موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المبحث الثامن والستون: في بيان أن الحوض والصراط والميزان حق

* - قال الشيخ كمال الدين بن أبي شريف: وإنما ذكر أهل الكلام أن الحوض والصراط والميزان حق بيانا لاعتقاد أهل الزيغ وهو مشهور عن أكثر المعتزلة فإنهم قالوا إن العبور على الصراط مع كونه أدق من الشعرة وأحد من السيف ممتنع عادة، وقال لهم أهل السنة لا امتناع فإن الذي أقدر الطير على السير في الهواء قادر على أن يمشي الإنسان على الصراط قال وقد أجرى أهل السنة الحديث على ظاهره وأوله بعضهم بأن كونه أدق من الشعرة إنما هو ضرب مثل للأمر الخفي الغامض والمعنى أن يسر الجواز عليه وعسره على قدر الطاعات والنهوض لها والمعاصي وكثرة الوقوع فيها قلته ودقة كل واحد من القسمين لا يعلم حده إلا اللّه قال وأول بعضهم أيضا كونه أحد من السيف بسرعة إنفاذ الملائكة أمر اللّه بإجازة الناس عليه قال: وإنما قلنا هذا التأويل ليوافق الحديث الآخر في قيام الناس والملائكة على جنبي الصراط كون الكلاليب والحسك فيه وإعطاء المار عليه قدر موضع قدميه ونحو ذلك انتهى. ولنبسط الكلام على ذلك بعض البسط فنقول: اعلم أن الحوض والصراط ثابتان بالنصوص قالوا ويتشكلان بشاكلة الأعمال والعلوم إذ الشريعة علم وعمل فالحوض علومها والصراط أعمالها فعلى مقدار الشرب من علم الشريعة يكون الشرب من الحوض على مقدار اتباع الشريعة في الأفعال والأقوال والعقائد يكون المشي على الصراط هناك فمن زاغ عن الشريعة هنا زلت به قدمه هناك ونقص شربه من الحوض فالمشي حقيقة على الصراط إنما هو هنا لا هناك فإن الصراط المنصوب المشروع هنا معنىّ هو الذي ينصب هناك حسا وما ثم طريق إلى الجنة إلا عليه قال الشيخ رضي الله عنه:
تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها [مريم: 71] قال الشيخ محيي الدين: والحوض في عطفة من الصراط وضرب له مثلا على الهامش وهذه صورته.

* - قال: واعلم أن نور كل إنسان على الصراط لا يتعدى نفسه إلى غيره فل يمشي أحد في نور أحد ويتسع الصراط ويدق بحسب انتشار النور وضيقه فعرض صراط كل إنسان بقدر انتشار نوره ومن هنا كان دقيقا في حق قوم وعريضا في حق آخرين وهو واحد في نفسه قال وإنما قال تعالى: يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ [الحديد: 12] دون شمائلهم لأن المؤمن السعيد كلتا يديه يمين فلا شمال له انتهى.

* - وقال في الباب الثامن وثلاثمائة: اعلم أن الصراط الذي تسلك عليه ويثبت اللّه تعالى أقدامك عليه حتى يوصلك إلى الجنة صراط الهدى الذي أنشأته لنفسك في دار الدنيا من الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة فهو في هذه الدار بحكم المعنى لا يشاهد له صورة حسية فيمد لك يوم القيامة جسرا محسوسا على ظهر جهنم أوله في الموقف وآخره في المرج الذي على باب الجنة فتعرف أول ما تشاهده أنه صنعتك وبناؤك بجوارحك وتعلم أنه قد كان في الدنيا ممدودا على متن جهنم طبيعتك في طولك وعرضك وعمقك ذو ثلاث شعب إذ كان ظل حقيقتك وهو ظل غير ظليل لا يغنيها من اللهب بل هو الذي يقودها إلى لهب الجهالة ويضرم فيها نارها انتهى.

* - وقال في الباب الحادي والسبعين وثلاثمائة: اعلم أنه إذا وضع الصراط يكون من الأرض علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب فيكون منتهاه إلى المرج الذي هو خارج سور الجنة التي يدخله الناس أولا وتسمى جنة النعيم والمأدبة تكون في المرج وهي در مكة بيضاء نقية يأكل منها جميع أهل المأدبة ويقوم بعضهم فيقطف من الثمار المدلاة من فروع وأغصان الجنة على السور انتهى.

* - وقال في الباب الرابع والستين: إذا مر الخلائق إلى الصراط ينتهون إليه وقد ضربت عليه جسور على متن جهنم أدق من الشعرة وأحد من السيف وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام ولهب جهنم بجانبها يلتهب وعليها حسك وكلاليب وخطاطيف وهي سبعة جسور يحشر العباد كلهم عليها وعلى كل جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف عام، ألف عام صعودا وألف عام استواء وألف عام هبوط وذلك قول اللّه عز وجل إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ (14) [الفجر: 14] يعني على تلك الجسور وغيرها قال والملائكة يرصدون الخلق على هذه الجسور فيسأل العبد عن الإيمان الكامل باللّه تعالى فإن جاء به مؤمنا مخلصا موقنا لا شك فيه ولا زيغ جاز إلى الجسر الثاني فيسأل عن كمال الصلاة فإن جاءتها تامة جاز إلى الجسر الثالث فيسأل على الزكاة فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الرابع فيسأل عن الصيام فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر الخامس فيسأل عن الحج فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر السادس فيسأل عن الطهر من الحدث فإن جاء به تاما جاز إلى الجسر السابع فيسأل عن المظالم فإن كان لم يظلم أحدا جاز إلى الجنة وإن كان قصر في واحدة من هذه الخصال حبس على كل جسر منها ألف سنة حتى يقضي اللّه بما يشاء. وقال أيضا في الباب الرابع والستين ما نصه: اعلم أن الكلاليب والخطاطيف والحسك التي على جنبي الصراط إنما هي صور أعمال بني آدم فتمسكهم أعمالهم تلك على الصراط فلا ينهضون إلى الجنة ولا يقعون في النار حتى تدركهم الشفاعة والعناية الربانية وإنما هي أعمالكم ترد عليكم انتهى. وكان الشيخ أبو طاهر القزويني رحمه اللّه يقول: الصراط صراطان أحدهما في الدني وهو الإسلام فهو علمي ولكن ينقلب في الآخرة جسرا حسيا وهو المعني بقوله تعالى اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) [الفاتحة: 6] وهو في الحقيقة جسر ممدود على متن الكفر والشرك والبدع والأهواء قال تعالى:

وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ [الأنعام: 153] الآية وفي الحديث أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ يوما وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) [الصافات: 1] فلما بلغ قوله: فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (24) [الصافات: 23 - 24]

بكى حتى تحادرت الدموع على لحيته فقال بعض الوفد إنك تبكي خوفا ممن بعثك قال إي وربي إنه بعثني على طريق كحد السيف إن زغت هلكت » وهذا الصراط كالخيط الطويل الممتد بين العبد وبين اللّه في عين الاستقامة في الرتبة الوسطى بين التشبيه والتعطيل والجبر والقدر وبين السخاء والبخل وبين الشجاعة والجبن كالتواضع بين الكبر والحساسة وكالعفة بين الشهوة والخمود ولهذه الخصال وأمثالها طرفان مذمومان والمحمود الوسط فالمواظبة على هذا الوسط هي المعبر عنها بالدقة والحسد وإليه الإشار بقوله تعالى: فَاسْتَقِمْ كَما أُمِرْتَ [هود: 112] وأما الصراط الثاني فهو الأخروي الحسي وهو في الحقيقة صورة الصراط الأول وهو من طريق المسلمين إلى الجنة ثم لا يخفى أن كل من اعتاد المرور في الدنيا على صراط الإسلام هان عليه المرور على صراط الآخرة ومن لم يتعود ذلك في الدنيا صعب عليه وزلت قدمه وطال ندمه وهل هذا الصراط إلا مثال محسوس لذلك الصراط المعنوي وبالجملة فسرعة مرور الناس على صراط الآخرة وبطؤهم يكون على حسب سرعة مبادرتهم إلى مرضاة اللّه تعالى وبطئهم عنه قال: وما جاء من الكلاليب والخطاطيف فهو عبارة عن علائق الدنيا المتعلقات بالقلب فكما تجذب صاحبها إلى الدنيا كذلك تجذبه إلى الهاوية كما أن شوك السعدان والحسك يكون بمقدار ذنوب كل إنسان وخطاياه فكما كانت تؤذيه في دينه بالعكوف عليها فكذلك تؤذيه يوم القيامة بالمرور عليها وأما ما جاء في الحبو والزحف على الصراط إنما هو إشارة إلى تثاقل ظهور الناس بالمظالم والتبعات وأما الزالون والزالات فهم الناكبون في الدنيا عن الصراط المستقيم والدين القويم نسأل اللّه اللطف بنا أجمعين. وأم الميزان فأثبته جمهور أهل السنة وأنكرته المعتزلة قال الغزالي والقرطبي: ولا يكون الميزان في حق كل أحد لحديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا يرفع لهم ميزان وإن كان المعنى من غير أن يكون دخولهم في حسابهم قالوا والمراد بالميزان هو الميزان الكلي الجامع لتفاصيل موازين جميع الخلائق فترتفع رفعة واحدة فترفع موازين جميع الخلائق كلها رفعة واحدة وكل أحد يشهد ميزانه قد رفع وأعماله مودعة في كفته إلى أن ينقضي حكم المحاسبات والموازنات.

* - قال الشيخ محيي الدين: ويكون ميزان كل شخص بشاكلة ما كان الشخص عليه في دار الدنيا فإن اللّه تعالى قد خلق جسد الإنسان على صورة الميزان وجعل كفتيه يمينه وشماله وجعل لسانه قائمة ذاته فهو لأي جانب مال ،

* - قال تعالى: وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُو الْمِيزانَ(9) [الرحمن: 9] يعني بالميل إلى المعاصي والوقوع فيها قال وقد قرن اللّه السعادة بالكفة اليمين والشقاوة بالكفة اليسار فالاعتدال سبب البقاء والانحراف سبب الهلاك، ثم لا يخفى أن موازين الآخرة كلها تدرك بحاسة البصر كموازين أهل الدنيا ولكنها ممثلة لا محسوسة عكس الدنيا فهي كتمثل لأعمال سواء فإنها في الدنيا أعراض وفي الآخرة تكون أشخاصا كما قال صلى اللّه عليه وسلم في الموت أنه يؤتى به في صورة كبش فما قال يؤتى به كبشا لأن الحقائق لا تتبدل ثم إنه إذا وضعت الموازين لوزن الأعمال جعلت فيها كتب الخلائق الحاوية لجميع أعمالهم الظاهرة لا الباطنة إذ الأعمال الباطنة لا تدخل الميزان المحسوس أبدا لكن يقام فيها العدل وهو الميزان الحكمي المعنوي فمحسوس لمحسوس ومعنى لمعنى كل شيء بمثله انتهى. وعبارة الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في عقيدته: اعلم أنه إذا وقعت الشفاعة العظمى لمحمد صلى اللّه عليه وسلم وضع الرب سبحانه وتعالى كتابه المتضمن علم جميع مخلوقاته الجامع لتفاصيل كتب جميع الخلائق فإذا وضع جملة كلية وضعت سائر الكتب التفضيلية وضعة واحدة فيجد كل إنسان كتابه في وجود دائرته قد وضع دفعة واحدة وكل أحد لا يرى وضع الكتاب والحساب إلا له وكذلك الميزان الكلي الجامع لتفاصيل موازين جميع الخلائق يرفع رفعة واحدة فترفع سائر موازين الخلائق كلها دفعة واحدة كل واحد يشهد ميزانه قد رفع وأعماله مودعة في كفته إلى أن ينقضي حكم الموازنات والمحاسبات فإن نظرت إلى الميزان الكلي قلت إنه واحد وإن نظرت إلى تفاصيل ذلك قلت إنه كثير قالوا: وكل ميزان له لسان وكفتان يعرف بها مقادير الأعمال بأن توزن صحفها. قال الشيخ محيي الدين وآخر ما يوضع في الميزان قول العبد الحمد للّه ولذلك ورد والحمد للّه تمل الميزان.

(فإن قلت): فلم لم تكن لا إله إلا اللّه تملأ الميزان كالحمد للّه ؟

(فالجواب): إنما لم تكن لا إله إلا اللّه تملأ الميزان كالحمد للّه لأن كل عمل من أعمال الخير لا بد له من عمل آخر من ضده يقابله ليجعل هذا الخبر في موازنته ولا يقابل لا إله إلا اللّه إلا الشرك إذ هو ضده ولا يجتمع توحيد وشرك في ميزان أبدا بخلاف التوحيد مع معاصي أهل الإسلام، وإيضاح ذلك أن العبد إن كان يقول لا إله إلا اللّه معتقدا فما أشرك وإن أشرك فما اعتقد لا إله إلا اللّه فلما لم يصح الجمع بينهما لم تدخل لا إله إلا اللّه الميزان لعدم ما يقابلها ويعادلها في الكفة الأخرى. قال الشيخ محيي الدين: وأما صاحب السجلات التسعة وتسعين فإنم دخلت لا إله إلا اللّه ميزانه لأنه كان يقول لا إله إلا اللّه معتقدا لها لكنه لم يعمل معها خيرا قط وإنما عمل معها سيئات فتوضع لا إله إلا اللّه في مقابلة التسعة وتسعين سجلا من السيئات فترجح كفة لا إله إلا اللّه على الجميع وتطيش السجلات فلا يثقل مع اسم اللّه تعالى شيء انتهى. قال الشيخ في الباب الثاني والعشرين وأربعمائة من « الفتوحات » في معنى قوله تعالى: فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُو أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ (9) [الأعراف: 8 - 9]

اعلم أن ميزان يوم القيامة تظهر بصورة نشأة الخلق من الثقل لأنهم إنم يحشرون وينشرون في الأجسام الطبيعية فمن ثقلت موازينه فهو السعيد وذلك لأن الحسنة بعشر أمثالها إلى مائة ألف فما فوق ذلك وقد فعل هذا السعيد حسنا في ظاهره وأراد حسنا في باطنه، وأما الذي خفت موازينه فهو الشقي وذلك لأنه فعل شيئا والسيئة بواحدة فخفت موازينه بالنسبة إلى ثقل ميزان السعيد ولم يعتبر الحق تعالى في الوزن إلا كفة الخير دون كفة الشر فهي الثقيلة في حق السعيد الخفيفة في حق الشقي مع كون السيئة غير مضاعفة ومع هذا فقد خفت كفة خيره فعلم أن الكفة الثقيلة للسعيد هي بعينها الخفيفة للشقي لقلة ما فيها من الخير أو عدمه بالكلية مثل صاحب السجلات أو الذي يخرجه اللّه تعالى من النار وما عمل خيرا قط سوى التوحيد من أهل الفترات فإن هذا ليس في كفة اليمنى شيء له وإنما عنده التوحيد للّه فقط الحاصل من العلم الضروري الذي ليس له فيه تعمل. قال الشيخ:

ولو أن اللّه تعالى اعتبر في الثقل والخفة الكفتين معا كفة الخير وكفة الشر لكان يزيد بيانا في ذلك فإن إحدى الكفتين إذا ثقلت خفت الأخرى بلا شك خير كان أو شرا هذا حكم وزن الأعمال وأما إذا وقع الوزن بالعبد نفسه بأن يكون هو في إحدى الكفتين وعمله في الكفة الأخرى كما أشار إليه حديث: يؤتى بالرجل السمين العظيم يوم القيامة فلا يزن عند اللّه جناح بعوضة. فذلك وزن آخر غير هذا فمن ثقل ميزانه نزل عمله إلى أسفل وذلك لأن الأعمال في دار الدنيا من مشاق النفوس والمشاق محلها النار ولذلك كره الشارع العمل الشاق لأمته وقال اكلفوا من العمل ما تطيقون فلهذا كانت كفة عمل هذا الذي ذكرناه تنزل تطلب النار وترتفع الكفة التي هو فيه لخفتها فيدخل الجنة لأن الجنة لها العلو كما أن الشقي تثقل كفة الميزان التي هو فيها وتخف كفة عمله فيهوي في النار وهو قوله تعالى: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) [القارعة: 9] فعلم أن كفة ميزان العمل هي المعتبرة في هذا النوع من الوزن الموصوفة بالثقل في السعيد لرفعة صاحبها وهي الموصوفة بالخفة في حق الشقي لثقل صاحبها وهو قوله تعالى: وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ [الأنعام: 31] وليست إلا ما تعطيهم أوزارهم من الثقل الذي يهوون به في نار جهنم. وحاصل ذلك أن وزن الأعمال ببعضها يعتبر فيه كفة الحسنات وأن وزن الأعمال بعاملها يعتبر فيه كفة العمل انتهى.

* - وقال في الباب الأحد وثلاثمائة في قوله تعالى وَالسَّماءَ رَفَعَه وَوَضَعَ الْمِيزانَ (7) [الرحمن: 7] إنما وضع اللّه تعالى الميزان ليوزن به الثقلان وقوله: أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (8) [الرحمن: 8] أي بالإفراط والتفريط من أجل الخسران وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ [الرحمن: 9] أي مثل اعتدال نشأة الإنسان إذ الإنسان لسان الميزان وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ [الرحمن: 9] أي لا تفرطوا بترجيح إحدى الكفتين إلا بالفضل ثم لا يخفى أن الميزان الذي يوزن به الأعمال على شكل القبان ولهذا وصفه بالخفة والثقل ليجمع بين الميزان العددي وهو قوله تعالى: بِحُسْبانٍ [الرحمن: 5] وبين ما يوزن بالرجال وذلك لا يكون إلا في القبان، فلذلك لم يعين الكفتين بل قال فأما من ثقلت موازينه في حق السعداء وأما من خفت موازينه في حق الأشقياء ولو كان المراد به ميزان الكفتين لقال: وأما من ثقلت كفة حسناته فهو كذا وأما من خفت كفة سيئاته فهو كذ فعلم أنه لولا ميزان الثقل هو عين ميزان الخفة وأنه كالقبان لكان ذا كفتين ولو كان ذا كفتين لوصف كفة السيئات بالثقل أيضا إذا رجحت على الحسنات فلما لم يصفها إل بالخفة فقط عرفنا أن هذا الميزان على شكل القبان انتهى.

* - وقال في الباب التاسع والتسعين من « الفتوحات »: مما يقرب لعقلك كون الحق تعالى يأتي يوم القيامة بأعمال بني آدم صورا قائمة مع كونه أعراضا كون الحق تعالى قادرا على إيجاد المحال وكون الإنسان يشهد من نفسه قدرة خياله على إيجاد المحال فيرى العبد ربه عز وجل في المنام في صورة مع أن ذلك محال في جهة الحق تعالى فقد جعل الخيال لمن لا تعلم له صورة صورة ورد المحال ممكنا فإذا كان الخيال رتبته هذا مع أنه مخلوق فكيف بالخالق، فقد بان لك صحة وضع الأعمال في الميزان مع كونها أعراضا وذلك لإقامة القسط وكذلك مما يقرب لعقلك وزن الأعمال تصور الموت مع كونه نسبة في صورة كبش أملح أي في غاية الوضوح إذ الأملح الأبيض وذلك ليعرف جميع الناس فهذا محال مقدور فأين حكم العقل وفساد تأويله وأطال في ذلك. وعبارة الشيخ أبو طاهر القزويني في الباب الثلاثين من كتابه « سراج العقول »: اعلم أنه لما كانت الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء وكان اللّه تعالى هو الملك العدل الذي لا يظلم الناس شيئا ولا يضيع أجر من أحسن عملا بل يجازي كل امرئ بما كسب، نصب تعالى ميزانا في القيامة عدلا يوزن به سيئات عبيده وحسناتهم إظهارا لعدله قال تعالى: وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْن بِها [الأنبياء: 47] أي وإن كان وزن حبة خردل ومن دخلت للتبيين كقوله تعالى:

ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ [هود: 61] وقيل إنها للتبعيض ومعناه إن كان وزن حبة خردل كأنه قسم الخردلة ثمانية وأربعين جزءا مثلا هي حباتها كما أن الدرهم ثمان وأربعون حبة والمعنى وإن كان وزن جزء من ثمانية وأربعين جزءا من خردلة واحدة وفي الحديث مرفوعا: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا الأعمال قبل أن توزنوا » يعني أن توزن أعمالكم كقوله تعالى وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ [المطففين: 3] أي كالوا لهم أو وزنوا لهم ومعنى وزنوا الأعمال تعرفوا مقاديره بالمقايسة إلى أوقاتكم.

وعن ابن عباس قال: توزن الحسنات والسيئات في ميزان له لسان وكفتان كل كفة كأطباق الدنيا كفة من نور وكفة من ظلمة. قال حذيفة رضي اللّه عنه: وصاحب الميزان يومئذ هو جبريل عليه السلام فأما المؤمن فيؤتى بعمله في أحسن صورة فيوضع في كفة الميزان وهو الحق فتثقل كفة الحسنات على سيئاته فتثقل إلى الجنة ويعرف بذلك وهو المفلح في قوله:

فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [المؤمنون: 102] وأما الكافر فيؤتى بعمله في أقبح صورة فيوضع في ميزانه وهو الباطل فيخف وزنه في النار فيقال له الحق بعملك وفي الحديث مرفوعا: « إن للّه تعالى ملكا موكلا بالميزان فيجاء بابن آدم حتى يوقف بين كفتي الميزان فيوزن عمله فإن ثقل

الميزان نادى الملك بأرفع صوته ألا إن فلانا سعد عادة لا يشقى بعده أبدا » وفي الحديث:

« ثلاثة مواطن تشغل المرء عن والده وولده عند الصراط حتى ينظر أينجو أم يزل وعند تطاير الكتب في الأيمان والشمائل وعند الميزان حتى ينظر أيثقل أم يخف » فهذه وأمثالها من الآيات والأخبار تدل على صحة الوزن بالميزان وإنما يتلجلج في صدور المنكرين له كيفية وزن الأعمال لكونها أعراضا عرضت فنيت والثقل والخفة معنيان أيضا ولا يقوم المعنى بالمعنى والأعمال صفات أصحابها وقد خبط الناس في هذه المسألة خبط عشواء وخلاصة المسألة أن يعرف الإنسان أن المقصود بوزن الأشياء إنما هو ظهور مقاديرها وقد جعل لذلك آلات مختلفة كالميزان والقبّان لمعرفة أثقال الأحمال والأسطرلاب لمعرفة مقادير حركات الشمس والكواكب فكذلك ها هنا المقصود بوزن الأعمال في القيامة هو ظهور مقاديرها لتقابل بأمثالها من الجزاء ثوابا كان أم عقابا ونحن نرى في الدنيا آلات وضعت لعرفان مقادير المعاني في الأشياء كالعروض جعل ميزانا يعرف به صحيح الشعر من منزحفه ومنكسره وكالنحو يعرف به فصيح الكلام من ملحونه، وكالحجر الذي يرفعه الأقوياء من الأحداث ليعرفوا به مقادير قواهم التي خلقها اللّه تعالى في أعضائهم وليست هي بمنفصلة عنهم كذلك لا يبعد أن يجعل اللّه تعالى الميزان القسط ليوم القيامة آلة محسوسة صالحة لوزن الأعمال التي هي أعراض فيعرف بها مقادير الحسنات والسيئات لأصحابها فيجازون بمقاديرها من غير عدوان كما قال تعالى ول تظلمون فتيلا فقد علمت أن ذلك جائز في العقل وورد به بالشرع فوجب الإيمان به ومن عجز عن تعقل ذلك ومعرفة كيفيته فليكل علم ذلك إلى اللّه عز وجل كنظرائه واللّه تعالى أعلم. فعلم أنه ينبغي لكل من خاف من يوم الحساب أن يكثر من الأعمال الصالحة ولا يمل وذلك ليعطي منها أخصامه يوم القيامة فإن الظالم إذا لم يكن معه شيء يعطيه لأخصامه طرح على ظهره من سيئات خصمه ثم قذف به في النار فواللّه ما خلقنا إلا لأمر عظيم ونحن غافلون عن ذلك كالبهائم السارحة فلا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم. وسمعت سيدي عليا بالخواص رحمه اللّه يقول: لا ينبغي لأحد أن يستكثر قط أعماله في عينه فإن أعمال أمثالنا ولو صارت كالجبال فربما لا يتحصل منها في الميزان الأخروي مثقال ذرة لعدم الإخلاص للّه فيها نسأل اللّه اللطف بنافي الحياة الدنيا وفي الآخرة آمين آمين آمين.

(خاتمة): في بيان عجز العقول عن إدراك الكثير مما غاب عنها من أمور الآخرة من حين تبدل الأرض غير الأرض والسماوات إلى استقرار الخلق في الجنة والنار وبعد ذلك مما قصه اللّه تعالى علينا إلى ما لا نهاية وليس مع الخلق الآن إل الإيمان بذلك على علم اللّه فيه اللهم إلا أن يؤيد اللّه عز وجل بعض خواصه بنور الكشف. قال الشيخ أبو طاهر القزويني رضي اللّه عنه:

واعلم رحمك اللّه أن تصور العقل لأحوال القيامة وما غاب منها عسر جد ولكن ينبغي للعاقل أن يعلم أن اللّه تعالى جعل آدم وذريته خلائف في الأرض وعمره بهم قال تعالى وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ [الأنعام: 165] وقال تعالى هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها [هود:

61] ثم إنه سبحانه وتعالى لما رشحهم للخلافة آتاهم من كل آلة يدبرون بها معاشهم وقد خلقهم اللّه تعالى في الدنيا للآخرة فأعطاهم اللّه تعالى العقل والنطق فضيلة لهم فكان العقل والنطق لهم آلتين يتوصلون بهما إلى تدبير معاشهم في الدنيا وتهيئة أسباب معادهم حسب ما جاءت به الرسل عليهم الصلاة والسلام فكما أن العقول عاجزة عن معرفة اللّه عز وجل حق المعرفة لكونه تعالى غيب عنها فكذلك ما غاب عنها من أحوال الآخرة وما يتقدمها من سؤال الملكين في القبر وجوابهما وكيفية البعث والحشر والنشر والصراط والميزان وقراءة الكتب وكيفية الحوض والشفاعة وأوصاف الجنة والنار بحقائقها ورؤية اللّه عز وجل في غير جهة وسماع كلامه تعالى من غير صوت ولا حرف وغير ذلك من تفاصيل لذات الثواب والآلام التي تستغرق فيها النفوس لا سيما لذة النظر إلى وجه اللّه الكريم وألم الفزع الأكبر نعوذ باللّه منه، فإن العقل بمجرده لا يستقل بدركه إذ العقل إنما هو آلة للعبد يدرك بها تفاصيل الأوامر والنهي في دار التكليف ويعرف به مصالح المعاش ومفاسده وكان بعض العارفين يقول: الألسنة عن ذلك وعن حقائق الذات المقدس والأمور الأخروية محتبسة والعقول عن درك معانيها محتبسة ولم يخبرنا الشارع صلى اللّه عليه وسلم عن اللّه وعن أمور الآخرة إلّا على طريق الإجمال والإرسال بم يقرب معناه من الأفهام فكان غاية النطق أنه أخبرنا بها على الجملة إيجابا للإيمان بها وغاية العقل البحث عن تجويز ذلك أو استحالته فإذا أخبرنا بها الصادق مجملة واستجازها العقل مرسلة وجب الإيمان بها صدقا والاعتقاد لها حقا ثم إنه يجب علين كف الفكر عن البحث عن كيفياتها وردعه عن أن يتشوف للطمع في درك حقائقها فإن الفكر عن ذلك مصدور، كما أن البصر عن سماع الصوت مردود اللهم إلا أن يكاشف بعض الأولياء من أحوال الآخرة بشيء في حال غيبته عن الخلق وشهوده للحق فإنه في ذلك الوقت يكون مسلوب النطق مغلوب العقل لأنه حينئذ يشاهد أمورا لا تتسع لها ظروف الحروف ول تنتهي إليها العقول كما قال الشاعر:

وإن قميصا خيط من نسج تسعة * وعشرين حرفا عن معانيه قاصر

* - قال الشيخ أبو طاهر: ومن تأمل هذا المعنى انكشف له كثير من الغوامض التي درج عليها المتقدمون مكلفين عقولهم ما ليس في وسعها طمعا في أن ينال ما لا ينال فكان عاقبتهم الحيرة والضلال، وأن من هذا القبيل قراءة أهل العرصات الكتب المكتوبة بخط الملائكة الكرام ولا شك أنها بخلاف كتابة أهل الدنيا ولهذا يقال للكتابة التي لا تقرأ كأنها خط الملائكة ومن ذلك أيضا ما يخلق اللّه تعالى من إدراك لذات كثيرة من نعيم الجنة مطعومها ومشروبها ومشمومها وملبوسها ومنكوحها عن حالة لا توجد في الدنيا كما وردت به الأخبار الصحيحة في ثواب الأعمال وتلك الإدراكات بذاتها لا تضاهي شيئا من الإدراكات التي تدرك بها اللذات الدنيوية فإنه وإن كانت تشاكلها في الجنسية والتسمية فإن لها اختصاصات عجيبة تكل العقول عن دركه، وقول ابن عباس رضي اللّه عنهما ليس في الجنة شيء يشبه ما في الدنيا إلا بأسمائه أصل كبير في هذا الباب. قال الشيخ أبو طاهر: فلعدم تلك الإدراكات في الدنيا لا نجد في أنفسنا لذة النظر إلى وجه اللّه الكريم ولا غير ذلك من اللذات الموعودة في الجنة كما لا يجد الصبي في صباه لذة الجاه لأنه لم يخلق له إدراك ذلك قال: والدليل على هذه الجملة قوله صلى اللّه عليه وسلم عن رب العزة جل وعلا أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما اطلعتم عليه ثم قرأ قوله تعالى فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ [السجدة: 17] وهذه خطة ضلت فيها الفلاسفة فأنكروا أمور الآخرة وإذ قد صح لك أن العقل لا يطلع على كنه حقائق الأشياء الغيبية ولا يبلغ منتهى أسراره علمت أن غايته أن يقيس ما لا يراه على ما يراه بأدنى شبه يكون بينهما، وقد جاءت الشرائع بأشياء يعجز العقل عن معرفة عللها وكيفياتها ولكن إذا حكم العقل بإجازته وجب علينا الإيمان بها كالحشر والنشر في الآخرة كالوجه والقدم في صفات اللّه تعالى وكذلك القول في معرفة مقادير الشرائع والعبادات وقد درج السلف الصالح والتابعون لهم على التصديق بها جزما ومنعوا أصحابهم عن البحث عن حقائقها وردوها إلى علم سر القدر المنهي عن الخوض فيه وقالوا اقرءوها كم جاءت بلا كيف ولم يجد التشبيه إلى عقائدهم سبيلا لقوتها وصلابتها وذلك لغضاضة الإسلام وقرب العهد من أزمانه صلى اللّه عليه وسلم التي هي زمان الوحي ومشاهدة التنزيل ومهبط جبريل فلما أن درج القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم وهم خير القرون انبعثت الأهواء من كل صقع وباض الشيطان بكل قطر ونفث في عقد القلوب وجال في الخواطر بخطراته فتزلزلت لذلك العقائد واضطربت الآراء وكثرت مقالات أهل الأهواء كالقرامطة والزنادقة والرافضة خذلهم اللّه تعالى إذ ألفوا الكتب في الضلالات وبثوها في الأمصار ودعوا إليها الأغبياء من الناس فشاعت البدع وفشا البهتان وانحلت عقد العقائد وذلك لبعد الناس عن زمان البعثة كما مر

* - قال تعالى في حق قوم فَطالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ [الحديد: 16]

ولهذا قال أبو بكر الصديق رضي اللّه عنه: طوبى لمن مات في ناناة الإسلام يعني في أوله ثم لا يخفى عليك يا أخي أن المعتقدين اليوم وإن صحت عقائدهم وراجت نقودهم فكثيرا ما يتخالج في ضمائرهم خواطر الشكوك من كثرة ما يقرع مسامعهم من شبه أهل الأباطيل ولا يجدون أحدا من الأئمة المحققين يبين لهم مصادر الأمور ومواردها وربما يموت أحدهم على رجز بين ضلوعه من تجسيم وتشبيه وتعطيل وأمور منكرة ولا يجسر أن يسأل أحدا عنها ولا يجد أحدا يشفي الغليل بجوابه فلا يزال يخفي عقيدته عن نفسه فكيف عن غيره فهذا الذي دعا المحققين من المتكلمين إلى إيراد أمثلة كثيرة في مضايق المشكلات وكشف ما أمكنهم من المعضلات وتكرير العبادات في جميع مباحث الكلام هذه الخاتمة يحتاج إليها من يطالع مثل هذا الكتاب فأمعن يا أخي النظر فيه يسهل عليك فهم كثير من آيات الصفات وتعقل أشياء كثيرة من محالات العقول.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!