موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

وهنا قصائد ترجمان الأشواق دون شرح

 

 


20- القصيدة العشرين وهي خمس وعشرون بيتاً من البحر الخفيف

وقال رضي الله عنه:

1

مَرَضِي مِنْ مَرِيضَة الْأَجَفَانِ

***

عَلِّلَانِي بِذِكْرِهَا عَلِّلَانِي

2

هَفَتِ الْوُرْقُ بِالرِّيَاضِ وَنَاحَتْ،

***

شَجْوُ هٰذَا الْحَمَامِ مِمَّا شَجَانِي

3

بِأَبِي طَفْلَة لَعُوبٌ تَهَادَى

***

مِنْ بَنَاتِ الْخُدُورِ بَيْنَ الْغَوَانِي

4

طَلَعَتْ فِي الْخِيَامِ شَمْساً، فَلَمَّ

***

أَفَلَتْ أَشْرَقَتْ بِأُفْقِ جِنَانِي

5

يَا طُلُولاً بِرَامَة دَارِسَاتٍ،

***

كَمْ رَأَتْ مِنْ كَوَاعِبٍ وَحِسَانِ

6

بَأَبِي ثُمَّ بِي غَزَالٌ رَبِيبٌ

***

يَرْتَعِي بَيْنَ أَضْلُعِي فِي أَمَانِ

7

مَا عَلَيْهِ مِنْ نَارِهَا، فَهو نُورٌ،

***

هٰكَذَا النُّورُ مُخْمِدُ النِّيرَانِ

8

يَا خَلِيلَيَّ عَرِّجَا بِعِنَانِي،

***

لِأَرَى رَسْمَ دَارِهَا بِعِيَانِي

9

فَإَذَا مَا بَلَغْتُمَا الدَّارَ حُطَّا،

***

وَبِهَا صَاحِبَايَ فَلْتَبْكِيَانِي

10

وَقِفَا بِي عَلى الطُّلُولِ قَلِيلاً،

***

نَتَبَاكى، بَلْ أَبْكِي مِمَّا دَهَانِي

11

الْهَوَى رَاشِقِي بِغَيْرِ سِهَامٍ،

***

الْهَوَى قَاتِلِي بِغَيْرِ سِنَانِ

12

عَرِّفَانِي إِذَا بَكَيْتُ لَدَيْهَا،

***

تُسْعِدَانِي عَلى الْبُكَا تُسْعِدَانِي

13

وَاذْكُرَا لِي حَدِيثَ هِنْدٍ وَلُبْنَى

***

وَسُلَيْمَى وَزَيْنَبٍ وَعِنَانِ

14

ثُمَّ زِيدَا مِنْ حَاجِرٍ وَزَرُودٍ

***

خَبَراً عَنْ مَرَاتِعِ الْغِزْلَانِ

15

وَانْدُبَانِي بِشْعْرِ قَيْسٍ وَلَيْلَى،

***

وَبِمَيٍّ، وَالمُبْتَلَى غَيْلَانِ

16

طَالَ شَوْقِي لِطَفْلَة ذَاتِ نَثْرٍ

***

وَنِظَامٍ وَمِنْبَرٍ وَبَيَانِ

17

مِنْ بَنَاتِ المُلُوكِ مِنْ دَارِ فُرْسٍ،

***

مِنْ أَجَلِّ الْبِلَادِ مِنْ أَصْبَهَانِ

18

هِيَ بِنْتُ الْعِرَاقِ بِنْتُ إِمَامِي،

***

وَأَنَا ضِدُّهَا سَلِيلُ يَمَانِي

19

هَلْ رَأَيْتُمْ، يَا سَادَتِي، أو سَمِعْتُمْ

***

أَنَّ ضِدَّيْنِ قَطُّ يَجْتَمِعَانِ

20

لَوْ تَرَانَا بِرَامَة نَتَعَاطَى

***

أَكْؤُساً لِلْهَوى بِغَيْرِ بَنَانِ

21

وَالْهَوَى بَيْنَنَا يَسُوقُ حَدِيثاً

***

طَيِّباً مُطْرِباً بِغَيْرِ لِسَانِ

22

لَرَأَيْتُمْ مَا يَذْهَبُ الْعَقْلُ فِيهِ

***

يَمَنٌ وَالْعِرَاقُ مُعْتَنِقَانِ

23

كَذَبَ الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ قَبْلِي:

***

وَبِأَحْجَارِ عَقْلِهِ قَدْ رَمَانِي

24

أَيُّهَا المُنْكِحُ الثَّرَيَّا سُهَيْلاً!

***

عَمْرَكَ اللهُ كَيْفَ يَلْتَقِيَانِ

25

هِيَ شَامِيَّة، إِذَا مَا اسْتَهَلَّتْ

***

وَسُهَيْلٌ، إِذَا اسْتَهَلَّ يَمَانِي

شرح البيت الأول:

1

مَرَضِي مِنْ مَرِيضَة الْأَجَفَانِ

***

عَلِّلَانِي بِذِكْرِهَا عَلِّلَانِي

المرض: الميل، يقول: لَمَّا مالت عيون الحضرة، المطلوبة للعارفين من جانب الحق سبحانه، بالرحمة والتلطف إلينا، أمالت قلبي بالتعشق إليها؛ فإنها لَمَّا تنزهت جلالاً، وعلت قدرا، وسمت جبروتا وكِبرا، لم يتمكن أن تُعرف فَتُحب، فتنزلت بالألطاف الخفية إلى قلوب العارفين بقوله: «(مَا وَسِعَنِي أَرْضِي وَلا سَمَائِي) وَوَسِعَنِي قَلْبُ عَبْدِي الْمُؤْمِن» [القصيدة الثانية: البيت السابع]، (وهو) ضرب من التجلي، تعلَّق القلب عند ذلك، فكان الحبُّ، وكان الميل الدائم، وهو المرض المحمود.

وقوله "علّلاني بذكرها": لما ذَكر المرض طلب التعلُّل، وما بأيدي الكون منه إلا الذكر، فإنَّ ضبطه وتحصيله محال، فطلبَ ما يجوز له طلبه، وهو الذكر، كم قال (تعالى): ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾ [البقرة: 152]، وثنّى: يريد ذكراً بلسان الغيب وذكراً بلسان الشهادة، وكرَّر التعليل بالتثنية، يقول: اذكراه لي، بذكري له، وبذكره إيَّاي، وهو حالة فناء العبد عن ذكر ربه، بذكره لذكره بربِّه بلسان عبده، كما قال عليه السلام في الرفع من الركوع: «إِنَّ اللهَ قَالَ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» [(«... عَلَى لِسَانِ نَبِيِّه ...») مسلم: 404].

شرح البيت الثاني:

2

هَفَتِ الْوُرْقُ بِالرِّيَاضِ وَنَاحَتْ،

***

شَجْوُ هٰذَا الْحَمَامِ مِمَّا شَجَانِي

يقول "هفت": تحركت، "وناحت": ندبت على المقابلة، و"الشجو": الحزن. يقول: تحركت الأرواح البرزخية بالرياض، يريد رياض المعارف، وناحت، (أي) ندبت نفسها حيث لم تخلص بذاتها لجنابالأرواح، المسرَّحة عن التقييد بهذا الهيكل الذاتي، في فسحات الأطباق العلى مع الملأ الأعلى، فقابلت ندبا مني ما يناسبها من اللطيفة الممتزجة، فأحزنها الذي أحزنني،للمشاكلة التي بينهما.

شرح البيت الثالث:

ثم قال:

3

بِأَبِي طَفْلَة لَعُوبٌ تَهَادَى

***

مِنْ بَنَاتِ الْخُدُورِ بَيْنَ الْغَوَانِي

"الطفلة": الناعمة، والإشارة بها إلى الطفولية، وهو حدوث عهدها بوجودها للحق لا لنفسها، و"اللعوب": التي يكثر منها اللعب، يريد أنها متحببة، لا همَّ لها، مسرورة لقربها من مشهدها الأقدم، و"الغواني": ذوات الأزواج،وهيبينهم بكرٌ لم يطمثها إنس قبل هذه المعارف ولا جان (إشارة إلى الآية 56 أو الآية 74 من سورة الرحمن)، أي مُستَتِرة، يقول: ما التذَّ بها عالَم الغيب ولا عالَم الشهادة؛ الإشارة الى حكمة علوية إلهية ذاتية أقدسية مشهودة لهذا القائل، ليِّنة، تورث السرور والابتهاج والطرب والفرح لمن قامت به؛ فهي اللعوب. "تهادى": أراد "تتهادى" بين حِكم إلهية ولطائف قد تحقق بها العارفون الذين سبقوا لهذا العارف بالوجود، وجعلها من بنات الخدور، يشير إلى أنها كانت خلف حجاب الصون والحفظ والغيرة في سيرها من الحضرة الإلهية لقلب هذا العارف في المنازل العلوية حتى تصل إليه، وبهذا كنّى عن ذلك بالخدور، وهي الهوادج، ولا تكون الظعينة في سِتر الهودج إلاّ في الرحيل، فإذا نزلوا كنّ ﴿مَّقْصُورَات فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: 72].

شرح البيت الرابع:

4

طَلَعَتْ فِي الْخِيَامِ شَمْساً، فَلَمَّ

***

أَفَلَتْ أَشْرَقَتْ بِأُفْقِ جِنَانِي

يشير إلى قوله عليه السلام: «تَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ الشَّمْسَ فِي الظَّهِيرَةِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ» [مسلم: 183]، يقول: "طلعت"، هذه المتغزَّل فيها، في عالم الملك والشهادة من الاسم الظاهر الكبير المتعال، فأعطت في هذا التجلي ما تُعطي الشمس في عالم الأركان من الأثر المعنوي والحِسِّي، إلى أن انتهت بالسير نصف دائرة العالم، ثم "غربت" عن الملك والشهادة، وكان غروبها شروقا في عالم الغيب والملكوت، وبذلك كنّى عنه بالجِنان، من السِّتْر، ولم يُكنِّ عنه بالقلب تحرُّزا من التقليب والتلوين في هذا المقام، وذكر الأفق من أجل الاعتدال، وأنّ الإنسان بما تعطيه نشأته لا يبقى عند نظره على حالة اعتداله إلا بالنظر لما يواجهه من قلبه، وهو الأفق، فمتى رام أن ينظر إلى غير الأفق خرج عن الاعتدال، فلهذا قال: "بأفق جِناني".

شرح البيت الخامس:

5

يَا طُلُولاً بِرَامَة دَارِسَاتٍ،

***

كَمْ رَأَتْ مِنْ كَوَاعِبٍ وَحِسَانِ

أراد بـ"الطلول": القوى الجثمانيات منه، وأراد بـ"رامة": من رام يروم، وهي المحاولة، وهذا هو النداء المنكر، يقول: أيتها القوى كم تحاولين تحصيل ما لا يمكن تحصيله وأنتِ محلَّ التغيير والتلوين من حال إلى حال، فإنّ "الدارس" هو المتغير. ثم أخذ ينبهها بما رأت قبل ذلك مما أفناها وسحقها ومحقها، من الحِكم الإلهية واللطائف والإشارات العلوية. و"الكاعب": التي صار ثديها كالكعب، وهو أول شباب الجارية، والإشارة إلى ثديَي هذه الحكمة، لأنها تحمل اللبن، الذي هو الفطرة؛ مشروب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة معراجه [كنز العمال: 31846]، وبين ثدييه صلى الله عليه وسلم وَجَد برد الأنامل فعلم علم الأولين والآخرين من ذلك [كنز العمال: 43545]، فإنّ اللبن الذي يحمله الثدي الواحد كنّى عنه بعلم الأولين، واللبن الذي يحمله الثدي الآخر كنّى عنه بعلم الآخرين، وبينهما موضع الجمع لتحصيل العِلمين ليقع بذلك للعالِم التمييز، إذا وقع منه الإحساس في ذلك الموضع، كما قال (تعالى): ﴿بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ﴾ [الرحمن: 20]، لئلا يقع الالتباس. وأراد بـ"الحسان": إشارة إلى أنهما من عين المشاهدة، فإن«الإِحْسَانَ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ» [كنز العمال: 1359]، وهو مشتق من الحسن.

شرح البيت السادس:

6

بَأَبِي ثُمَّ بِي غَزَالٌ رَبِيبٌ

***

يَرْتَعِي بَيْنَ أَضْلُعِي فِي أَمَانِ

يقول: أفدي هذا المحبوب المتجلي إليّ بأبي وبنفسي؛ يشير لما يطرأ عليه لو اتفق حال الفناء، فكنّى عن هذا المحبوب بالغزال لوجهين؛ الواحد: لاشتقاقه من الغَزَل وهو التشبيبوالمحبة والنسيب. والوجه الآخر (أنَّ الغزال هو) الوحش الذي يألف القفز، فكأنه يقول: هذا المعنى المطلوب لي مولده ومقامه إنما هو القفر، الذي هو مقام التجريد وحال التنزيه والتقديس، أي: إذا كان هذا حالي ومقامي أَلِفه هذا المعنى كما يألف الغزال القفر.

وقوله: "ربيب"، أي مُرَبَّى، كأنه يريد أنه نتيجة عن مطلب الهمة، ونظيره في العمل الصدقة (التي) تقع في يد الرحمن فيربيها كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فَصِيله [كنز العمال: 16146]، فكذلك المعاني الإلهية إذا كانت معقولة للهمم حتى يُتصوَّر طلبها لها، فتقبل التربية، بخلاف ما لا يخطر على القلب (ولا يمكنه تصوره)، فلا يتعلق به الهمة.

وقوله: "يرتعي"، من الرعي، والرعي يُكسب السِّمن الذي يحصل منه للمرتعي حُسْناً وجمالا، فكذلك هذا الوارد الإلهي إذا حصل بقلب الأديب زيَّنه وحسَّنه بالأدب في التلقي، فإنه لابدَّ أن يرجع إلى موجده فيرجع بأحسن صورة، وهي موارد الأوقات، وبابها في المعارف واسع.

وقوله: "بين أضلعي في أمان"، يعني للانحناء الذي في الضلوع، فكأنه كالحاوية عليه الخائفة لئلا يطرقه شيء كما قد ذكرناه في قصيدة لنا (رقم 29) في هذ الكتاب، وهو قولنا: "فطويت من حذر عليه شراسفا"، فلهذا أوجب له الأمان.

شرح البيت السابع:

7

مَا عَلَيْهِ مِنْ نَارِهَا، فَهو نُورٌ،

***

هٰكَذَا النُّورُ مُخْمِدُ النِّيرَانِ

كأن قائلا قال له: "إنّ هذا المحل الذي جعلته مرعى لغزالك ناري!"، فقلن له: "ما عليه من ذلك"، فإنّ النور أقوى في الفعل منه، وهذه الموارد نورانية تورَّدَت من حضرة النور، فلا شكَّ أنَّ النار الطبيعية التي بين أضلع هذا المحب ل تقوى لها، ولا تنعدم، فإنّ المحبة تشعلها وتقويها، فغاية الأمر أن تخمد، يريد أنه لا أثر لها فيه، ألا ترى في الحِسِّكيف يُذهب نور الشمس نور النار في رأي العين، وإن كنا نعلم أنّ لها نوراً، ولكن اندرج الأضعف في الأقوى في أعيننا، فنراها كأنها خامدة، وفي نفس الأمر على ما هي عليه من الاشتعال.

شرح البيت الثامن:

8

يَا خَلِيلَيَّ عَرِّجَا بِعِنَانِي،

***

لِأَرَى رَسْمَ دَارِهَا بِعِيَانِي

يخاطب داعِيَيه اللذين لِلحَقِّ فيه من عالم غيبه وشهادته (وهو عادة يقصد بهما: عقله وإيمانه، كما يوضح ذلك في قصائد أخرى)، يقول لهما: "انثنيا بعناني"، يريد الأمر الذي يحكم به ويمشيه على الطريق الأقوم، "لأرى رسم شخص دارها"، أي الحضرة التي منها صدرت هذه الحكمة المحبوبة، ("بعياني") أي: ببصري، من كونه بصراً، لا مِن كونه مقيَّدا بجارحة ولا بجهة، فكأنه يطلب مقام المشاهدة، إذ الحكمة ليست مطلوبة إلا من أجل ما تدلُّ عليه.

شرح البيت التاسع:

ثم قال:

9

فَإَذَا مَا بَلَغْتُمَا الدَّارَ حُطَّا،

***

وَبِهَا صَاحِبَايَ فَلْتَبْكِيَانِي

يقول لهما: إذا وصلتما إلى المنزل فَحُطَّا بي، ولا شك أنّ هذه الحضرة تفنيكلَّ من وصل إليها وشاهدها، فإنّ المشاهدة فناء ليس فيها لذة، يقول: فإذا رأيتماني قد فنيت عن وجودي، وعنكما؛ فابكياني، لكما لا لي (أي: فلتبكيان عليَّ ولا تبكيان من أجلي)، لتعطيكما (هذه الحضرة) بفنائي عما تعطيه حقائقكما.

شرح البيت العاشر:

فإن لم أجد الدار ووجدت الأثر بكيت مثلكما، وهو قوله:

10

وَقِفَا بِي عَلى الطُّلُولِ قَلِيلاً،

***

نَتَبَاكى، بَلْ أَبْكِي مِمَّا دَهَانِي

يقول: قفا بي أن أجد رسم الدار على آثارهما وآثارهم فيها، ولَمَّا شرَّك بينه وبينهما في البكاء، وهما اثنان وهو واحد، غلَّبَ القلَّةَ، فقال: "نتباكى"، فإنهما لا يبكيان لأنهما ما فَقَدَا شيئاً، وهو الفاقد، فهو الباكي، فغلب التباكي على البكاء من أجلهما. ثم بين مقام انفصاله عنهما، فأضرب عن التباكي بـ"بل"، فقال: "بل أبك مما دهاني" من فقد الأحبة ورسوم المنازل، ولم يَبقَ بيدي سوى الآثار التي هي بقايا الديار.

شرح البيت الحادي عشر:

ثم أخذ يصف حالة تحكم الحب فيه بسلطانه:

11

الْهَوَى رَاشِقِي بِغَيْرِ سِهَامٍ،

***

الْهَوَى قَاتِلِي بِغَيْرِ سِنَانِ

وصفه (للهوى) بالرشق حالة أثره فيه على البعد وهي حالة الشوق، ووصفه بالقتل بغير سنان يشير إلى حالة أثره فيه على القرب وهي حالة الاشتياق، فهو يقول: سواءٌ بَعُد الحبيب أو قَرُب فإن أثره فيّ لازم، وأمره فيّ متحكِّم، ونفى السهام والسنان المحسوسين، أي: أنا مقتول من مشهد الغيب والملكوت، لا من جهة الجوارح، أي اللحاظ الفاتكة، فهي معنوية.

شرح البيت الثاني عشر:

ثم أخذ يستفهم صاحبيه فقال:

12

عَرِّفَانِي إِذَا بَكَيْتُ لَدَيْهَا،

***

تُسْعِدَانِي عَلى الْبُكَا تُسْعِدَانِي

يقول لهما: إذا بكيت عندها هل تتباكيان معي لبكائي مساعدة أم لا، أي: تعلِّماني من علوم المشاهدة التي عندكما ما يليق بهذا الموطن، فإنَّ البكاء من العيون، وهي دموع حارة، لأنها عن حزن، فتكون علوم مجاهَدة.

شرح البيت الثالث عشر:

13

وَاذْكُرَا لِي حَدِيثَ هِنْدٍ وَلُبْنَى

***

وَسُلَيْمَى وَزَيْنَبٍ وَعِنَانِ

يقول لهما: علّلاني بذكر أمثالي وأشباهي، ولكن بذكر المحبوبات منهم، ل بذكر المحبين لهنَّ، إيثاراً لذكرها على ذكري، وراحةً لي بسماع ذكرِ من يُناسبها، ولهؤلاء المذكورين من المحبوبات حكايات (معروفة في التراث)، وطول ذكرها لا يسع هذ الشرح لها، وقد أفرد الناس لها أماكن في كتب الآداب في حكايات هند صاحبة بشر، ولبنى صاحبة قيس بن الدريج، وعنان جارية الناطقي، وزينب من صواحب عمر بن أبي ربيعة، وسليمى جارية في زماننا رأيناها وكان لها محب يهواها.

والإشارة بهند إلى مهبط آدم عليه السلام (في بلاد الهند، على ما ورد في بعض الروايات) وما يختص بذلك الموطن من الأسرار. ولبنى: إشارة إلى اللبانة وهي الحاجة. وسليمى: حكمة سليمانية بلقيسية. وعنان: علم أحكام الأمور السياسيات. وزينب: انتقال من مقام ولاية إلى مقام نبوة. والإشارة إلى من كَمُل من النفوس التي استحقت الأنوثة بحكم الأصالة، فإذا كَمُلت لم يبق بينها وبين الرجال إلا درجة الفضل (إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228])، ووقع التساوي في درجة الكمال من حيث ما هو كمال، لا من حيث كمال ما، كما يقول (تعالى): ﴿تِلْكَ اَلرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [البقرة: 253]، فمن حيث م هي رسالة فلا فضل، إذ الاسم يعمُّ هذه الحالة، ومن حيث ما هي رسالة بأمر ما وقع التفاضل.

شرح البيت الرابع عشر:

14

ثُمَّ زِيدَا مِنْ حَاجِرٍ وَزَرُودٍ

***

خَبَراً عَنْ مَرَاتِعِ الْغِزْلَانِ

ثم أخذ يطلب منهما بعد ذكر هؤلاء الأشخاص بطريق الإشارة والتنبيه للأماكن التي تعمرها هذه الحِكم المطلوبة بهذا العاشق، فقال: زيدا لي في حديثكما ذكر "حاجر": وهي الأسباب المانعة عن إدراك أي مطلوب كان، مِن "حاجره": أي مانعه. و"زرود": ضرب من البين، لكن فيه مجاورة من غير ألفة، فإنّ زرود رملة، والرمل يتجاور ولا يأتلف، ولكن مع هذا في هذه الأماكن مرعى لهؤلاء الغزلان التي هي العلوم الشوارد التي ل تنضبط ولا تتصور للعالِمبها، فكأنه يطلب الحالات التي تحسُّها.

شرح البيت الخامس عشر:

15

وَانْدُبَانِي بِشْعْرِ قَيْسٍ وَلَيْلَى،

***

وَبِمَيٍّ، وَالمُبْتَلَى غَيْلَانِ

يقول: واندباني بشعر المحبين مثلي في عالم الحس والشهادة، كـ"قيس": وهو الشدة وقلم الإيجاد، فنبه بقيس عليها، فإن القيس: الشدة في اللغة، والقيس أيضا: الذكر. و"ليلى": من الليل، وهو زمان المعراج والإسراء، والتنزلات الإلهية من العرش الرحماني بالألطاف الخفية إلى السماء الأقرب من القلب الأشوق. وبـ"ميّ": وهي الخرقاء التي لا تحسن العمل، ومن لم يحسن العمل كان العامل غيره، (كما يقول تعالى): ﴿وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: 96]، أي ما يظهر على أيديكم من الأعمال التي هي مخلوقة للّه تعالى. و"غيلان": هو ذو الرمة، والرمةالحبل العتيق، والحبل: السبب الذي طولبنا بالاستمساك به والاعتصام (من قوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ [آل عمران: 103])، ونسبته إلى القديم أمرٌ محقَّقٌ، فإنه حبل الله، وهو القديم الأزلي.

وذكر الغيلان: وهو (أيضاً) شجر مشوك يتعلق بمن قرب منه، ويمسكه أن يزول عنه حباً فيه وإيثارا، وفيه من الراحة كون هذا الشجر مختص بالفيافي التي لا نبات فيها، المهلكة بقوة رمْضائها وحرِّها، فليس فيها ظل لسالك إلا هذه الشجرات، شجرات "أم غيلان"، فيجدها في ذلك المقام رحمة فيلقي عليها بثوبه ويستظل فتمسكه (للثوب) بشوكها عن أن تمر به الرياح فينكشف لحرِّ الشمس، فكذلك ما يجده (هذا السالك) من الألفاط الخفية الإلهية من هذا الوجه.

فلهذا سألهما أن يذكرا له هؤلاء الأشخاص من المحبين ليجمع بين حال المحبة وعلم حقائق هؤلاء المذكورين لأنهم كانوا محبِّين.

شرح البيتين السادس عشر والسابع عشر:

ثم قال:

16

طَالَ شَوْقِي لِطَفْلَة ذَاتِ نَثْرٍ

***

وَنِظَامٍ وَمِنْبَرٍ وَبَيَانِ

17

مِنْ بَنَاتِ المُلُوكِ مِنْ دَارِ فُرْسٍ،

***

مِنْ أَجَلِّ الْبِلَادِ مِنْ أَصْبَهَانِ

وصف هذه المعرفة الذاتية بأنها "ذات نثر ونظام"، وهما عبارتان عن المقيَّد والمطلق، فمن حيث الذات وجودٌ مطلق، ومن حيث المالكمقيَّد بالمُلْك، فافهم ما أشرنا إليه في هذا، فإنه عزيز ما رأينا أحداً نبَّهَ عليه قبلنا في كتاب من كتب المعرفة بالله تعالى.

وأما قوله: "ومنبر"، يعني درجات الأسماء الحسنى، والرقي فيها (هو عبارة عن) التخلق بها، فهي منبر الكون، و"البيان" عبارة عن مقام الرسالة؛ لَغَزْنا هذه المعارف كلَّها خلف حجاب النظام بنت شيخنا العذراء البتول شيخة الحرمين وهي من العالمات المذكورات.

وقوله: "من بنات الملوك"؛ لزهد أبيها، فالزهَّاد ملوك الأرض، فستر ما يريده من المعارف بذكر دارها وأصلها، يشير (بقوله) "من بنات الملوك": يعني أنّ هذه المعرفة لها وجه بالتقييد، فإنّ الملوك من باب الإضافة (أي ملوك لشيء ما).

وقوله: "من دار فرس"، يقول: وإن كانت عربية من حيث البيان، فهي فارسية عجماء من حيث الأصل، لأنه لا يتمكن في الأصل بيان عِزَّتِهوتعلُّقِ العلم به، فذكر أصبهان لأنه بلدها من الأصالة، فينسب من الحكم إليها على قدر ما يعرف من خصائصها كل عارف، فهو يرجع للعارفين بها.

شرح البيت الثامن عشر:

فقال:

18

هِيَ بِنْتُ الْعِرَاقِ بِنْتُ إِمَامِي،

***

وَأَنَا ضِدُّهَا سَلِيلُ يَمَانِي

يقول: "العراق" أصل الشيء (من العِرْق والعراقة)، أي هذه المعرفة عن أصل شريف له التقدم بما ذكر من الإمامة، وأنا "يماني" من حيث الإيمان والحكمة ونَفَس الرحمن ورِقَّةِ الأفئدة [كنز العمال: 33939]، وإنما جعله ضدًّا لِما يُنسب (على لسان الحجاج بن يوسف الثقفي) إلى العراق من الجفاء والشدة والكفر، فهو ضد ما ينسب (في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم) إلى اليمن (من الرقة والرحمة)، لأن ضد العراق (على الحقيقة الجغرافية) إنما هو المغرب لا اليمن، وإنما اليمن مقابلة الشام. فالضد الذي أشار إليه إنما هو بما نسب الشارع (أي المشرِّع محمد صلى الله عليه وسلم) إلى الجهتين (كما ورد في الأحاديث المشار إليها في الهوامش)، وهي محبوبة فلها الجفاء والبعد والغلظة والقهر، وأنا محب فمني النصرة والإيمان والرقة واللطافة، استعطاف لرضى المحبوب واستلطافا به. ولَمَّا كانت هذه المعرفة المخصوصة تصطلم العبدَ عن شهوده، وتَظهر فيه بضرب من القهر والغلبة، فتمحو رسومه وتُذهب سائر علومه، كانت نسبة العراق إليها أولى من غيرها من الأماكن.

شرح البيت التاسع عشر:

ثم قال:

19

هَلْ رَأَيْتُمْ، يَا سَادَتِي، أو سَمِعْتُمْ

***

أَنَّ ضِدَّيْنِ قَطُّ يَجْتَمِعَانِ

يقول: الإشارة بالضدين؛ حكاية (عن) الجنيد حين عطس رجل بحضرته فقال: "الحمد للّه"، فقال الجنيد: أتمها: "ربّ العالمين"، قال الرجل: "ومَنِ العالَم حتى يُذكر مع الله!"، فقال الجنيد: "الآن فقل يا أخي، فإن المحدث إذا قورن بالقديم لم يبق له أثر، فإذا كان هو فلا أنت، وإن كنت أنت فلا هو؛ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ لَوْ كُشِفَتْ عَنْهَا الحُجُبُ لَأَحْرَقَتْ مَا أَدْرَكَهُ بَصَرُهُ (مِنْ خَلْقِه) [القصيدة الثانية: البيت السادس].

شرح البيت العشرين:

20

لَوْ تَرَانَا بِرَامَة نَتَعَاطَى

***

أَكْؤُساً لِلْهَوى بِغَيْرِ بَنَانِ

يقول: لو تراها في مقام المحاولة تتعاطى أكؤس المحبة، من قوله (تعالى): ﴿يُحِبُّهُمْ ويُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]. وقوله: "بغير بنان"، تنزيه وتقديس وتنبيه على أن الأمر معنوي غيبي خارج عن الحس والخيال والصورة والمثال.

شرح البيت الحادي والعشرين:

21

وَالْهَوَى بَيْنَنَا يَسُوقُ حَدِيثاً

***

طَيِّباً مُطْرِباً بِغَيْرِ لِسَانِ

يريد ما أراد القائل بقوله:

تكلّم منّا في الوجوه عيونن

***

فنحن سكوت والهوى يتكلّمُ

تشير، فأدري ما تقول بطرفه

***

وأطرق طرفي عند ذاك فتعلمُ

وقوله: "طيِّبا"؛ إدراكان للطعم والشم، يشير إلى مقام الأرواح والأذواق، فأخبر أنه يورث طربا، فإنَّ الغالب إنما يسوق الطربَ السماعُ وما يتعلق بالفهوانية، والغرض ما ذكرناه من الشم والذوق، فيقع الطرب فيه بالخاصية.

وقوله: "بغير لسان"، تنزيه كالبيت الأول.

وقوله: "يسوق حديثا"، ولم يقل: يقود، فإن المتكلم خلْف كلامه ما هو أمامه، فمنه يكون للسامع، فلهذا جعله سوقا.

وقوله: "حديثا"، إشارة إلى قوله (تعالى): ﴿مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ﴾ [الأنبياء: 2]، والبينية هنا الفرق بين المقامين والحقيقتين، لا بينية مكان ولا زمان.

شرح البيت الثاني والعشرين:

22

لَرَأَيْتُمْ مَا يَذْهَبُ الْعَقْلُ فِيهِ

***

يَمَنٌ وَالْعِرَاقُ مُعْتَنِقَانِ

يقول: لو رأيتم هذه الأحوال التي نحن فيها، لرأيتم مقاماً وراء ظهور العقل، وهو اتحاد صفة القهر بصفة اللطف، إشارة إلى ما قال أبو سعيد الخراز، وقيل له: "بم عرفت الله؟" فقال: "بجمعه بين الضدين." و﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ [الحديد: 3] من وجه واحد، لابدَّ من ذلك، خلافا لم تعطيه قوة العقل، فإنّ العقل يدلُّ عليه من حيث مبلغه أنه أوَّلٌ من وجه كذا وآخرٌ من وجه كذا، وظاهرٌ من وجه كذا وباطنٌ باعتبار كذا، وليس الأمر كذلك؛ فإن القوى التي خلق الله الإنسان عليها ما تتعدى حقائقها، فقوة الشم لا تعطي سوى إدراك العطِرِ والنتن، وكذلك كلُّ قوة، والعقل أيضا لا يعطي سوى ما تقتضيه قوته في نظره في دليله لا غير، والسِّرُّ الربَّاني يعطي أيضاً ما يليق به وما في قوته. فقد يستحيل أمرٌ ما بالنسبة إلى العقل ولا يستحيل ذلك بالنسبة إلى الحق، وهذا المحكوم عليه لابدَّ أن يكون مجهولَ الحقيقة عند العقل، لكنَّ العقل يزعم أنه يعرفه، وهذ محال.

ومن الدليل على ذلك أيضا أنّ العقل لا شك جاهل بحقيقة الحقِّ سبحانه، غير عارف بذاته من حيث الصفات الثبوتية، ومع هذا ينفي عنه بدليله فيما يزعم أنّ الحق تعالى لا يكون ظاهراً من الوجه الذي يكون باطناً، فلا ينبغي أن يتحكَّم في معرفة الله من حيث الذات بالعقل، وحظُّ العقل معرفة كون الحق إلها أوجدَنا، ونحن مفتقرون إليه في إيجادنا واستمراره، فاعلم ذلك!

شرح البيت الثالث والعشرين:

23

كَذَبَ الشَّاعِرُ الَّذِي قَالَ قَبْلِي:

***

وَبِأَحْجَارِ عَقْلِهِ قَدْ رَمَانِي

يقول: كذب العالِم - من طريق الشعور - بالأمر، لا من طريق التصريح، فإنّ العقل يعلم شيئاً من طريق التصريح، ويعلم أشياء من طريق الشعور؛ أنها مشعورٌ بها، ولكن يتوقف فيها لعدم الوضوح لِما هي عليه من العزة.

وقوله: "بأحجار عقله"، أي بدلائل عقله، يحبأن يرد ما هو مقدور للحق، أو واجب، إلى عين هذه الصفة، فيعترض عليّ، ويقول لي: هذ يحيلهدليل العقل، وهو صادق؛ فإنّ دليل العقل يحيلهلا دليل الحق، من إيراد الكبير على الصغير، من غير أن يصغر الكبير، أو يوسع الضيق.

شرح البيتين الرابع والعشرين والخامس والعشرين:

ثم ضمن في هذه القصيدة هذين البيتين لبعض الشعراء لاجتماعهما في المعنى فقال:

24

أَيُّهَا المُنْكِحُ الثَّرَيَّا سُهَيْلاً!

***

عَمْرَكَ اللهُ كَيْفَ يَلْتَقِيَانِ

25

هِيَ شَامِيَّة، إِذَا مَا اسْتَهَلَّتْ

***

وَسُهَيْلٌ، إِذَا اسْتَهَلَّ يَمَانِي

يقول: الثريا سبعة أنجم، وسهيل نجم واحد ظاهر يمني، والثريا شامية، يقول: إن الذات لا تقبل الصفات السبعة المدلول عليها عند النظار من حيث الزيادة لكن من حيث النسبة، والشام موضع الكون، والثريا هي الظاهرة في الشام، كذلك الصفات من الحق هي الظاهرة في الخلق، وعليها تقوم الدلالات، والذات (الإلهية) لا دخول لها في الخلق كما لا يدخل (نجم) سهيل في الشام.

فإن قيل فما يصنع بقوله تعالى: «كُنْتُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ» [البخاري: 6502]، فقد دخل! قلنا: نعم، ما قال: كنت ذاته، وإنما ذكر الصفة؛ فيقول: بِسَمْعِي يَسْمَعُ وَبِبَصَرِي يُبْصِر، كما قال الشارع في الرفع من الركوع: «إِنَّ اللهَ قَالَ عَلَى لِسَانِ عَبْدِهِ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» [(«... عَلَى لِسَانِ نَبِيِّه ...») مسلم: 404].

ويكفي هذه الإشارة لأصحابنا، بل للمنصفين من النظَّار.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!