موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

وهنا قصائد ترجمان الأشواق دون شرح

 

 


57- القصيدة السابعة والخمسين وهي ثمانية أبيات من البحر الطويل

وقال رضي الله عنه:

1

أَلَا يَا نَسِيمَ الرِّيحِ بَلِّغْ مَهَا نَجْدِ

***

بِأَنِّي عَلَى مَا تَعْلَمُونَ مِنَ الْعَهْدِ

2

وَقُلْ لِفَتَاة الْحَيِّ مَوْعِدُنَا الْحِمَى

***

غُدَيَّة يَوْمِ السَّبْتِ عِنْدَ رُبَا نَجْدِ

3

عَلَى الرَّبْوَة الْحَمْرَاءِ مِنْ جَانِبِ الضَّوَى،

***

وَعَنْ أيْمَنِ الْأَفْلَاجِ وَالْعَلَمِ الْفَرْدِ

4

فَإِنْ كَانَ حَقًّا مَا تَقُولُ وَعِنْدَهَ

***

إِلَيَّ مِنَ الشَّوْقِ المُبَرِّحِ مَا عِنْدِي

5

إِلَيْهَا، فَفِي حَرِّ الظَّهِيرَة نَلتَقِي

***

بِخَيْمَتِهَا سِرَّا عَلَى أَصْدَقِ الْوَعْدِ

6

فَتُلْقِي وَنُلْقِي مَا نُلَاقِي مِنَ الْهَوَى

***

وَمِنْ شِدَّة الْبَلْوَى وَمِنْ أَلَمِ الْوَجْدِ

7

أَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ، أَبُشْـرَى مَنَامَة،

***

أَنُطْقُ زَمَانٍ كَانَ فِي نُطْقِهِ سَعْدِي

8

لَعَلَّ الَّذِي سَاقَ الْأَمَانِي يَسُوقُهَ

***

عَيَاناً فَيُهْدِي رَوْضُهَا لِي جَنَى الْوَرْدِ

شرح الأبيات الأول والثاني والثالث:

1

أَلَا يَا نَسِيمَ الرِّيحِ بَلِّغْ مَهَا نَجْدِ

***

بِأَنِّي عَلَى مَا تَعْلَمُونَ مِنَ الْعَهْدِ

2

وَقُلْ لِفَتَاة الْحَيِّ مَوْعِدُنَا الْحِمَى

***

غُدَيَّة يَوْمِ السَّبْتِ عِنْدَ رُبَا نَجْدِ

3

عَلَى الرَّبْوَة الْحَمْرَاءِ مِنْ جَانِبِ الضَّوَى،

***

وَعَنْ أيْمَنِ الْأَفْلَاجِ وَالْعَلَمِ الْفَرْدِ

يخاطب الرقيقة الروحانية، التي يتخذها العارفون سفيراً بينهم وبين م يريدونه، وقوله (لها): "بلِّغ مها نجد"، الأرواح العلوية، "بأنِّي على ما" فارقتُهُم عليه - "من العهد" - في وقت انفصالي عنهم، وحبسي في هذا الهيكل الطبيعي.

وقوله: "قل لفتاة الحيّ"، يريد الروح المناسب له من هذه الأرواح خاصة، وقوله (لها): "موعدنا الحمى"، يريد حجاب العزة في مشهدٍ من المشاهد، أو عند انفصاله من تدبير هذا الجسم بالموت. وأما قوله "غدية": أول زمان التجلي، وجعله يوم السبت لأنه يوم الراحة والفراغ من الخلق، كما ورد في الخبر، "عند ربا نجد"، يريد المقام العالي.

وقوله "على الربوة الحمراء": مقام الجمال، لأنّ الذين قسموا الألوان يقولون: لون الحمرة أجمل، وقوله "من جانب الضّوى": العالي من المراتب، و"عن أيمن الأفلاج": موطن السرور، و"العَلَم الفرد": حضرة الفردانية، التي هي دون الأحديَّة.

شرح البيتين الرابع والخامس:

4

فَإِنْ كَانَ حَقًّا مَا تَقُولُ وَعِنْدَهَ

***

إِلَيَّ مِنَ الشَّوْقِ المُبَرِّحِ مَا عِنْدِي

5

إِلَيْهَا، فَفِي حَرِّ الظَّهِيرَة نَلتَقِي

***

بِخَيْمَتِهَا سِرَّا عَلَى أَصْدَقِ الْوَعْدِ

يقول: هذه الحقيقة الروحانية المناسبة له من ذلك العالَم، الناظرةِ إليه، "إن كان حقًّا ما تقول" في طلبك إيَّانا، وعندك من الشوق إلى ذلك مثل الذي عندن إليك، فعند الاستواء، الذي هو عدم الميل، وهو وقت حصول الشمس في الموقف، فيكون نِسبَتُها إلى كلِّ شيءٍ على السواء، كالنقطة من المحيط. و"خيمتها": المقام الذي أقوم فيه فينزلها عليّ، أوينزلني عليها، على حسب الحال الحاكم في الوقت.

وقوله: "سرا"؛ يريد مقام الكتم، مع ضرب من الالتحام عند الاجتماع، وقوله "على أصدق الوعد": يريد وعد المناسبة والحال، فإنه أصدق من وعد المقال.

شرح الأبيات السادس والسابع والثامن:

ثم قال:

6

فَتُلْقِي وَنُلْقِي مَا نُلَاقِي مِنَ الْهَوَى

***

وَمِنْ شِدَّة الْبَلْوَى وَمِنْ أَلَمِ الْوَجْدِ

7

أَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ، أَبُشْـرَى مَنَامَة،

***

أَنُطْقُ زَمَانٍ كَانَ فِي نُطْقِهِ سَعْدِي

8

لَعَلَّ الَّذِي سَاقَ الْأَمَانِي يَسُوقُهَ

***

عَيَاناً فَيُهْدِي رَوْضُهَا لِي جَنَى الْوَرْدِ

يقول: "فتُلقي" إليّ و"نُلقي" إليها، كلُّ واحدٍ مما عنده مما يحتاج فيه إليه، وذَكَر شدة الاختبار، فإنّ الحقَّ جعل هذا تمحيصٌ لعباده، فقال (تعالى): ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك: 2]، وقال (تعالى): ﴿لَنَبْلُوَنَّكُمْ﴾ [البقرة: 155، محمد: 31] وقوله: " أَأَضْغَاثُ أَحْلَامٍ"، يقول عن هذا الاجتماع: مع حبسي في هذا الهيكل المظلم، م أظن يتصور على حسب ما أريد، وما ينبغي، إلا بانقطاع العلاقة مِن جميع الوجوه، وقطعُ العلاقة عن الجسم والجسد في حقِّ هذا الروح الجزئي محال، لأنه أصله، وعنه ظهر، فقوَّتُه فيه، بخلاف الملأ الأعلى.

وقوله "أبشرى منامة"، يقول: أَوَحيٌ نبوي، أو لسانُ الزمان، وهو القال، وذلك لعزَّة هذا الاجتماع، يقول: كأنه محالٌ وقوعه، وإنما هذا - والله أعلَمُ - لسانُ الزمان نطق به، أو مبشِّرة، أو أضغاث أحلام، أي لا حقيقة لها. ثم قال: لعل هذا يكون كلمة وافقت قدراً. وقوله: "فيهدي روضها لي جنى الورد"، يشير إلى ما يحصل له من الذوق؛ فعبَّرَ عنه بالجنى.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!