موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تعليقات أبو العلا عفيفي
على فصوص الحكم

تأليف: د. أبو العلا عفيفي

فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية

[نسخة أخرى فيها المتن مع التعليقات والمقدمات]
  السابق

المحتويات

التالي  

فص حكمة جلالية في كلمة يحيوية


20 - فص حكمة جلالية في كلمة يحياوية .كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي مع تعليقات د. أبو العلا عفيفي

تعليقات د. أبو العلا عفيفي على كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي
الفص العشرون حكمة جلالية في كلمة يحياوية
(1) حكمة جلالية في كلمة يحياوية
(1) ليس في هذا الفص شيء كثير يستحق الشرح أو التعليق، وهو فص قصير جدا إذا قيس بغيره ويكاد المؤلف يقصر أكبر جزء فيه على شروح تافهة لإسم «يحيى» المشتق من الحياة.
ولا يبدو سبب ظاهر لنسبة الحكمة الجلالية إلى يحيى، ولكن شراح الفصوص- متبعين في ذلك القاشاني- يعللون هذه النسبة بأن يحيى كان المظهر الخارجي للصفات الإلهية المعروفة بصفات الجلال.
ومن عادة رجال التصوف أن يقسموا الصفات الإلهية إلى قسمين:
صفات الجمال مثل صفة الرحمة والحب والمغفرة وغير ذلك،
وصفات الجلال مثل صفة القهر والانتقام والكبرياء وغيرها.
فشراح الفصوص يذهبون إلى أن يحيى كان رجلا غلب عليه الحزن والقبض والخشية والورع والتقى إلى غير ذلك من الصفات التي تعكس صفات الجلال الإلهي، ويروون عنه أنه لقي عيسى مرة فعاتبه حين ضحك قائلا له: «كأنك قد آمنت مكر الله وعذابه»
فأجابه عيسى عليه السلام: «كأنك قد آيست من فضل الله ورحمته».
فالفرق بين الرجلين يوضح في الاصطلاح الصوفي الفرق بين صفات الجلال التي ظهرت في أكمل مظاهرها في صورة يحيى، وصفات الجمال التي ظهرت في أكمل مظاهرها في صورة عيسى.
(2) «وإن كان قول الروح «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا» أكمل في الاتحاد، فهذا أكمل في الاتحاد والاعتقاد وأرفع للتأويلات».
(2) يقارن المؤلف هنا بين آيتين وردتا في حق كل من يحيى وعيسى: أي بين قول عيسى عليه السلام: «والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا»
وبين قول الله مشيرا إلى يحيى: «وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا» فالفرق بين الحالتين أن المتكلم في الحالة الأولى هو المسيح نفسه. وفي الثانية المتكلم الله.
ومن هنا كان قول الله في يحيى أكمل في الاعتقاد وأرفع للتأويلات عن قول عيسى الذي تكلم به في المهد.
أي أن ما ورد في حق يحيى لم يحدث تبلبلا في الاعتقاد ولا خلافا في الرأي كما حدث في أمر عيسى في تفسير ما نطق به.
ولكن للمسألة مغزى صوفيا آخر يرمي إليه المؤلف، فإن المراد بالسلام الوارد في الآيتين هو أمن النفس وطمأنينتها، وهذا قد وهبه الله لكل من يحيى وعيسى يوم ولدا: أي يوم بدءا في سفرهما الروحي إلى الله، كما وهبه لهما يوم ماتا أي عند انتهاء هذا السفر، وفي يوم بعثا إلى الحياة مرة أخرى أي في اللحظة التي حققا فيها وحدتهما الذاتية مع الحق.
فالمراد بالبعث هنا البعث الروحي، وهو في اصطلاح مؤلفنا التحقق بوحدة الوجود.
أما إن آية يحيى أكمل في الإشارة إلى الاتحاد فراجع إلى أن عيسى تكلم عن نفسه في قوله: «والسلام علي يوم ولدت» إلخ فأثبت لنفسه وجودا إلى جانب وجود الحق، وهذا أدخل في الثنوية وأبعد عن الاتحاد، بخلاف الحال في آية يحيى التي كان المتكلم فيه
هو الحق نفسه: والحق هو الوجود الكلي أو هو وحدة الوجود.
.

Y7aNc9FJrT0

  السابق

المحتويات

التالي  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب فصوص الحكم وشروحاته

مطالعة هذه الشروحات والتعليقات على كتاب الفصوص


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!