موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للّه رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد وعلى آله وسائر الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهم وصحبهم أجمعين.

أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى عفو اللّه ومغفرته، عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني عفا اللّه عنه، هذا كتاب ألفته في علم العقائد سميته " باليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر " حاولت فيه المطابقة بين عقائد أهل الكشف، وعقائد أهل الفكر، حسب طاقتي وذلك لأن المدار في العقائد على هاتين الطائفتين.

إذ الخلق كلهم قسمان إما أهل نظر واستدلال، وإما أهل كشف وعيان، وقد ألف كل من الطائفتين كتبا لأهل دائرته، فربما ظن من لا غوص له في الشريعة أن كلام إحدى الدائرتين مخالف للأخرى، فقصدت في هذا الكتاب بيان وجه الجمع بينهما ليتأيد كلام أهل كل دائرة بالأخرى، وهذا أمر لم أر أحدا سبقني إليه. فرحم اللّه تعالى من عذرني في العجز عن الوفاء بما حاولته والتزمته، فإن منازع الكلام دقيقة جدا. وقد قال الإمام الشافعي رضي اللّه عنه لأبي إسحاق المزني: " عليك بالفقه وإياك وعلم الكلام. فلأن يقال لك أخطأت خير لك من أن يقال كفرت " وأنا أسأل اللّه العظيم كل من نظر في هذا الكتاب من العلماء، أن يصلح كل ما يراه فيه من الخط والتحريف، أو يضرب عليه، إن لم يفتح له بجواب نصيحة للمسلمين. واعلم أني لا آذن لأحد أن يكتب له من هذا الكتاب نسخة، إلا بعد أن يطلع عليه علماء الإسلام السالمين من الحسد، ويجيزوه ويضعوا عليه خطوطهم، فإن عمري الآن قد ضاق عن كمال تحريره، وأوصي كل من عجز عن الوصول إلى تعقل كلام أهل الكشف، أن يقف مع ظاهر كلام المتكلمين ولا يتعداه، قال تعالى: فَإِنْ لَمْ يُصِبْها وابِلٌ فَطَلٌّ [البقرة: 265] وذلك لأن عقائد أهل الكشف مبنية على أمور تشهد، وعقائد غيرهم مبنية على أمور يؤمنون بها. هذا ميزانهم في كل ما لم يرد فيه نص قاطع، والنفس تجد القوة في اعتقاد ما عليه الجمهور دون ما عليه أهل الكشف، لقلة سالكي طريقهم. ثم اعلم يا أخي أنني طالعت من كلام أهل الكشف ما لا يحصى، من الرسائل، وما رأيت في عبارتهم أوسع من عبارة الشيخ الكامل، المحقق مربي العارفين، الشيخ محيي الدين بن العربي رحمه اللّه، فلذلك شيدت هذا الكتاب بكلامه من "الفتوحات" وغيرها، دون كلام غيره من الصوفية، لكني رأيت في "الفتوحات" مواضع لم أفهمها، فذكرتها لينظر فيها علماء الإسلام، ويحقوا الحق ويبطلوا الباطل إن وجدوه، فلا تظن يا أخي أني ذكرتها لكوني أعتقد صحتها وأرضاها في عقيدتي، كما يقع فيه المتهورون في أعراض الناس فيقولون لولا أنه ارتضى ذلك الكلام واعتقد صحته ما ذكره في مؤلفه، معاذ اللّه أن أخالف جمهور المتكلمين، واعتقد صحة كلام من خالفهم من بعض أهل الكشف الغير المعصوم، فإن في الحديث يد اللّه مع الجماعة، ولذلك أقول غالبا عقب كلام أهل الكشف انتهى. فليتأمل ويحرر، ونحو ذلك إظهار للتوقف في فهمه على مصطلح أهل الكلام. وكان شيخن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه اللّه، يقول: : لا يخلو كلام الأئمة عن ثلاثة أحوال لأنه إما أن يوافق صريح الكتاب والسنة فهذا يجب اعتقاده جزما، وإما أن يخالف صريح الكتاب والسنة فهذا يحرم اعتقاده جزما، وإما أن لا يظهر لنا موافقته ول مخالفته فأحسن أحواله الوقف انتهى. وقد أخبرني العارف باللّه تعالى ، الشيخ أبو طاهر المزني الشاذلي رضي اللّه عنه أن جميع ما في كتب الشيخ محيي الدين مما يخالف ظاهر الشريعة مدسوس عليه. قال لأنه رجل كامل بإجماع المحققين، والكامل لا يصح في حقه شطح عن ظاهر الكتاب والسنة، لأن الشارع أمنه على شريعته انتهى، فلهذا تتبعت المسائل التي أشاعها الحسدة عنه وأجبت عنها، لأن كتبه المروية لنا عنه بالسند الصحيح ليس فيها ذلك، ولم أجب عنه بالفهم والصدر كما يفعل غيري من العلماء فمن شك في قول أضفته إليه، وعجز عن فهمه وتأويله فلينظر في محله من الأصل الذي أضفته إليه فربما يكون ذلك تحريفا مني.

واعلم يا أخي أن المراد بأهل السنة والجماعة، في عرف الناس اليوم، الشيخ أبو الحسن الأشعري ومن سبقه بالزمان كالشيخ أبي منصور الماتريدي وغيره، رضي اللّه تعالى عنهم، وقد كان الماتريدي إماما عظيما في السنة، كالشيخ أبي الحسن الأشعري. ولكن لما غلب أصحاب الشيخ أبي الحسن الأشعري على أصحاب الماتريدي كان الماتريدي أقل شهرة، فإن أتباع الماتريدي ما وراء نهر سيحون فقط.

وأما أتباع الشيخ أبي الحسن الأشعري: فهم منتشرون في أكثر بلاد الإسلام كخراسان، والعراق، والشام، ومصر، وغيرها من البلاد. فلذلك صار الناس يقولون: فلان عقيدته صحيحة أشعرية، وليس مرادهم في صحة عقيدة غير الأشعري مطلق كما أشار إلى ذلك في " شرح المقاصد ". وليس بين المحققين من كل من الأشعرية والماتريدية اختلاف محقق، بحيث ينسب كل واحد صاحبه إلى البدعة والضلال وإنما ذلك اختلاف في بعض المسائل كمسألة الإيمان باللّه تعالى نحو قول الإنسان أنا مؤمن إن شاء اللّه تعالى ، ونحو ذلك انتهى. وكان سفيان الثوري يقول: أهل السنة والجماعة هم من كان على الحق ولو واحدا، وكذلك كان يقول إذا سئل عن السواد الأعظم من هم وكذلك كان يقول الإمام البيهقي. ثم اعلم يا أخي أن من كان تابعا لأهل السنة والجماعة يجب أن يكون قلبه ممتلئا أنسا باتباعهم، وبالضد من خالفهم، فيمتلىء قلبه غما وضيقا والحمد للّه رب العالمين، وقد حبب لي أن أقدم بين يدي هذا الكتاب مقدمة نفيسة تتعين على من يريد مطالعته مشتملة على بيان عقيدة الشيخ محيي الدين الصغرى، التي صدر بها في "الفتوحات" المكية ليرجع إليها من تاه في شيء من عقائد الكتاب، فإن الكتاب كله كالشرح لهذه العقيدة وتشتمل أيضا على أربعة فصول:

1.     الفصل الأول: في ذكر نبذة من أحوال الشيخ محيي الدين بن العربي رضي اللّه عنه وبيان أن ما وجد في كتبه مخالف لظاهر كلام العلماء مدسوس عليه أو مؤول وفي بيان من مدحه وأثنى عليه من العلماء واعترف له بالفضل، وذلك لأن غالب هذا الكتاب يرجع إلى عبارته رضي اللّه عنه.2.     الفصل الثاني: في تأويل بعض كلمات نسبت إلى الشيخ بتقدير ثبوتها عنه، جهل أكثر الناس معانيها. وفي ذكر شيء مما ابتلي به أهل اللّه سلفا، وخلفا، في كل عصر من الإنكار عليهم امتحانا لهم وتمحيصا لذنوبهم، أو تنفيرا لهم عن الركون إلى الناس وذلك لأن اللّه تعالى لا يصطفي عبدا قط وهو يركن إلى سواه إلا بإذنه.3.     الفصل الثالث: في بيان إقامة العذر لأهل الطريق في تعبيرهم بالعبارات المغلقة على من ليس منهم، وحاصله أن ذلك كله خوف أن يرمى أولياء اللّه بالزور والبهتان، فجعلوا لهم رموزا يتعارفونها فيما بينهم لا يفهمها الدخيل بينهم إل بتوقيف منهم، غيرة على أسرار اللّه تعالى أن تفشى بين المحجوبين كما أشار إلى ذلك القشيري في " رسالته ".4.     الفصل الرابع: في بيان جملة من القواعد والضوابط التي يحتاج إليها كل من يريد تحقيق علم الكلام إذا علمت ذلك فأقول وباللّه التوفيق.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!