المخلوق بها ولولا تخلل العبد الحق لما صح هذا الحكم.
(كما هي) ضمير الشأن يفسره قوله : (صفات المحدثات حق) أي ثابت (للحق) .
اعلم أن التخلل عبارة عن السريان ومعنى سريان الحق في العبد وجوده أثر ذاته وصفاته في وجود العبد .
مع كون الحق منزها بجميع صفاته عن هذا الكون أن الاتحاد من كل الوجوه باطل عندهم.
فلما نزل الحق نفسه منزلة العبد فأثبت لنفسه ما هو من خواص عبده .
فقال : مرضت وجعت علمنا أن المريض والجائع ليس صورة العبد بل الروح المتصف بصفات الله تعالى الظاهر في صورة العبد بالهيكل المحسوس .
المشاهد فما أثبت صفات المحدثات في الحقيقة لنفسه بل أثبت لأثر نفسه تنبيها على أنه واجب التعظيم .
فإنه ظل الله تعالى فالله تعالى أعظم ظله كما عظم نفسه فما قال إلا تعظيمة للعباد فمن أعاد فقد أعاد الحق فمن أشبعه فقد أشبع الحق على طريق من أكرم عالمة فقد أكرمني وهذا مخصوص بالإنسان دون غيره .
لأن كمال ظهور الحق فيه لا في غيره لذلك لا يثبت لنفسه صفات سائر المحدثات.
ومعنی سريان العبد في الحق إحاطته جميع ما اتصفت به ذات الحق بحسب استعداده .
وقد صرح بهذا المعنى بقوله : وحصره بعد قوله لتخلله فانظر بنظر الإنصاف كیف عادت مسائل الفن بتوجهنا إلى سيرتها الأولى سيرة الشريعة وسيجيء تحقيقه ويدل على ثبوت صفات المحدثات للحق.
قوله تعالى : ( "والحمد لله" فرجعت إليه عواقب الثناء من كل حامد ومحمود) لاختصاص الحمد لنفسه .
("وإليه يرجع الأمر كله") فإذا كان رجوع الأمر إليه كله (نعم) الأمر (ما ذم وحمد) على بناء المجهول.
(وما ثمة) أي وما في العالم (الا محمود أو مذموم) يعني الأمر إما محمود أو مذموم وكل منهما يرجع إليه تعالى من حيث الوجود .
أما المحمود فظاهر لأنه مستحق بالذات أن يحمد، وأما المذموم فمن حيث ملكوته نسبته إلى الله محمود ومن حيث صورته وشيئيته مذموم .
فما في العالم مذموم من هذا الوجه فما ثبت للحق إلا ملكوت صفات المحدثات لا صورتها الحسية والمراد بالملكوت هي الصفات التي تكون منشأ لخلق صفات المحدثات .
فملكوت المرض والجوع محمود ومطهر ونابت للحق ومن هذا الوجه كمال من الكمالات الإلهية ومن صورة حدوثه .
وكثافته نقص لا يمكن أن يكون صفة الله تعالى .
وكان الحق محمودة بملكوت الذم فلا يلزم من ثبوت ملكوت الذم له ثبوته له كما لا يلزم من حدوث تعلق العلم فملكوت كل شيء حادث من حيث تعلقه إلى ذلك الشيء.
ومن حيث نسبته وإضافته إلى الله قديم إذ هو اسم من أسماء الله وصفة من صفاته.
فالمراد بقوله : صفات المحدثات حق للحق ملكوت الصفات لا نفس الصفات لكن ورد النص على الظاهر .
أخرج كلامه على طريق النص فظهور الحق بصفات المحدثات بناء على أن الممكنات ثابتة على عدمها ما شممت رائحة من الوجود فما وجودها إلا إضافة وجود الحق إليها .
فظهرت بهذه الإضافة بصفات المحمودة أو المذمومة واتصفت إضافة الوجود بتلك الصفات المذمومة .
والذات مع صفاته منزه عن هذا وهذا معنى قولهم صفات المحدثات حق للحق.
(اعلم أنه ما تخلل شيء شيئا إلا كان) ذلك المتخلل اسم فاعل (محمولا فيه) .
أي في التخلل اسم مفعول .
(فالمتخلل اسم فاعل محجوب بالمتخلل والمتخلل اسم مفعول فاسم المفعول هو الظاهر واسم الفاعل هو الباطن المستور وهو).
أي الباطن (غذاء له) أي للظاهر (كالماء يتخلل الصوفة فتربو به) أي بالماء وتتسع تلك الصوفة.
(فإن كان الحق هو الظاهر فالخلق مستور فيه فيكون الخلق جميع أسماء الحق)
قوله : (سمعه وبصره وجميع نسبه و إدراكاته) عطف بيان.
لقوله : جميع أسماء الحق هذا نتيجة قرب الفرائض فشاهد العبد في ذلك المقام في مرآة وجوده الوجود الحق ويرى أن الحق يسمع به ويبصر به.
وكأن الأحكام كلها للحق لكن بسبب العبد وهذا إذا تجلى الله لعباده باسمه الباطن وحينئذ كان العبد باطنا والحق ظاهرا له.
(وإذا كان الخلق هو الظاهر فالحي مستور وباطن فيه) أي في الخلق .
(فالحق يكون سمع الخلق وبصره ويده ورجله وجميع قواه) أي يرى العبد أن الحق قراء الظاهرة و الباطنة فأخبر الحق عن ذلك المقام على حسب مشاهدة العبد وإلا لم يكن الحق يد أحد ولا رجله في نفس الأمر .
(كما ورد في الخبر الصحيح) "كنت سمعه وبصره" هذا إذا تجلى الحق العبد بالاسم الظاهر .
فيرى للعبد وجوده في مرآة الحق فيشاهد أن الأحكام كلها ثابتة لنفسه وأن الحق سبب له لظهور الأحكام من العبد وهو نتيجة قرب النوافل .
هذا إن اعتبرت الذات الإلهية من حيث النسب والإضافات وهي اعتبار الذات مع جميع الصفات .
(ثم إن الذات لو تعرت عن هذه النسب لم تكن إلها) أي لم يظهر ألوهيته .
(وهذه النسب) أي الصفات الإلهية التي تثبت للحق كالخالق والرزاق وغير ذلك من الصفات الإضافية.
(أحدثتها أعياننا) أي أظهرت أعياننا الخارجية هذه الصفات .
(فنحن جعلناه بمالوهيتنا إلها) أي فنحن بعبوديتنا أظهرنا معبوديته كما أظهرنا بأعياننا الخارجية ألوهيته .
وهي اتصافه بجميع الصفات فإذن لم يكن ظهور الصفات إلا بوجودنا (فلا يعرف الحق من حيث الصفات .
(حتى نعرف) فيتوقف معرفة الحق من حيث الصفات إلى معرفة وجودنا كما توقف ظهور الصفات إلى وجودنا.
(قال عليه السلام: فمن عرف نفسه فقد عرف ربه) فقد ربط معرفة الرب إلى معرفة النفس .
""ففي الأثر: «من عرف نفسه فقد عرف ربه» .ذكره المناوي في التيسير بإسناد جيد وكذلك فى فتح القدير و ذكره على القاري فى مشكاة المصابيح.
قال الشيخ الأكبر محيي الدين: هذا الحديث «من عرف نفسه فقد عرف ربه» ؛ وإن لم يصح من طريق الرواية؛ فقد صح عندنا من طريق الكشف.أه
كذلك تؤكده صحته شواهده فى الآية :"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ" [فصلت : اية41 ] و الآية : " وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) الذاريات" فمن عرف نفسه فقد عرف ربه.""
(وهو أعلم الخلق بالله) فدل ذلك على أن الأمر كما قلناه فلا يعلم الحق من حيث إنه إله من غير نظر إلى العالم .
فلا تطلب أنت معرفة الحق من غير نظر إلى العالم لئلا تقع في الغلط .
(فإن بعض الحكماء) وهو أبو علي "الرئيس ابن سيناء الفيلسوف الطبيب"ومن تابعه (وأبا حامد) وهو الإمام الغزالي ومن تابعه (ادعوا أنه) والضمير للشأن .
(بعرف الله من غير نظر إلى العالم وهذا غلط نعم نعرف ذات قديمة أزلية) لا كلام ولا نزاع فيه وإنما كلامنا في أنه ( لا يعرف انها إله حتى يعرف المألوه فهو).
أي المألوه (الدليل عليه) أي على الإله فمن لم يعرف الدليل لم يعرف المدلول وأبو حامد نفي بذلك بقوله : يعرف الله من غير نظر إلى العالم .
وأما معرفة ذات قديمة أزلية فثابت عند الشيخ بدون النظر إلى العالم .
(ثم بعد هذا) أي بعد معرفتك الحق بالعالم وهذا أول مرتبة في العلم بالله لأنه استدلال من الأثر إلى المؤثر ولا توقف له على الكشف.
لذلك قال : (في ثاني حال يعطيك الكشف أن الحق نفسه كل عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته) فإن الاستدلال من الأثر إلى المؤثر يوصل إلى هذا الكشف على معنى أنه استدللنا بوجودنا الخارجي إلى أعياننا الثابتة.
لأنه أثرها و استدللنا بأعياننا على ألوهيته وهي صفات الله وأسمائه و استدللنا بأسمائه وصفاته على ذاته تمت مرتبة الاستدلال ثم يعطيك الكشف أن أعياننا الثابتة عين الصفات.
وأن الصفات عين الذات فكان الحق نفسه عین الدليل على نفسه وعلى ألوهيته .
فإذا كان الحق عين الدليل على نفسه كأن نفس الحق دليلا على نفسه وعلى ألوهيته لا العالم .
بل العالم مرآة لفيضانه الوجود فيه بالتجلي الاسمائی كالمرآة .
فإن المرآة ليست دليلا على وجود الرائي بان الدليل هو الصورة الحاصلة فيها من الرائي التي هي عين الرائي.فكان الرائي عين الدليل على نفسه.
قال الشيخ رضي الله عنه : (و) يعطيك (أن العالم ليس إلا تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها) في الخارج (بدونه).
أي بدون ذلك التجلي (و) بعطيله، الكشف (أنه) أي الحق (متنوع ويتصور) على البناء للفاعل (بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها وهذا) الكشف والذوق (بعد العلم به). أي بعد العلم والحكم منا أنه إله لنا.
ونحن تحت حكومته هذا نتيجة قرب الفرائض ويسمى مقام الجمع وفي هذا المقام يكون الحق ظاهرا والعبد مخفيا .
(ثم يأتي الكشف الآخر فيظهر صورنا فيه) أي في الحق .
(فيظهر بعضنا البعض في الحق) للمناسبة المقتضية للظهور .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيعرف بعضنا بعضا ويتميز بعضنا عن بعض) في الحق فظهر منه أن البعض لا يظهر ولا يعرف ولا يتميز عن بعض وهذا الكشف أعلى من الأول.
فإنه قرب النوافل ويسمى مقام الفرق بعد الجمع وجمع الجمع .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فمنا من يعرف أن في الحق وقعت هذه المعرفة لنا بنا) بظهور صورنا فيه .
(ومنا من يجهل الحضرة التي وقعت فيها هذه المعرفة بنا) فلا يحصل له هذه المعرفة .
لأن في الحضرة فرع المعرفة بنفس الحضرة ومن لم يعرف الحضرة لم تكن الحضرة مرآة ولم يظهر له الصور فيها حتى حصل المعرفة.
قال الشيخ رضي الله عنه : ("أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين") بالحضرة. ثم بين جمع المقامين الحاصلين عن الكشفين
بقوله: (و بالكشفين معا) يحصل لنا العلم. بان (ما بحكم) الحق (علينا إلا بنا)
بسبب طلبنا ذلك الحكم منه لكن يظهر ذلك الحكم فين هذا ناظر إلى الكشف الأول .
(لا) أي لا يحكم الحق بحكم من الأحكام علينا بنا.
(بل نحن نحكم علينا بنا) أي بل الحاكم علينا بنا نحن .
(ولكن) ذلك الحكم يظهر( فيه) أي مرآة الحق هذ ناظر إلى الكشف الثاني.
فمن جمع بينهما بحيث لا يحجب أحدهما عن الآخر فهو الواصل إلى درجة الكمال في رتب العلم بالله .
(ولذلك) أي ولأجل أن كون الحكم علينا منا لا من الله وإن الله ما فعل بنا إلا ما نحن نفعل بأنفسنا.
(قال الله تعالى: "قل فلله الحجة البالغة " [الأنعام: 149 ] بعني على المحجوبين)، الذين لم ينكشف لهم ما انكشف للعارفين في الدار الدنيا .
قال الشيخ رضي الله عنه : (إذا قالوا للحق لم فعلت بنا كذا وكذا مما لا يوافق أغراضهم فيكشف) الحق (لهم عن ساق) .
إشارة إلى قوله تعالى: ("يوم يكشف عن ساق" [القلم: 4۲].وساق الأمر أصله ونهايته.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهو) أي الكشف عن ساق في الآخرة (الأمر الذي كشفه العارفون هنا) وتحقق به (فيرون) المحجوبون عند كشف الحق لهم عن ساق الأمر( أن الحق ما فعل بهم إلا ما) أي الذي( ادعوه) في حال حجابهم (أنه) أي الحق.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فعله) أي فعل ما ادعوه وهو قولهم : لم فعلت بنا كذا وكذ (و) يرون أن ذلك الفعل الذي أسندوه للحق صدر (منهم) لا من الله.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإنه) أي الحق (ما علمهم إلا على ما هم عليه) وما فعلهم إلا ما علمه منهم (فتندحض) أي تبطل (حجتهم وتبقى الحجة الله) تعالى (البالغة) على المحجوبین. قال الشيخ رضي الله عنه : (فإن قلت: فما فائدة قوله تعالى: "لو شاء، لهداكم أجمعين " )[النحل: 9] .
يعني إذا كان الحكم علينا منا لا من الله فما معنى تعلق المشيئة إلى هداية الكل في قوله تعالی: "لو شاء، لهداكم أجمعين " [النحل: 9]
(قلنا) في بيان فائدة هذا الكلام (أن لو حرف امتناع لامتناع) أي حرف موضوع لامتناع الشيء لامتناع غيره.
فامتناع هداية الكل إنما كان لامتناع تعلق المشيئة إليه .
وإنما امتنع تعلق المشيئة إلى بداية الكل لأن تعلق المشيئة تابع لتعلق العلم والعلم تابع للمعلوم . فما علم الله إلا على ما هو الأمر عليه.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فما شاء إلا ما هو الأمر عليه) فلو كانت الأعيان الثابتة كلها طالبة من الله الهداية لقاء هداية الكل تهداهم كلهم فكانت هداية الكل ممتنعة في نفس الأمر لأنه لا مكان لها ولا تعلق للمشيئة بالممتنع وأما عند العقل فلا امتناع.
وإليه أشار بقوله: (ولكن عين الممكن) لإمكانه (قابل للشيء ونقيضه في حكم دليل العقل) فأمكن عند العقل هداية عين كل ممكن لأن العقل قاصر عن إدراك الشيء على ما هو عليه فجاز أن يكون الشيء الواحد ممتنعا في نفسه وممكنا عند العقل. (واي الحكمين المعقولين) من الهداية وعدمه
قال الشيخ رضي الله عنه : (وقع ذلك) الحكم المعقول (هو الذي كان عليه الممكن في حال ثبوته) فلا يمكن الهداية أي الإيمان بالرسل في استعداد كل أحد فلا يشاء إيمانه ولو أمكن إيمانه في نفسه يشاؤه فحصل له الإيمان.
ولما حقق الآية على التفسير شرع تأويلها وتطبيقها بما ذكر من حاصل الكشفين بقوله: (ومعنى لهديكم ليبين لكم) أجمعين ما هو الأمر عليه كما بين لبعضكم الاقتضاء استعداد ذلك البعض بيان الأمر على ما هو عنيه.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وما) أي ليس (كل ممكن من العالم فتح الله عين بصيرته لإدراك الأمر في نفسه على ما هو) الأمر (عليه) .
لأن منهم يقتضي ذلك الفتح فتح الله له ومنهم من يقتضي عدم الفتح فلم يفتح الله له (فمنهم العالم) حقيقة الأمر على ما هو عليه يفتح الله عين بصيرته .
قال الشيخ رضي الله عنه : (و) منهم (الجاهل) حقيقة الأمر على ما هو عليه بعدم فتح الله عين بصيرته فإذا لم يفتح عين بصيرة كل ممكن.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فما شاء) هداية الكل (فما هدیهم اجمعين ولا يشاء) أي ولا تعلق لمشيئته هداية الكل في الماضي والمستقبل .
(وكذلك) أي ولو شاء (أن يشاء) يعني إذا علق المشيئة بهداية الكل في الاستقبال بحرف إن (فهل يشاء هداية الكل أم لا)؟
استفهام إنكاري بل ما يشاء هداية الكل بعين ما مر في ولو شاء في السؤال والجواب غابته أن لو شاء ما لم يكن.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وهذا) أي وإن يشاء (ما لا يكون فمشيئته أحدية التعلق) أي مشيئة الله تعالى واحدة متعلقة بالأشياء على حسبة علمه.
(وهي) أي المشيئة (نسبة تابعة للعلم) لأن ما لم يعلم لا يمكن تعلق المشيئة به (والعلم نسبة نابعة للمعلوم والمعلوم أنت) كناية عن جميع الأعيان.
(وأحوالك فليس للعلم أثر للمعلوم) أي وليس لعلم الحق أثر للمعلوم حتى ينبع المعلوم لعلم الله تعالی فكان المعلوم تابعة لمشيئته وليس كذلك .
(بل للمعلوم أثر) أي حكم (في العلم فيعطيه) أي فيعطي المعلوم العالم (من نفسه) أي من نفس المعلوم .
قال الشيخ رضي الله عنه : (ما هو عليه في عينه وإنما ورد الخطاب الإلهي بحسب ما تواطأ عليه المخاطبون و) بحسب (ما أعطاه النظر العقلي) لاشتراك المخاطبين كلهم في النظر العقلي.
(ما ورد الخطاب على) حسب (ما يعطيه الكشف) وإلا لفات نصيب أرباب العقول من الخطاب الإلهي لعدم وفاء استعدادهم بذلك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (ولذلك) أي و لورود الخطاب على حسب إدراك أرباب العقول (كثر المؤمنون وقل العارفون أصحاب الكشوف) لأن أصحاب الكشوف أقل من أرباب العقول فإذا ورد الخطاب على حسب إدراك العقلاء كثر المؤمنون وقل العارفون لعدم ورود الخطاب على ما يعطيه الكشف.
(وما) أحد ("منا إلا له مقام معلوم" ) في علم الله تعالى لا يتعداه في العلم .
فعلم بعضنا بنظر العقل ولا يتعدى عن حكم العقل.
وعلم بعضنا بالكشف والاطلاع على سير القدر ولا يتعدى عن حكومة سر القدر.
(وهو) أي المقام المعلوم لك (ما كنت) متصف (به في ثبوتك) في علم الله .
(ظهرت) منصف (به في وجودك) الخارجي (هذا) أي كون المقام بهذا المعنى.
قال الشيخ رضي الله عنه : (أن ثبت أن لك وجودا فإن ثبت أن الوجود للحق لا لك . فالحكم لك بلا شك في وجود الحق) أي فإن كنت معدوما باقيا في حال عدمك والظاهر الحق في مرآة وجودك فأنت تحكم على الله بما في عينك في وجود الحق.
(وإن ثبت أنك الموجود) هذا هو القسم الأول أورده لبيان أحكامه .
(فالحكم لك بلا شك) أي إن كنت موجودة في مرآة الحق فأنت تحكم عليك بك في وجودك .
(وإن كان الحاكم) عليك في ذلك المقام (الحق فليس له إلا إفاضة الوجود عليك).
أي فليس للحق من الحكم عليك إلا إفاضة الرجود عليك فقط لا غير وما عدا ذلك كله لك عليك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (والحكم لك عليك) على كلا التقديرين غير إفاضة الوجود وذلك أيضا من طلبك من الله ولولا طلبك لما أفاضه فإذا كان رجوع الحكم منك إليك .
(فلا يحمد) عند ورود الحكم الملائم لطبعك إلا نفسك ولا تذم) عند ورود الحكم الغير الملائم لطبعك (إلا نفسك) فما حمدك وذمك إلا نفسك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (وما يبقى للحق) من الحمد (إلا حمد إفاضة الوجود) وبذلك تفرق الرب من العبد
(لأن ذلك له لا لك) بل هو أيضا يحصل لك من الله بطلب عينك فإذا كان الأمر على ما قلناه .
قال رضي الله عنه : فأنت غذاؤه بالأحكام، ... و هو غذاؤك بالوجود.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فانت غذاؤه) أي غذاء الحق (بالأحكام) هذا ناظر إلى أن الوجود للحق ظهر في مرآة العبد .
(وهو) أي الحق (غذاؤك بالوجود) هذا ناظر إلى أن الوجود للخلق لكنه ظهر في مرآة الحق فإذا كنت غذاؤه بالأحكام وهو غذاؤك بالوجود.
(فتعين عليه) من الأحكام (ما تعین عليك) في حال ثبوتك (فالأمر منه إليك) بالوجود (ومنك إليه) بالأحكام .
قال الشيخ رضي الله عنه : (غير أنك تسمی مكلفا وما كلفك) الحق (إلا بما قلت له كلفني بحالك وبما أنت عليه) أي وما كلفك الحق بحالك وما كلفك بما أنت عليه.
إلا بسبب قولك له : كلفني بحالي وبما أنا عليه فكان التكليف من وجهك من وجه فبحالك يتعلق بكلفك .
وبما أنت عليه معطوف على بحالك على ما ذهب إليه بعض الشراح والأولى أن يتعلق بحالك .
قال الشيخ رضي الله عنه : بقوله : كلفني (ولا يسمى) الحق (مكلفا اسم مفعول) لعدم القول منه لك بكلفني لأنه موجود بذاته مفيض للوجود عليك لأنه لا يجيء هذا القول إلا من استفاض عن غيره لذلك لا يسمی مكلف بل يسمى مكلفا اسم فاعل.
ولما بين المقامين وهما أن يكون الحق ظاهرا أو العبد باطنا وأن يكون العبد ظاهرا والحق باطنا.
أدرج نتائج المذكورات مع المعاملات والمجازات بين الحق والعبد في الأبيات تسهيلا للطالبين .
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : شعر:
(فيحمدني و أحمده ... و يعبدني و أعبده
ففي حال أقر به ... و في الأعيان أجحده
فيعرفني و أنكره ... و أعرفه فأشهده
فأنى بالغنى و أنا ... أساعده فأسعده؟
لذاك الحق أوجدني ... فأعلمه فأوجده
بذا جاء الحديث لنا ... و حقق في مقصده )
قال الشيخ رضي الله عنه : (فيحمدني) على إظهاري إياه أسماؤه وصفاته وأحكامه لأن أحكامه تربي بي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر.
(واحمده) على إفاضة الوجود على الأن وجودي وجميع أحكامي تربي به مذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن وكذلك.
قال الشيخ رضي الله عنه : (ويعبدني) فإني مرب لأحكامه فكان مربوبي من حيث ظهور أحكامه بي هذ ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر.
قال الشيخ رضي الله عنه : (واعبده) فإني مربوب له من حيث الوجود والأحكام هذا ناظر إلى أن الحق باطن والعبد ظاهر.
وليس المراد بعبادة الحق عبادة تكليف شرعي فإنه محال على الله بان المراد بیان وجود معنى الربوبية والعبودية من الطرفين .
فلا أساء الأدب في المعنى بل في اللفظ فترك الأدب لضيق العبارة وهو من دأبهم وإلا لزم ترك ما وجب عليه إظهاره في هذا المقام وهو معنى من المعاني المعلومة عن الكشف الإلهي الذي لا يمكن التعبير عنه إلا بهذه العبارة .
بل استعمال هذه الألفاظ في هذه المعاني في حق الحق بإذن الله تعالى ونظرهم في الألفاظ إلى معنى اللغة وما يناسبها .
فإن بين الربوبية والعبودية مناسبة في المعنى اللغوي وقد أشار إليه في الأبيات الأخرى.
العبد رب والرب عبد، هذا إن كان العبد باطنا والرب ظاهرا فجمع العبودية والربوبية.
يا ليت شعري من المكلف، من هذا الوجه وقد بينا لك وجه التكليف.
"" حديث مسلم عن أنس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامه ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح " صحيح مسلم ""
قال الشيخ رضي الله عنه : (ففي حال) أي في ظهور الحق وبطوني. (أقر به) أي بالحق (وفي الأعيان) أي في حال ظهوري وبطونه عني.
قال الشيخ رضي الله عنه : (اجحده فيعرفني) في الأعيان وأنكره فيها لعدم علمي به في الأعيان الظهور الأعيان في مرآة الحق فكان هو مختفيا بالأكوان.
فكان قوله وأنكره ناظر إلى قوله :
اجحده (واعرفه) في حال ظهوره و بطوني (فاشهده) أي أقر به في الحال لأن المعرفة تقتضي الإقرار والشهادة كما أن عدم المعرفة تقتضي الإنكار.
قال الشيخ رضي الله عنه : (فإني بالغني) غني من جميع الوجوه (و) الحال (انا اساعده) بإظهار أحكامه وكمالاته على حسب استعدادي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظامر.
(وأسعده) بإظهار وجودي وكمالاتي فيه هذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن.
(لذلك) أي لأجل إسعادي إياه (الحق أوجدني) أي جعلني موجودة وأثبت الوجود لي هذا ناظر إلى أن العبد ظاهر والحق باطن .
قال الشيخ رضي الله عنه : (فأعلمه) بهذا الوجود نفس متكلم من الثلاثي (فأوجده) أي أثبت إنما هذا الوجود له كما أثبت هولي هذا ناظر إلى أن العبد باطن والحق ظاهر وهذا مجازات بين الرب والعبد.
(بنا) أي بالذي قلت (جاء الحديث) الإلهي (النا) فهو قوله فخلقت الخلق لأعرف (وحقق) على البناء للمفعول من التفعيل (في) مشددة متكلم (مقصده) بمعنى المقصود و المطلوب وهو العبادة والمعرفة .
ثم رجع إلى بيان أحكام الخليل عليه السلام التي لم يبين فقال:
(ولما كان للخليل عليه السلام هذه المرتبة التي بها سمي خليلا) وهي التخلل بين طرفي الحق والعبد .
قال الشيخ رضي الله عنه : (لذلك) أي لأجل ذلك المرتبة (سن الخليل القرى) أي الضيافة (و) لأجل هذه المرتبة له (جعله ابن مسرة) بتشديد الراء المهملة وهو من كبار أهل الطريقة.
(مع میكائیل للأرزاق) أي قال ابن مسرة ميكائيل وإبراهيم للأرزاق أي مؤكلان له (وبالأرزاق يكون تغذي المرزوقين فإذا تخلل الرزق ذات المرزوق بحيث لا يبقى فيه) .
أي في أجزاء المرزوق (شيء إلا تخلله) أي تختل الرزق ذلك (فإن الغذاء يسري في جميع أجزاء المتغذي كلها) .
فوجب للخليل بهذه المركبة أن يسري الحق (وما هنالك) أي وليس في الحق (أجزاء) إذا لا جزاء مجال عليه بل فيه أسماء و صفات (فلا بد أن يتخلل جميع المقامات الإلهية المعبر عنها) كله (بالأسماء فتظهر بها) أي بالأسماء (ذاته جل وعلا) قوله : فإذا الشرط وجوابه فلا بد فإذا كان الأمر .
قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ما قلناه شعر:
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لن
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بن
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأن
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إن
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
(فنحن له) كم (تثبت أدلتنا) في إظهار أحكامه وكمالاته.
هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل هو العبد والمتخلل أسم مفعول هو الحق فكان العبد غذاء للحق.
(ونحن لنا) لإظهار وجودنا وأحكامنا في الحق هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل وهو الحق والمتخلل أسم مفعول هو العبد فكان الحق غذاء للعبد .



قال الشيخ الأكبر رضي الله عنه : ما قلناه شعر:
فنحن له كما ثبتت ... أدلتنا ونحن لنا
وليس له سوى كوني ... فنحن له كنحن بنا
فلي وجهان هو وأنا ... و ليس له أنا بأنا
ولكن في مظهره ... فنحن له كمثل إنا
و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل.)
(فنحن له) كم (تثبت أدلتنا) في إظهار أحكامه وكمالاته.
هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل هو العبد والمتخلل أسم مفعول هو الحق فكان العبد غذاء للحق.
(ونحن لنا) لإظهار وجودنا وأحكامنا في الحق هذا ناظر إلى أن المتخلل اسم فاعل وهو الحق والمتخلل أسم مفعول هو العبد فكان الحق غذاء للعبد .
(وليس له سوى كوني) أي ليس الحق حکم سوی فیض الوجود علي في كوننا لنا هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فكان الحي غذية العبد.
(فنحن له) هذا ناظر إلى تخلل العبد وجود الحق فكان العبد غذاء اللحن .
(كنحن بنا) والباء في بنا بمعنى اللام هذا ناظر إلى تخلل الحق وجود العبد فكان الحق غذاء للعبد.
فمعناه كما أن الوجود في مقام نحن له للحق لا لنا وهو مقام كون العبد باطنة والحق ظاهرا.
كذلك في مقام نحن لنا وهو مقام كون الحق باطنا والعبد ظاهرا والوجود للحق لا لنا.
وبهذا المعنى صرح بقوله : (وليس له سوی کوني) فأثبت أن الوجود له
في هذا المقام أيضا فإذا ثبت في حقنا نحن له ونحن لنا .
(فلي وجهان هو) فمن هذا الوجه كنا نحن له ومن هذا الوجه لا تعين لنا لأن الثعین تابع للوجود والوجود للحق لا لنا .
(إنا) فمن هذا الوجه كنا نحن لنا فكان الحق عيننا بإفاضة الوجود علينا فنحن لنا لكونه نحن لنا وأما أنینه وهي به لا بنا فصار تعیننا بسبب الحق .
(وليس له انا بانا) يعني ليس تعين الحق بسبينا لأن التعين لما كان تابعة للوجود وكان وجوده تعالى لذاته وعين ذاته كان تعينه لذاته فلا يمكن المجازاة في هذا الوجه فلا يتعين بتعيننا .
(ولكن في) بتشديد الياء (مظهره). وفي قوله ني دون قوله أنا إشارة إلى أن المظهر للحق في الحقيقة ليس الهيكل المحسوس الصوري بل المظهر هو مدير هذا الهيكل وملكوته .
(فنحن له كمثل أنا) أي كالظروف وقد أشار إلى عدم الحلول وكمال الامتياز عنا بقوله: ولكن في مظهره فنحن له كمثل أنا.

("والله يقول الحق وهو يهدي السبيل").
.


GszkXUr9xtg

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!